صحف أمريكية: عندما يحذِّر الجيش المصرى من انهيار الدولة فقد حان وقت القلق

«نيويورك تايمز»: توبيخ السيسى للقادة المدنيين أثار احتمال تدخل الجنرالات مرة أخرى فى السياسة
علقت «وول ستريت جورنال» على تصريحات وزير الدفاع اللواء عبد الفتاح السيسى، بأنها أعادت إلى الأذهان الإجراءات العسكرية التى اتخذت فى الأيام الأولى من الثورة المصرية منذ عامين، عندما تدخل مجلس من الجنرالات لقيادة البلاد بعد الإطاحة بحسنى مبارك. مشيرة إلى أن فترة الحكم العسكرى تميزت بالاحتجاجات العنيفة وعدم الاستقرار. كما نقلت الصحيفة آراء بعض المراقبين، التى كان أبرزها اعتقادهم أن الجيش يتوق إلى العودة إلى الأضواء السياسية. وأضافت أن تصريحات السيسى أوضحت اليأس المتزايد الذى يشعر به المصريون، حيث فشل الجدل بين الرئيس محمد مرسى ومعارضيه فى التوصل حتى إلى مظهر من الاستقرار السياسى اللازم لتهدئة الشوارع وتجنب الانهيار الاقتصادى. «وول ستريت جورنال» تابعت أن تصريحات السيسى بدت تهدف إلى جذب انتباه السياسيين نحو المفاوضات قبل أن يصل تدهور الاقتصاد إلى ذروة الانهيار. مضيفة أن الجيش هو إحدى المؤسسات القليلة التى تتمتع بنفوذ كاف لإقناع الإسلاميين ومعارضيهم العلمانيين بالتوصل إلى اتفاق بعضهم مع بعض. واختتمت الصحيفة تقريرها بالنقل عن خبراء شرق أوسطيين اعتقادهم أنه إذا استمر العنف فى مصر، أو اتخذ الجيش خطوات لزيادة سلطته، ستتخذ إدارة أوباما موقفا أكثر عدوانية فى مصر الأسابيع المقبلة، حتى وإن لم يغير ذلك كثيرا فى الأحداث على أرض الواقع. أما «نيويورك تايمز» فقالت إن العنف لا يزال منتشرا وأن الرئيس بدا عاجزا عن إيقافه. مضيفة أن حلفاءه من الإخوان المسلمين ومعارضيهم أثبتوا أيضا عدم فاعليتهم فى مواجهة الأزمة، حيث قالت: «كل منهم يتقهقر إلى زاويته، مشيرا بأصابع اللوم إلى الآخر».
«نيويورك تايمز» أضافت أن توبيخ السيسى للقادة المدنيين أثار احتمال تدخل الجنرالات مرة أخرى فى السياسة المدنية. ونقلت عن محللين أن السيسى على عكس السابقين له، يرغب فى تجنب أى تورط سياسى.
من جانبها قالت «واشنطن بوست» إن تحذير اللواء السيسى يشير إلى أنه ربما يتم إقحام القوات العسكرية لاتخاذ إجراء قريبا. مضيفة أنه لا يزال غير واضح نيابة عن من سيتدخل الجنرالات، وهو ما يسلط الضوء على الأسئلة حول مدى سيطرة مرسى على القوات المسلحة ومؤسسات الدولة التى كانت تستجيب ذات يوم لحسنى مبارك. وكالة «أسوشيتد برس» قالت إن الضغط الأكبر لخروج السيسى عن صمته يقع على الرئيس مرسى الذى عجز عن احتواء الاضطرابات بيد من حديد، حيث تحدى المحتجون إعلانه للطوارئ وحظر التجول فى بورسعيد والإسماعيلية والسويس.
وفى تقرير بعنوان «مصر ترتعد، ولا قيادة تلوح فى الأفق»، «كريستيان ساينس مونيتور» أيضا علقت بقولها: «عندما يحذر الجيش المصرى من انهيار الدولة، فقد حان وقت القلق». وتابعت الصحيفة أن الانقلاب العسكرى أمر غير محتمل. مضيفة أن استغلال عقوبة الإعدام لإسكات التعبير عن الرأى، يبعث برسالة أخرى حول الاتجاه الذى يسعى مرسى لأخذ مصر إليه.