شهدت تونس الاثنين احتفالا بالذكرى الثانية لخلع الرئيس زين العابدين بن علي، في اول ثورة فتحت الباب امام الربيع العربي، في حين تعاني البلاد من اعمال عنف على خلفية اجتماعية، وتشهد تعاظما لخطر التطرف الاسلامي وتأزيما للوضع السياسي. وانطلقت الفعاليات في الساعة الثامنة صباحا بحضور الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، ورئيس الوزراء حمادي الجبالي، ورئيس المجلس التأسيسي المنصف بن جعفر، حيث رُفع العلم الوطني في ساحة القصبة قرب مقر الحكومة. بعد ذلك وقّع الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي ورئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة «ارباب العمل التونسيين» وداد بوشماوي على «العقد الاجتماعي» في مقر المجلس الوطني التأسيسي، لمحاربة البطالة.
ووعد رئيس الوزراء حمادي الجبالي الذي ينتمي الى حركة النهضة الاثنين ب«مضاعفة الجهود»؛ من اجل التوصل الى التوافق في البلاد والدفع بالنمو مؤكدا انه يريد توسيع الائتلاف الحاكم لتجاوز الانقسامات العميقة في الطبقة السياسية. وقال «لا بد من قطيعة مع كل محاولة للعودة الى الماضي، ويجب تكثيف الجهود من اجل تقارب وجهات النظر وضمان التوافق». من جانبه، وعد رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر، الذي تعرض الى انتقادات شديدة بسبب المازق الذي آلت اليه صياغة الدستور الجديد، بنص جديد يرسخ مبادئ الديمقراطية. لكنه لم يتحدث عن «جدول زمني» بينما تامل السلطات تنظيم الانتخابات المقبلة في صيف او خريف 2013. كذلك وعد زعيم حركة النهضة الاسلامية، راشد الغنوشي، ب«حوار بناء» من اجل الخروج من المأزق السياسي. وفي وسط تونس، شارك ناشطو مختلف احزاب المعارضة والموالاة في مسيرتين منفصلتين في شارع الحبيب بورقيبة معقل ثورة 14 يناير 2011 التي كانت بمثابة انطلاقة الربيع العربي. وسار «الف مناضل» من احزب المعارضة العلمانية والناشطين الاسلاميين الموالين للحكومة لكن لم يشر الى وقوع اي حادث يذكر قبل الظهر. وانتشرت الشرطة باعداد كبيرة لا سيما ان «مصادر امنية» كانت تخشى من مواجهات بين «المعسكرين» كما يحصل ذلك باستمرار او هجمات من التيار السلفي المتطرف المسؤول على عدة عمليات تسبب بعضها في سقوط ضحايا منذ سنتين.