هذه الرسالة تلقيتها من الأخ نصر مبارك من قرية بسيطة فى محافظة البحر الأحمر اسمها «القصير» لا يرى من مسؤوليها ومحافظها الذى تولى إدارتها فى السنوات الأخيرة إلا الاهتمام بمدينة الغردقة فقط لا غير، وكأن المحافظة تقتصر عليها فقط، أما باقى مواطنى المحافظة.. عادى يروحوا فى داهية. رسالة المواطن: فى مشكلة عامة عن مدينة من مدن محافظة البحر الأحمر اسمها مدينة القصير ممكن تكون سمعت عنها وهى بعيد عن الغردقة بحوالى 140 كم وهى من أقدم مدن المحافظة. يحزننى أن أخبرك سيدى أن هذه المدينة لا يعرفها الكثير من المصريين ولو عرفها أحدهم اسما فإنه يجهلها وذلك لتجاهل جميع الجهات المسؤولة لهذه المدينة التى هى بمثابة صفحة من تاريخ مصر بما لها من تاريخ عريق عبر العصور المختلفة من الفرعونى والرومانى حتى عصرنا الحديث فما زال الزمن يرسم بفرشاته ملامح هذه المدينة فلذلك أقولها بصوت عالٍ: إن مدينة القصير هى أرض مصرية يجب أن تنال ما تستحقه من الاهتمام. أولا- المياه قديما كانت مياهًا عذبة من مدينة قنا حيث إنها لا تبعد عنا كثيرا، أما الآن فهى مياه تحلية ولا تطابق المواصفات إلا فى قليل من المرات، وقديما كانت تُنقل المياه بالصفائح «أو ما يطلق عليه السقّا» اليوم وفى القرن الواحد والعشرين وحيث إنها مدينة سياحية كما يقولون فلا بد من التقدم وفعلا حدث هذا وأصبحت المياه تُنقل ب«جراكن بلاستيك» عن طريق مجموعة من مخارج المياه «حنفيات» تخرج من خزانات ملوثة ويقف الناس عليها طوابير. فمرحبا بالتقدم والرقى بحياة الإنسان، مرحبا بمرض السرطان والفشل الكلوى الذى يصيب معظم الأهالى والأطفال من مواسير الاسبستوس. ثانيا- الرعاية الصحية أول شىء تهتم به دول العالم المتحضر هو صحة رعاياها وأن يحصلوا على رعاية صحية متكاملة، فما بال مستشفى القصير المركزى، وكما قلنا إن المدينة تخدم مدن الجنوب كلها؟! مستشفى القصير المركزى أقل ما يُقال عنه إنه «مستشفى ترانزيت القصير»، فهو مستشفى كبير جدا مساحةً وضئيل جدا فى كل شىء تحتاج إليه مستشفى مركزى من مبانٍ وأجهزة طبية وتخصصات حيث إن المبانى لا تليق بالمرضى أو بنى الإنسان والأجهزة تالفة أو غير موجودة ناهيك بالنقص الكبير فى التخصصات. أقسم بالله أنى لا أبالغ فى ما أقول، حتى مولدات الكهرباء الاحتياطية الخاصة بالمستشفى حالتها رديئة وممكن تؤدى إلى موت الكثير فى حالة انقطاع الكهرباء فجأة ولفترة كبيرة وعدم وجود بديل.. لك أن تتخيل. ولو سألتَ سيدى عن حل هذه المشكلة فسيكون: جارٍ العمل بالمستشفى الجديد الذى يبعد 5 كيلومترات عن المدينة، وغير ذلك من أن له سنين كما هو لم تنجز فيه أى أعمال وسُرقت معظم الميزانية المخصصة له والأجهزة الطبية التى به تلفت من طول فترة التخزين. ثالثا- حلمت كثيرا وأعتقد أن غيرى راوده هذا الحلم كثيرا بأن أسافر إلى جوهرة جمهورية مصر العربية ألا وهى القاهرة حيث أعشقها وأعشق رؤيتها منيرة ليلا والأنوار تملأ أرجاءها وشوارعها فقلت: لماذا ومدينتى الصغيرة لا تكون منيرة كما هى مشرقة نهارا بشمسها الساطعة طوال العام وبعد بحث وجدت السبب وهو أن مدينتنا السياحية تمتلك محطة كهرباء بملايين الجنيهات ولكنها رديئة وحالتها سيئة جدا وتكلف الدولة ما يقرب من 50 مليون جنيه سنويا من سولار وزيوت وصيانة دائمة لها بما لحالتها من سوء وللأسف لا تغطى احتياجات المدينة وهذا كله على مرأى من كل المسؤولين، فمن المسؤول عن إهدار هذا المال؟ رابعا- شهداء ثورة 25 يناير استشهدوا دفاعا عن حريتهم وحرية آبائهم وحريتنا نحن، وأقف لهم وأقدم لهم كل الشكر والتقدير وأنحنى لهم احتراما لما بذلوه من أجل أخذ حريتنا المبذولة، وأقف لحظة لأوضّح لسيادتك أنه يوجد شباب استشهد من قبل ثورة 25 يناير، استشهد وسيستشهد بحثا عن الرزق أو ذهابا وإيابا لمكان العمل، ذهابا وإيابا على الطريق السياحى أو ما يسمى طريق الموت؟! أتمنى بل أحلم وأناشد سيادتكم وأنا واثق أن رسالتى هذه سيكون لها رد فعل وصدى قوى عند حضرتك وأتمنى أن تكون سبيلنا للتقدم والرقى بالإنسان قبل أى شىء