مستشفيات البحر الأحمر.. بلا صحة ولا عافية بسبب معاناتها المستمرة من أسلوب الاعتمادات بالتنقيط بعد ان تحول الكثير من مبانيها إلي شواهد للقبور رغم الانتشار الواسع للمساحات المكانية الواسعة التي تمتد اليها هذه المحافظة السياحية المهمة التي لا تقتصر خدماتها الصحية الفقيرة علي المصريين ولكن علي الأجانب أيضا من السياح زائري مصر!! اعتبارات عديدة تستوعب أن تكون الخدمات الصحية بهذه المحافظة علي درجة متميزة وعالية الكفاءة أولها أنها تمتد لمسافة1080 كم علي ساحل البحر بداية من الزعفرانة وهي حدودها الشمالية مع محافظة السويس وحتي رأس حدربه جنوبا وهي حدود مصر مع السودان الشقيق وبالتالي تحتوي علي أكبر شبكة طرق طولية وعرضية تنتج عنها حوادث سيارات شبه يومية ناهيك عن حوادث البحر أيضا والاعتبار الثاني أنها محافظة سياحية يفد اليها يوميا آلاف السائحين من شتي بقاع الدنيا, وبالتالي فإن خدماتها الصحية لا يستفيد منها المصريون فقط بل وعدد كبير من السائحين الأجانب والذين لا يرضون بديلا عن مستوي الخدمات الصحية التي اعتادوا عليها في بلادهم ولكن ورغم هذه الاعتبارات وغيرها فإن وزارة الصحة والسكان مازالت تتجاهل هذه الاعتبارات وتتعامل مع هذه المحافظة بنظام التنقيط في الاعتمادات المالية علي وجه الخصوص. ففي مدينة رأس غارب وكما يؤكد أحد ابنائها وهو لطفي الدمراني أنه منذ ما يقرب من8 سنوات أو أكثر قام المحافظ السابق اللواء سعد أبو ريده بتخصيص20 ألف متر داخل المدينة لصالح وزارة الصحة حتي تتولي إنشاء مستشفي مركزي بالمدينة بعد أن آلت انشاءات المستشفي القديم للسقوط وأصبحت مبانيه غير مؤهلة لتقديم الخدمات المطلوبة, وكنا علي أمل أن تقوم الوزارة بتخصيص الاعتمادات المالية المطلوبة لبدء إنشاء هذا المستشفي لكن ما حدث غير ذلك فبقيت مساحة الأرض فضاء كما هي حتي أن المحافظ الحالي اللواء محمود عاصم قام منذ أيام بتجديد تخصيص هذه المساحة بعد أن مضت عليها عدة سنوات حي لا يسقط قرار التخصيص. ويضيف بأنه نظرا لأن المبني القديم للمستشفي أصبح غير صالح فقد حاولت المحافظة خلال السنوات الماضية انقاذ ما يمكن انقاذه حيث كان هناك مبني خاص بمكتبة عامة تتبع الوحدة المحلية للمدينة وتم الإستغناء عنها فلجأ المسئولون يومها الي الاستفادة من هذا المبني واستغلاله كجناح خاص بالعيادات الخارجية, باعتباره ملحقا بالمستشفي القديم, كما لجأ المسئولون أيضا الي استغلال وحدة سكنية لتكون مخزنا لأدوات المستشفي وأيضا فإن الإدارة الصحية مازالت عبارة عن وحدة سكنية ملحقة أيضا!! ويضيف اللواء حسام الدين رفعت رئيس مدينة رأس غارب بأن مستشفي رأس غارب يقع في مدينة محورية بالنسبة لشبكة الطرق الطولية التي تربط بين القاهرة شمالا والغردقة جنونا والتي تمتد لمئات الكيلو مترات علاوة علي طريقين عرضيين وهما طريق رأس غرب الكريمات ورأس غارب الشيخ فضل اللذين يربطان المحافظة بمحافظات شمال الصعيد وهذه الطرق تشهد حوادث سيارات بصفة مستمرة وهذه الحوادث لا بديل عن نقلها الي مستشفي رأس غارب المركزي لذلك لابد من سرعة قيام وزارة الصحة ببناء المستشفي الجديد وتجهيزه علي أحدث ما يكون. والأغرب مما هو موجود برأس غارب الوضع بمدينة القصير حيث يؤكد اللواء علي شوكت رئيس المدينة بأنه منذ ستة أعوام انتهت وزارة الصحة والسكان من إنشاء مبني جديد للمستشفي المركزي بدلا من المستشفي الحالي, وهذا المبني مكون من ستة طوابق وأنشيء السور الخارجي له ولكن إلي يومنا هذا لم يتم توصيل المياه ولا الكهرباء للمستشفي, ولم تقم وزارة الصحة بتجهيزه. علي الرغم من أن مستشفي القصير يتوسط مدينتي سفاجا وشلاتين ويخدم المواطنين والسياح الأجانب إلا أن الوزارة تصر علي متابعة تهالك المبني أمامها دون التدخل لاستخدامه!! ويقول المحافظ محمود عاصم أن مستشفي القصير الجديد يحتاج لمبلغ18 مليون جنيه, وأنه أرسل أكثر من مذكرة لوزارة الصحة لتدبير هذا المبلغ لافتتاح المستشفي لأن منطقة جنوب المحافظة في أشد الحاجة له, وأنه أعاد بالفعل تخصيص20 ألف متر لإنشاء المبني الجديد لمستشفي رأس غارب, وأن المحافظة تدعم قطاع الصحة بصفة مستمرة وانفقت الملايين خلال الفترة الماضية علي هذا القطاع لكن لابد من قيام الوزارة بتخصيص المبالغ المطلوبة لبناء مستشفي رأس غارب وتجهيز مستشفي القصير ويشكو المحافظ أيضا من الأجهزة الطبية الموجودة بمستشفي الغردقة العام فهناك أجهزة معطلة, كما أن المستشفي يحتاج لأجهزة حديثة حتي يستطيع تلبية احتياجات المرضي من المصريين والأجانب لأن معظم الحالات الخطرة خاصة مصابي الحوادث يتم نقلها من المدن الأخري الي هذا بالمستشفي لأنه الأفضل والأحسن حالا من بقية المستشفيات الموجودة ببقية مدن المحافظة.