تابع برنامج «جملة مفيدة» الذي قدّمته الإعلامية منى الشاذلي على »MBC« «مصر» تعليقات المشاهدين الساخرة على صفحة البرنامج بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك » حول أزمة الجنيه في مواجهة الدولار التي تمر بها مصر، في عيد الميلاد ال114 للجنيه المصري وفي حوار مطول مع المستشار المفكر عبد الجواد ياسين في برنامج «جملة مفيدة» مع الإعلامية منى الشاذلي أكد أن القانون هو مكون رئيسي من مكونات المجتمعات، فأيا كان هناك تجمع، فلابد أن يكون هناك قانون، بينما هناك مجتمعات تعيش بلا دين. طرح المفكر المصري أشار خلاله أن القانون شيء لا يمكن محوه طالما هناك مجتمع، ولكن الأجزاء المتغيرة من الدين هي التي استطاع العلم أن يعطلها، ولكن جزء من الدين بقى ثابتا رغم توقع الفلاسفة أن يمحى تماما، معللا ذلك بأن الدين شيء غريزي، ولكن هذه الغريزة لم تمنع قيام مجتمعات بلا دين. وقال عبد الجواد ياسين: «لا يمكن أن يوجد مجتمع بلا قانون، بينما بالاستقراء الذي نعرفه، أن هناك عدد من المجتمعات انحرفت عن فكرة الدين الكلية، وأصبحت هناك مجتمعات بلا دين، أو منحرفة، بينما في جميع الأحوال لا يوجد مجتمع بلا قانون، القانون معطى ثابت متعلق بأي اجتماع». وأضاف: «أما الدين فهو شيء غريزي في الذات الإنسانية، لا سبيل لنفي الدين من الإنسان أبدا، عجزت الفلسفة وقوات الإلحاد أن تغزو هذه المنطقة من الإنسان». وأشار إلى أن الفيلسوف الشهير كانط والاجتماعيون الكلاسيكيون حتى ماكس فايبر توقعوا أن الدين سينتهي من العالم في عصر العلم، لأن العلم سوف يجيب عن جميع الأسئلة التي كان الدين يجيب عنها، وأن العلم سيعطي تفسيرا كليا للعالم، ولكن فوجئوا بما يسمونه الآن، عودة المقدس. ووضح عبد الجواد ياسين «أنه في القرن ال19 وجزء من القرن ال20 بعد عصر النهضة الأوروبي، كان الاتجاه السائد أن الدين يتلاشى ويتقهقر، وهذا حقيقي في مرحلة معينة وفي أجزاء معينة، وفي المقابل وجدنا أن هناك مد أصولي وتحولات في الكنيسة، فحينما تنحرف الكنيسة عن المقدسات وتتنازل عنها، يرجع الدين يفرض نفسه مرة أخرى كاحتياج إنساني». وأضاف: «صمد جزء من الدين في وجه التطور الهائل للإنسان على مستوى الهياكل الكلية الاقتصادية والاجتماعية، وفي مقابل هذا التغير والتطوير حدث تحد في مواجهة الدين، وكان نتيجة التحدي بين التطور والدين تقهقر جزء من الدين، وثبات ورسوخ جزء آخر، أما الجزء الذي ظل راسخا فهو الإيمان والأخلاق لأنه كلي غير متغير، بدليل أنه الشيء الوحيد الثابت في الديانات كلها باختلاف تعددها وبيئاتها. بينما الجزء الذي تقهقر هو الجزء الاجتماعي الذي هو من صناعة الإنسان والفقهاء». وقال المفكر المصري أن المتدينين الآن يستمدون أحكامهم من اجتهادات بشرية وليست إلهية، مشيرا إلى أن هذا التدين به خلل واضح، ويجب إعادة الاعتبار للنصوص القرآنية الإلهية التي حاد عنها أغلب الفقهاء. وأوضح ياسين –خلال استضافته في برنامج «جملة مفيدة»-: « أن المنظومة الدينية التي بين أيدي المسلمين اليوم، هي منظومة تاريخية مصدرها الاجتهادات الفقهية، وليس النص المجرد». ويعني ياسين بالنص المجرد هو الوحي الثابت ثبوتا قطعيا من حيث الإسناد إلى الله ومن حيث الدلالة، أما المنظومة الدينية التي يتحدث عنها فهي الفقه والتفسير. وأضاف ياسين: «الفقه والتفسير ليست مصدرها القرآن، ولكن مصدرها الإجماع وقول الصحابة، وأهل المدينة، ونرى أن المنظومة الحالية فيها المصادر اللانصية أكثر بكثير من المصادر النصية، وحينما نشبه حجم الكتلة الفقهية ب100، ف99 منها قادمة من الفقه الاجتهادي البشري، بما فيها سلطة الحديث، وهي الرواية، لأنها غير ثابتة ثبوتا قطعيا في نسبتها إلى الوحي». وأشارإلي إن البنية الدينية القائمة الآن، هي بنية غير نصية، مصدرها غير إلهية، لا تستند إلى الوحي، في حين أنها حين انضمت إلى البنية الدينية صارت مقدسة وملزمة، فيما أن الإلزام لا ينبغي إلا للوحي