»اغتصاب في أكثر دول العالم ديمقراطية« .. كان هذا عنوان افتتاحية صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية التي استنكرت فيها من وفاة الطالبة الهندية – 23 عاما - التي تعرضت إلى اغتصاب جماعي في السادس عشر من ديسمبر الجاري، صباح أمس السبت. الصحيفة قالت إن هذه الجريمة الوحشية الذميمة، على حد وصفها، تسلط الضوء على مدى سوء معاملة النساء في الهند. بعد انتشار خبر وفاتها، سادت أجواء من الحزن والخوف في الهند، حيث تحولت إلى رمز للنساء المعنفات في البلاد حيث تواجه ضحايا الإغتصاب والإعتداءات الجنسية صعوبة كبيرة في تحصيل حقوقهن. لذا كان الحادث دافعا لاندلاع مظاهرة حاشدة وسط نيودلهي، حتى أن فتاة أخرى تعرضت للاغتصاب منذ أكثر من شهر على يد عصابة من الشباب، قامت بالانتحار أول من أمس الجمعة. من جانبه عبر رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج عن حزنه الشديد لوفاة الفتاة واصفا المشاعر التي أثارتها قضيتها بأنها "ردود فعل يمكن تفهمها تماما" من شباب هنود وبلد لديه رغبة حقيقية في التغيير. وقال سينج في بيان »إذا تمكنا من تحويل هذه الانفعالات والطاقات إلى مسار عمل بناء فسيكون ذلك تكريما حقيقيا لذكراها». وأضاف «آمل أن تنحي الطبقة السياسية والمجتمع المدني بأكملهما المصالح والأجندات الفئوية الضيقة جانبا لمساعدتنا جميعا في تحقيق الهدف الذي ننشده وهو جعل الهند مكانا أفضل وأكثر أمنا للنساء«». الشرطة أغلقت عددا من أحياء العاصمة نيودلهي وعشر محطات لقطارات الانفاق عقب وفاة الطالبة الهندية في حين دعت رئاسة الحكومة إلى التهدئة. الشرطة قالت انها ستسمح بتظاهرات سلمية في بعض الاحياء فقط. مفوض الشرطة نيراج كومار قال في بيان نشر صباح السبت إنه يدعو إلى المحافظة على النظام في المدينة وأعلن إغلاق المنطقة التي تحيط بنصب إنديا جيت وعشر محطات لقطارات الانفاق. ودعت رئيسة الحكومة المحلية في نيودلهي شيلا ديكشيت إلى الهدوء أيضا مؤكدة أن «قرارات حازمة ستتخذ قريبا» لحماية النساء في العاصمة. كما حاولت الحكومة وقف موجة الغضب الشعبي من خلال الإعلان عن عدد كبير من التدابير بما في ذلك تحسين إضاءة الطرق في العاصمة الهندية وزيادة دوريات الشرطة والتحقق من سائقي الحافلات وتخصيص أرقام هاتف لتقديم المساعدة للمرأة. وشكلت أيضا لجنتين من قضاة متقاعدين، واحدة للنظر في تشديد عقوبة الاغتصاب وغيرها من الجرائم المرتكبة ضد المرأة، والأخرى للنظر في أي أخطاء ارتكبتها الشرطة أو الجهات الحكومية الأخرى وساهمت في وقوع الجريمة. المشتبه بهم 5 رجال تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاما. واعتقل هؤلاء في غضون ساعات من الهجوم وهم قيد الاحتجاز حاليا. وتقول تقارير إعلامية إنه سيواجهون اتهامات بالقتل على الأرجح في الأسبوع الجاري، فيما يطالب الكثير من الهنود بإعدام الجناة.