كشفت إدارة المرور بالبحر الأحمر عن سقوط أكثر من 300 قتيل وجريح ضحايا لحوادث الطرق بالبحر الأحمر خلال شهر نوفمبر الجارى فقط. وأفادت الإحصاءات بأن ثلثهم من السائحين الأجانب من مختلف الجنسيات. وأضافت أن 12 شخصاً يسقطون يومياً ما بين قتيل وجريح. وأرجعت إدارة المرور أسباب الحوادث إلى السرعة الزائدة ورعونة السائقين وسوء حالة الطرق. قال عبدالباسط بلوزى، عضو محلى المحافظة، إن المسؤولية مشتركة بين جميع المسؤولين عن المحافظة وتساءل: أين نصيب طرق محافظة البحر الأحمر من إنشاء وصيانة الطرق؟، موضحاً أن أعضاء مجلسى الشعب والشورى بالمحافظة لم يقدموا أى شىء لإصلاح طرق المحافظة وتطوير مستشفياتها، وما حدث بمستشفى رأس غارب فى حادث الأتوبيس السياحى الأخير خير دليل، ويصف المستشفى بالكارثة الحقيقية لعدم وجود أى إمكانات به تتحمل مثل هذه الحوادث. ويضيف محمد حمدية، عضو محلى المحافظة، أن العنصر البشرى يتحمل الجانب الأكبر فى هذه الحوادث، وطالب بزيادة الإشارات المرورية والكشف عن المخدرات للسائقين عن طريق زيادة إجراء التحاليل للسائقين وإضاءة الطرق السريعة، خاصة طريقى الغردقة – القاهرة وسفاجا – قنا. وأشار اللواء سعد الدين أمين، رئيس مدينة رأس غارب، التى وقع بها حادث أتوبيس السائحين الأخير، الذى راح ضحيته 50 شخصاً ما بين قتيل وجريح إلى أن هناك مسافة 100 كيلو متر ما بين الزعفرانة ورأس غارب تعتبر منطقة خطيرة جداً وتقع بها معظم الحوادث، وعلى الرغم من اتساع الطريق فإن الرعونة والسرعة الزائدة للسائقين تتسبب فى هذه الكوارث، وأوضح أن سيارات النقل الثقيل تقف بجانب إحدى الكافيتريات فى هذه المنطقة ويقوم السائقون بتغيير زيت هذه السيارات مما يتسبب فى تسرب بعض زيت السيارات الثقيلة على الطريق السريع فيؤدى إلى حدوث هذه الكوارث المرورية. وأكد أنه سيقوم بمنع وقوف سيارات النقل الثقيل فى هذه المنطقة حتى إذا أدى الأمر إلى إصداره قراراً بإغلاق الكافيتريات التى يقف أمامها سائقو النقل بسياراتهم. ونفى رئيس مدينة غارب وجود أى عيوب فى الطريق، مؤكداً أنه طريق ممهد وليس عليه أى ضغوط، ويتم عمل صيانة دورية للطريق من جانب هيئة الطرق بالتعاون مع المسؤولين بمحافظة البحر الأحمر ومدينة رأس غارب. أما اللواء ابراهيم منصور، رئيس مدينة سفاجا، فيلقى بالمسؤولية كاملة على السائقين، وقال إنهم السبب فى كل كوارث الطرق، مضيفاً أن طريق البحر الأحمر من أفضل الطرق على مستوى الجمهورية وكثافته قليلة جدا ولكن الخطأ البشرى هو السبب الرئيسى. وأضاف أنه قام بعمل إحصاءات، أشارت إلى أن معظم الحوادث تقع فى الصباح الباكر وفى أول الليل. ونادرا ما تحدث إلى فى النهار، وهذا دليل أن العنصر البشرى هو المسؤول الأول عن حوادث طرق البحر الأحمر. وأوضح رئيس مدينة سفاجا أن بعض السائقين يعملون لمدة 20 ساعة فى اليوم مع عدم وجود سائق احتياطى، خاصة للحافلات السياحية وسيارات النقل الجماعى. من ناحية أخرى، نفى الدكتور محمد سرحان، وكيل وزارة الصحة بالبحر الأحمر، وجود أى تقصير طبى فى التعامل مع الحوادث، وهناك سيارات إسعاف موجودة على الطرق السريعة ويتم التعامل مع الحوادث بأقصى سرعة. وأكد أن سيارات الإسعاف وصلت بعد 5 دقائق من وقوع حادث أتوبيس السائحين الأخير وهو ما أكده السائحون الناجون أنفسهم. وأشار إلى أنه خلال أيام العيد فقط وقع 28 حادثاً على طرق البحر الأحمر راح ضحيتها 99 شخصاً ما بين قتيل ومصاب. ووجه اللواء مجدى قبيصى، محافظ البحر الأحمر الاتهام إلى السائقين وحملهم المسؤولية بنسبة 90%. وطالب قبيصى أن تقوم وزارة النقل بازدواج طريق سفاجا – قنا بعد الموافقة على ازدواج ال 40 كيلو الأولى من هذا الطريق والتعجل بازدواج طريق القصير – مرسى علم.
