صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية قالت في تقرير لها عن علاقة الرئيس محمد مرسي بالرئيس الأمريكي باراك أوباما أن المسؤولين الأمريكيين أدركوا أنه إذا أرادوا تشجيع القطاعات الأكثر اعتدالا في الإخوان المسلمين ودعم معاهدة السلام مع إسرائيل، فهم في حاجة إلى إقامة علاقة عمل تجارية قوية مع الرئيس الجديد. ترى الصحيفة أنه بعد أن ساعد مرسي في حل الأزمة في غزة وبعد أن أصدر الإعلان الدستوري الذي اعتبره الكثير من المراقبين أنه استيلاء على السلطة، البيت الأبيض وجد نفسه في نفس الوضع بالضبط، غير واضحة له نوايا مرسي، ولكن أيضا مع خيارات ونفوذ محدود. واعتبرت أن الصحيفة البريطانية العلاقة بين مرسي وأوباما قد تكون أصبحت أكثر قوة بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار بين غزة وإسرائيل. وأشارت أنه في حين أن الإدارة الأمريكية غير متفائلة حول الالتزام بوقف إطلاق النار في غزة، قد أعجب مسؤولون أمريكيون مع ما يعتبرونه قدرة مرسي على "حل المشاكل". الصحيفة البريطانية علقت بالقول إنه «من السهل أن نرى لماذا تكون الولاياتالمتحدة متحمسة لاحتمال وجود رئيس إسلامي معتدل في القاهرة الذي يمكن من خلاله القيام بأعمال تجارية بينهم». كما أنه اعتبرت تأمين معاهدة السلام مع إسرائيل، واستعادة مصر السيطرة السياسية في العالم العربي، قد يساعد على كبح جماح النفوذ الإيراني في المنطقة. وذكرت أن واشنطن كانت سعيدة عندما دعا مرسي الرئيس بشار الأسد إلى التنحي أثناء حضوره مؤتمرا في طهران. ومع ذلك، استمر التفاؤل بضعة أيام فقط بعد أن أصدر مرسي إعلانه الدستوري، مما أدى إلى احتجاجات شعبية ضخمة. وتابعت أنه في حين أن هناك العديد من التفسيرات المحتملة للاستيلاء على السلطة، إلا إنه قد أحيا الخوف الدائم إلى الوقت الحاضر لدى الولاياتالمتحدة من أن مصر قد تنزلق ببطء إلى دكتاتورية إسلامية. وصفت الصحيفة إدارة أوباما بأنها حتى الآن «تلتزم بضبط النفس في انتقادها لمرسي"، فذكرت ما قالته فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "نحن نريد أن نرى العملية الدستورية تسير إلى الأمام بالطريقة التي لا تضع السلطة بأكملها في يد فصيل واحد». ذكرت الصحيفة أنه في مواجهة مثل هذا الوضع المعقد وسريع الحركة، بعض المحللين يعتقدون أن الولاياتالمتحدة لديها قدرة محدودة على التأثير على الأحداث، فذكرت ما قالته مارينا أوتاوي وهي كبير باحثين دراسات الشرق الأوسط في مركز كارنيجي للسلام "أنا لا أعتقد أنها يمكنها القيام بأي شيء، وفيما يتعلق بالسياسة الداخلية، فإن الولاياتالمتحدة ليس لديها أي تأثير. فهناك تغير كبير عن ما كان في الماضي". ومع ذلك، فإن الإدارة تعتبر تحت ضغوط من الانتقاد من كل جانب ممن يعتقدون أنه لم يتم القيام بما يكفي للمساعدة في التوصل إلى انتقال أكثر سلاسة منذ سقوط حسني مبارك في العام الماضي. فهناك بعض الجمهوريين يصفون إدارة أوباما ب«ساذجة» بسبب التقرب من الحكومة المصرية الجديدة ويطالبون الولاياتالمتحدة بإلغاء صفقة الطائرات المقاتلة لمصر. ووصفت الصحيفة خطابهم بشأن حكومة مرسي أصبح يبدو «أكثر قسوة بكثير»، وذكرت ما قاله عضو الكونجرس فيرن بوكانان «أنه لا يجب أن تستخدم الضرائب الأمريكية لمساعدة ودعم أي نظام ديكتاتوري». وأنهت الصحيفة التقرير بالقول إنه في حين أن الولاياتالمتحدة توفر حوالي 1.3 مليار دولار في شكل مساعدات عسكرية لمصر سنويا، إذا كان لديها أي نفوذ حقيقي، فهو قرض صندوق النقد الدولي الذي تتفاوض عليه القاهرة لدعم احتياطياتها من النقد الأجنبي. واعتبرت أن الأداة الحقيقية التي يجب على المجتمع الدولي محاولة التأثير بها على الأحداث في مصر هي الاقتصاد وحاجتها إلى التمويل الخارجي. في تقرير منفصل في نفس الصحيفة قالت إن مرسي فشل في معالجة انعدام الثقة السائدة في الحياة السياسية في مصر من خلال عدم تقديم إطار للعملية السياسية أكثر شمولا. كما أشارت الصحيفة إلى أن فشل الرئيس المصري تمثل في عدم احتضانه بعض الجماعات المعارضة الجديدة، التي كانت تدعمه في جولة الإعادة ضد مرشح النظام السابق.