«جبهة الإنقاذ الوطنى» تشكّل صداعا فى رأس الإخوان خلال الفترة الحالية، خصوصا فى ما يتعلق بالانتخابات البرلمانية، فالمصريون الذين اكتشفوا على مدار عامين بعد الثورة كذب وخيانة وادعاء وجشع الإخوان وتَوْقهم إلى السلطة، باتوا فى حاجة إلى رموز يوضحون لهم الطريق الصحيح، رموز يقودونهم إلى عهود النور، فما جرى أن الثورة استبدلت أسيادا بأسياد وديكتاتورا بديكتاتور، والجبهة تضم كثيرا من تلك الرموز. هنا يتحدث حسين عبد الغنى المتحدث الرسمى باسم جبهة الإنقاذ الوطنى عن مستقبل الجبهة، وعن خطرها الذى يستشعره النظام الإخوانى الحاكم على وجوده، وعن أساليبه لمواجهتها. الجماعة لا تحترم الديمقراطية ولا تعترف بها.. وتعتبر حق التظاهر السلمى ضد الحكم انقلابا على الشرعية ■ ما توقعاتك لسيناريو 25 يناير المقبل وتعامل النظام معه؟ - سأتحدث عن معسكر الثورة فقط الذى سيحتفل بالذكرى الثانية لإحدى أعظم الثورات فى التاريخ المصرى والبشرى كله، ولن تقل عظمة وحشدا وروحا مفعمة بالثورة عن الذكرى الأولى، خصوصا أن كل دوافع الثورة ما زالت قائمة فلم تتحقق أهدافها لا العيش ولا الحرية ولا الكرامة الإنسانية ولا قصاص لدماء الشهداء، فكما أن مبارك مسؤول عن دمائهم، فالمجلس العسكرى فشل فى القصاص، بل وزاد الشهداء، وأيضا فشل حكم الإخوان المسلمين فى القصاص، سواء بعد فوزهم فى البرلمان أو الرئاسة واستخدموا أساليب مبارك فى التلاعب بالإرادة المصرية فى الاستفتاء، وتمت إعاقة الناخبين علاوة على كونه استفتاء على دستور مشوه وباطل يهدر الحريات العامة وحقوق المرأة والعمال والفلاحين وحرية الرأى والتعبير والصحافة والإعلام ويهدر العدالة الاجتماعية، وكل ذلك سيزيد دوافع نزول المصريين بنفس قوة الثورة والذكرى الأولى لها. ■ وما أهم مطالب 25 يناير 2013؟ - أعتقد مع كل الشعور بالإحباط من النظام القائم بسبب اختطافه الثورة وإخلافه كل الوعود والتعهدات، سواء من الرئيس أو جماعته أوحزبه أو نوابه سيجعل عدم المشروعية الدستورية والأخلاقية للدستور هو عنوان الحشود، وسيعرف النظام ومن يتبعهم فى الخارج من الولاياتالمتحدة وغيرها أن مصر صارت أكثر استقطابا بعد الدستور، وأن المصريين خصوصا فى المناطق الحضرية لا يعتبرون هذا الدستور عقدا اجتماعيا لهم. ■ هل تتوقع أحداثا صدامية بين الثوار ومؤيدى الرئيس؟ - جماعة الإخوان المسلمين ارتكبت جريمة كبيرة عندما قامت بالاعتداء على شباب الثورة فى الذكرى الأولى للثورة يوم 27 يناير الماضى ويوم 21 أكتوبر فى مظاهراتهم ضد الجمعية التأسيسية المشوهة والباطلة، وجريمة أكبر عندما تعرضوا لهم أمام قصر الاتحادية ومنهم شهيدنا الرائع الحسينى أبو ضيف، فنحن أمام جماعة لا تحترم الديمقراطية ولا تعترف بها وتعتبر حق التظاهر السلمى ضد الحكم انقلابا على الشرعية، أو قلبا لنظام الحكم ويردون عليها ليس بمسيرات فى أماكن أخرى وهذا حقهم إنما بالاحتكاك والاعتداء على المتظاهرين. مصر تخلصت من الاستبداد ولن تستبدل باستبداد مبارك مرسى أو الشاطر أو المرشد، وبالتالى إذا كرروا هذه الجريمة الفادحة سيزيد ذلك من تآكل شرعيتهم السياسية وكره قطاعات كبيرة من المجتمع المصرى لسلوكهم. ■ هل هناك خطر حقيقى من تغيير ثقافة وفكر المجتمع المصرى ووسطيته بأخونة أو سلفنة الثقافة؟ - طبعا، هناك خطر على الدولة المصرية الحديثة كما عرفناها منذ محمد على، التيار الإسلامى ولد بعد سقوط الخلافة الإسلامية ومشروعهم فى الأساس معادٍ للدولة الحديثة التى بناها محمد على وأكملها سعد زغلول ومصطفى النحاس وجمال عبد الناصر، ويريدون العودة إلى الخلافة الإسلامية تحت الاستعمار العثمانى أو التركى، وهم معادون لفكرة الدولة الحديثة نفسها التى تقوم على المساواة بين المواطنين الرجل والمرأة والمسلمين والأقباط، وتكافؤ الفرص للوصول إلى الخدمات الأساسية فى المجتمع كالتعليم والصحة، هو تيار يهدد الدولة المصرية الحديثة ويهدد وسطية وتسامح المجتمع المصرى المشهور بقيامه على التعايش المشترك والتسامح لا يفرق فى المعاملة والحياة اليومية بين مسلم ومسيحى أو امرأة ورجل، ليس هناك مناطق سكنية للأقباط وأخرى للمسلمين أو مناطق للسنة وأخرى لغير السنة، ولكن هذا النسيج مهدد بالتآكل والتفتت بسبب هذا المشروع الذى يريد فرض تصور معين للإسلام على هذا البلد. ■ ما آليات القوى الثورية لمواجهة ذلك؟ - نحن نعتقد فى جبهة الإنقاذ الوطنى وكوطنيين أن الثورة ما زالت مستمرة، وأن المزاج الثورى ما زال مستمرا، وبالتالى سنواصل الضغط بالتظاهرات إلى آخر مدى باستخدام كل الوسائل الديمقراطية السلمية بما فيها الإضرابات والعصيان المدنى وكلها حقوق ديمقراطية وتعبير عن استمرار الثورة، بالإضافة إلى أنه إذا وجد قانون ديمقراطى حقيقى لمباشرة الحقوق السياسية «قانون الانتخابات» يضمن تكافؤ الفرص والنزاهة والعدالة، وهذا مشروط بقانون ديمقراطى يستوفى المعايير الدولية لا «تفصيلا» كما كان يفعل الحزب الوطنى، وكما تقول المؤشرات أن الإخوان ذاهبون إلى هذا الطريق المظلم، إذا تخلى الإخوان عن مخططاتهم لإصدار قانون على مقاسهم مع مراقبة دولية وإشراف قضائى كامل، بمعنى قاضٍ على كل صندوق، وإشراف كامل لمنظمات المجتمع المدنى والسماح بحضور كامل للإعلام والصحافة المستقلة لكل مراحل التصويت مع سيطرة للإنفاق، إذا توافرت هذه الشروط سنناضل عن طريق الصندوق، وقناعاتنا ما زالت أنه لو لم يتم التلاعب بنتيجة الاستفتاء وإعاقة الناخبين كانت «لا» ستكون الغالبة. ■ هل ستقاطع جبهة الإنقاذ الوطنى الانتخابات إذا تم الإخلال بهذه الشروط؟ - سنقرر وقتها ولن نقبل مرة أخرى بمناورات الإخوان للتلاعب بالإرادة الشعبية. ■ أحيانا يتم التلاعب بشكل آخر كالاستقطاب بفكرة تقسيم المجتمع لإسلامى وغير إسلامى، ما رأيك؟ - كل الجرائم السياسية التى يرتكبها الإخوان كوم وهذه الجريمة كوم آخر، هذا البلد لا يواجه مشكلة فى دينه ولا شريعته وهو على الدين والشريعة منذ 14 قرنا. هو من يعلم الدول الإسلامية الإسلام الوسطىّ ولكنهم يحولون الخلاف السياسى بين تيار إصلاحى اختطف الثورة لا يريد تحقيق أهدافها ويسير على نفس نهج مبارك ونجله، خصوصا فى ما يتعلق بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية بإغناء الأغنياء وإفقار الفقراء وبين تيار آخر تمثله جبهة الإنقاذ الوطنى، يريد تحقيق أهداف الثورة والقصاص للشهداء والعدالة الاجتماعية، إلى صراع حول الدين والشريعة وهما منه ومنهم براء ومحاولة استغلال تدين شعبنا وإفهامه أن هذه القضايا تتعلق بتطبيق الدين لا بتيار يريد أن يأكل حقوقه ويضيع تضحياته، هذه أكبر جريمة سياسية تتم فى مصر، أما الجرائم الأخرى مثل استغلال فقر وبؤس المصريين بتوزيع مواد تموينية هو جزء من ابتعاد عن جوهر الديمقراطية يحصلون على أصوات المصرى لا بقضاء حاجته ولكن باستغلالها، فعبوة سكر وزجاجة زيت لن تغير فى فقر أحد، لكن إذا وفرت له عملا وتعليما وعلاجا مناسبين تتغير أوضاعه. ■ هل من مصلحة الجماعة بقاء المصريين على فقر وجهل، وبالتالى لن ينفذوا سياسات حقيقية فى التعليم ومحاربة الفقر؟ - نعم، مصلحة الإخوان المسلمين الإبقاء على الأغنياء أغنياء والفقراء فقراء، أولا لأن هذا تفكيرهم يمينى رأسمالى يتعامل مع العدالة الاجتماعية باعتبارها نوعا من التكافل الاجتماعى، ومع المصريين باعتبارهم فقراء يحتاجون إلى الإحسان وينتظرون الصدقة، ثانيا من يسيطر على شؤونهم الآن ومنذ ثلاثة عقود النظام الخاص، هم مجموعة رأسمالية شديدة الغنى والكراهية للعدالة الاجتماعية، وتريد أن تكمل سياسات الرأسمالية المتوحشة التى بدأها مبارك ونجله، وبالتالى مصلحتهم الإبقاء على المصريين فى حاجة إليهم، لكن الشعب المصرى الذى ثار وقدم شهداء ومصابين 90% منهم أبناء الفقراء لن يتم الضحك عليهم مرة أخرى سواء بالاتجار بالدين أو بفقرهم. ■ ما توقعاتك لنتيجة الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ - إذا لم يستخدم الإخوان أساليبهم فى الاستفتاء ولا ماكينة تلاعب الحزب الوطنى ولا سلاح الاتجار بالدين سيهزمون هزيمة كبيرة، وستحصل المعارضة ممثلة فى جبهة الإنقاذ على الأغلبية. ■ من يحكم جماعة الإخوان فعليا وبالتالى من يحكم مصر فعليا؟ - من يحكم الجماعة وبالتالى مصر هو نائب المرشد المهندس خيرت الشاطر، الرجل القوى، والرئيس مرسى ليس مسيطرا على صنع القرار، ومكتب المقطم هو من يقوم بسن القوانين فى مصر، والمصريون عندما انتخبوا رئيسهم ونوابهم لم يكونوا يعرفون أنهم ستتم قيادتهم سياسيا من مكتب الإرشاد. ■ كيف ترى تعيينات الرئيس الأخيرة بمجلس الشورى؟ - فيها محاولة من الرئيس وجماعته إيهام الغرب بأن جزءا من المعارضة يتحاور معه، ويقبل أن يكون جزءا من النظام وبعضها مكافآت سياسية لأحزاب وشخصيات قبلت أن تضع نفسها فى خدمة الإخوان وعملت ب«التأسيسية» ودافعت عن الدستور وعن الانتهاكات بالاستفتاء وبعض الأحزاب عين منها نحو 10 أشخاص ب«الشورى»، وبعضها كان رشوة سياسية لبعض الأشخاص والأحزاب الكرتونية لدمجها بالنظام الحاكم وإبعادها عن المعارضة الحقيقية، وقد قبلوا على أنفسهم أن يلعبوا هذا الدور وهى نفس ألعاب مبارك المسرحية الهزلية التى يعرفها الشعب. ■ كيف ترى تصريحات الدكتور عصام العريان عن عودة اليهود المصريين من إسرائيل؟ - هى جزء من عملية استرضاء الصهيونية العالمية وإسرائيل وأمريكا يؤكد حقيقة دعم أمريكا لوجود الإخوان فى مصر وليبيا، ومحاولة ذلك فى سوريا لإنهاء القضية الفلسطينية والقضاء على حلم استعادة فلسطين، بمحاولة تدجين حركة حماس والمقاومة الأخرى ذات الطابع الإسلامى، بما للإخوان من نفوذ عليهم، ومن هنا تأتى تصريحات العريان وهو لا يعرف كم سيكلف هذا مصر سياسيا وأخلاقيا وماليا، وقد سبق له فى عهد مبارك الدفاع عن «كامب ديفيد»، وهو يؤكد كذب ما يدعيه الإخوان من معارضة لها، وأن القوى الوطنية الديمقراطية التى تعادى «كامب ديفيد» منذ 30 عاما هم المعارضة الحقيقية وليس الإخوان الذين أصبحوا الآن جزءا من المشروع الأمريكى فى المنطقة، الذى يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية والانضمام إلى تحالف أمريكى إسرائيلى لضرب إيران تحت مظلة السنة والشيعة الكاذبة، كما تعبر تصريحات العريان من ناحية أخرى عن الخفة السياسية وأنهم مجموعة من الهواة لا يعرفون معنى ممارسة السياسة محلية أو دولية، ويرتكبون الحماقة تلو الأخرى وسيكلفون هذا البلد ما لا يطيق إذا استمروا فى هذا المستوى من الأداء السياسى. ■ هل تعتقد حدوث تلاعب بنتيجة انتخابات الرئاسة لصالح مرسى نتيجة لهذا الدعم الأمريكى؟ - لا، فشفيق لم يكن مطروحا علينا بالمرة، وهو جزء من النظام القديم وعارضناه وما زلنا نعارض وجوده، والذين جلسوا معه هم الإخوان وجلسوا مع عمر سليمان ومع نظام مبارك ونحن رفضنا ذلك، ونعتقد كلنا وصباحى والبرادعى وغيرهم أن شفيق لم يكن مطروحا على الشعب المصرى وثورته، فهو امتداد تلقائى لنظام مبارك والابن الثالث السياسى له، ولسنا نادمين على أننا اعتبرنا مرسى هو الأقرب للثورة ولو عاد بنا الزمن لاتخذنا نفس الموقف لأنه «يُعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال». ■ هناك اتهام موجه لجبهة الإنقاذ بأنها تضم «فلولا» إشارة إلى السيد عمرو موسى باعتباره مثل شفيق جزءا من النظام القديم. - الإخوان آخر من يتحدث عن الفلول، فهم من بدؤوا طريق التعامل مع الفلول بجلوسهم مع عمر سليمان ودماء الشهداء لم تجف يوم 4 فبراير، وتخلوا عن الثوار والثورة فى كل منعطفاتها فى المظاهرات التى أسقطت شفيق، وفى ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء، وهم من سخروا من ست البنات وثوار وشهداء محمد محمود، والأكثر من ذلك هم من ضربوا الثوار عند مجلس الشعب عندما ذهبوا لمطالبتهم بتسلم السلطة من المجلس العسكرى، وهم أصحاب القول بانتهاء شرعية الميدان وبداية شرعية البرلمان، ثم تذكروا شرعية الميدان بعد ذلك بمنتهى الانتهازية عندما ترشح شفيق ونافس مرسى، وهم نفسهم عندما شكلوا حكومة نصفها من لجنة سياسات الحزب الوطنى أى من الفلول، كما عين الرئيس أعضاء سابقين بالحزب الوطنى ينطبق عليهم العزل السياسى بمجلس الشورى، هم من مدوا أيديهم للفلول ومارسوا عمليات خداع وصفقات من وراء الظهر طوال الثورة مع الفلول ومستمرون، ولا أستبعد استعانتهم بوجوه جديدة من بعض العائلات الكبرى التى تنتمى إلى الحزب الوطنى فى الانتخابات المقبلة، ولذلك هتف الثوار «التحرير بيقول: الإخوان فلول»، أما الجبهة فلا تضم شخصا تورط فى الفساد ونهب المال العام ولا فى دماء الشهداء، بينما الإخوان بعد أحداث «الاتحادية» وجيكا مثلهم مثل مبارك والمجلس العسكرى متورطون فى دماء المصريين. ■ ما رأيك فى اتهام بعض الشخصيات السياسية ورموز الجبهة بقلب نظام الحكم والخيانة العظمى؟ - «حاجة تموت من الضحك»، تهمة صبيانية عبيطة ويكفى ما قاله شخص رائع وجميل مثل باسم يوسف على هذه المسخرة، وهى تكرار لأساليب مبارك والسادات حين أراد التخلص من زعماء حزب التجمع، فلفق لهم قضية تجسس مع بلغاريا وهو ما فعله مبارك عشرات المرات مع شخصيات مثل سعد الدين إبراهيم وأيمن نور، فمحاولة الاغتيال السياسى لشخصيات وطنية محترمة مثل حمدين صباحى ومحمد البرادعى التى تتم فى عهد الإخوان أسوأ مما كان فى عهد مبارك بكل فساده واستبداده، وهم يمارسون كل ما مورس ضدهم مع شعبهم ورموزه الوطنية الآن. ■ ما المخاطر التى تواجه حرية الإعلام؟ - مخاطر هائلة فالنظام الحالى وضع لنفسه ثلاثة أعداء هم القضاء والإعلام ومؤسسات الدولة، وبما أن المؤسسات قوية وبعضها مؤسسات قوة، فقدرته على إخضاعها بشكل سريع ضعيفة، فتحول إلى ما تصوره سهل المنال القضاء والإعلام. فمهمة الإخوان الآن هى إنهاء استقلال القضاء وحرية الإعلام، وهما أساس الديمقراطية، مما يؤكد أنهم ضد الثورة، ومن ذلك سماحهم بالجريمة التى لم تحدث فى أى مكان فى العالم، وهى محاصرة المحكمة الدستورية العليا تحت سمع وبصر الرئيس وحزبه وجماعته ومن أنصاره، أما الإعلام فهم يعتقدون بسبب فشلهم فى هذا الملف -لم يستطيعوا أن يكون لهم وسائل إعلام وكوادر إعلامية ناجحة- أنه يجب تدميره وإعادة بنائه على أسس إخوانية تضمن السمع والطاعة، وأتوقع استمرار الهجمة على القضاء للأسف باستخدام شخصيات كانت محسوبة على تيار استقلال القضاء، كما سيحاولون إخضاع الإعلام بكل الطرق لينشأ إعلام إخوانى يحل محله خلال من 10 إلى 15 عاما ثم يتفرغون لمؤسسات الدولة بشكل تدريجى. ■ هل يمكن اعتبار تعيين وزير إعلام إخوانى بداية لذلك؟ - الهدف من وزير إعلام ينتمى إلى الإخوان السيطرة على الأقل على الإعلام الحكومى من صحف وإذاعة وتليفزيون، التى نراها تتعامل بطريقة «مات الملك عاش الملك» أو «انقل البندقة من كتف إلى كتف». ■ ما تقييمك كإعلامى لأداء قناة الإخوان الفضائية «مصر 25»؟ - لم تستطع مهنيا أن تحقق إنجازا على الأرض، ولا أن تفرض وجودها فى الشارع، ولا أن تكون منبرا لجميع الآراء بل صارت لسان حال جماعة الإخوان فقط. ■ وكيف ترى باعتبارك كنت مديرا لمكتب قناة «الجزيرة» فى مصر تغير سياساتها تجاه الثورة أو انحيازها الحالى للنظام؟ - صلتى بها انقطعت فى 2010 بإصرارى على الاستقالة خمس مرات، و«الجزيرة» حتى هذه الفترة لعبت دورا عظيما فى فضح النظام الفاسد والمستبد، وأسهمت فى التمهيد للثورة وكل النشطاء وحتى الإخوان يعلمون دورها، ولم يكن أحد يجرؤ أن يقول لى افعل أو لا تفعل، أما ما يلى ذلك فيسأل عنه مدير المكتب بعدى فهو أدرى. ■ كيف ترى العلاقة بين الإخوان والسلفيين؟ - أرى السلفيين أكثر نقاء ومباشرة وطيبة من الإخوان، وتم استغلالهم والاستفادة من شعبيتهم الجارفة، خصوصا فى الريف من قبل الجماعة ولا أعرف هل سيكون التيار السلفى قادرا على اكتشاف ذلك يوما ما أم لا.