وقى الله شر مقاديره.. رحيم السماء ورحمانها.. ونجى الكنانة من فتنة.. تهددت النيل أركانها.. رحم الله أحمد شوقى بك بن أحمد شوقى بك، شاعر مصر الأول وأبرز شاعر عربى بعد المتنبى بألف سنة. نعم أيها الشاعر العظيم، مصر مهددة فى بنيانها السياسى والاقتصادى الاجتماعى.. مصر يهيلون عليها التراب ويمنعون نجومها وشعراءها ومبدعيها عموما من العمل.. وهؤلاء هم الذين صنعوا قوة مصر الناعمة التى كان لها السلطان على الثقافة العربية لمئات بل آلاف السنين.. الآن تأتى اللحى والسراويل لإلباس مصر كلها «الطرح».. ويعيدون الدكتورة والمهندسة والعالمة إلى البيت للقيام بالغسيل والطبيخ من أجل عيون السادة المشايخ والشيوخ. صدقونى إننى كلما أطللت على لحية متشعبة على شاشة التليفزيون أصبت بالإحباط وتوقعت المصائب وتوجست شرا.. فلم يأت من الإخوان خير بعد مرور عامين من حكمهم.. غيروا فيه القيادات من مدنيين وعسكر.. وزوروا الانتخابات فى جميع مراحل الانتخابات.. ليكون لهم الكلمة العليا فى مصير الوطن المسكين. أيها السادة.. أين أحمد عبدالمعطى حجازى شاعر مصر وكاتبها المستنير الأبرز.. أين حجازى المثقف الشجاع؟ لقد اتسعت صفحات «المصرى» اليوم له مشكورة بعد أن حاربوه فى بيته الأصلى «الأهرام». لقد عرفت أحمد عبد المعطى حجازى.. ولى الشرف عام 1953 من القرن الماضى.. وهو بعد فى الثامنة عشرة من عمره.. وفى مدينة «تلا» وعلى كازينو المعلمين دُعى العبقرى الشاب وهو يقرأ بعض قصائده، فأدركت أنى أستمع إلى شاعر عبقرى.. ومرت بنا الأيام وتوثقت صداقتنا حتى سافر إلى فرنسا هربا من بطش السلطان وبقى هناك سبعة عشر عاما اتضحت فيها موهبته.. واستكمل فيها ثقافته. وعندما عرض عليه الرئيس السادات أكبر منصب ثقافى فى مقابل عودته من فرنسا.. وافق الشاعر وعاد إلى مصر.. ولكن الإخوان الذين أخرجهم السادات من السجون قتلوه.. هكذا الإخوان.. وهذا هو ردهم للجميل.. لقد كانوا نزلاء السجن من العصر الملكى إلى العصر الجمهورى.. لأن حكام مصر أدركوا من الأزل أن خروج الإخوان من السجون ودخولهم المعترك السياسى سيكون وبالا على مصر وسكانها. وهذا ما حدث.. فليقل لى الإخوان ما الذى فعلوه لمصر وبمصر خلال عامين من حكمهم السعيد.. الناس يتقلبون على نار الأسعار.. والبطالة وصلت إلى 30% من قوة العمل.. وكل وحدات الإنتاج الكبيرة متوقفة عن الإنتاج. خذ مدينة الإنتاج الإعلامى أكبر قطاع منتج حتى مجال الإبداع السينمائى التليفزيونى.. إنها متوقفة منذ شهور عن العمل والإنتاج.. وفى استديوهاتها أفضل وحدات معدات الإنتاج.. وديكورات تكلفت الملايين فلماذا توقف الإنتاج.. وهل جاءت حكومة الإخوان فقط لإيقاف الإنتاج فى مختلف وسائل الإنتاج؟ أكاد أزعم أنهم لا يقصدون.. ولكن الطريق إلى جهنم مملوء بالنوايا الحسنة.. فإلى متى سنظل فى انتظار تعليمات الإخوان.. ولمصلحة من توقف عجلات الإنتاج فى مصر كلها. أخشى ويخشى أكثر الناس أن مصر ستسقط ولا تستديم.. فقط ليبقى الإخوان فى الحكم.. دا كلام!