وكالة أسوشيتد برس الأمريكية قالت إن المعارضة المصرية تنوي التصويت ب"لا" في الاستفتاء على الدستور الجديد، لكن لا يبدو أن الأزمة ستنتهي. مضيفة أن تلك الخطوة عززت جو الأزمة في دولة منقسمة جدا ما بين هل ينبغي أن تتقدم مصر ناحية دولة إسلامية أو تظل متمسكة بالتقاليد العلمانية. وقالت الوكالة إن فرص المعارضة في إسقاط الدستور تعتمد على ما إذا كان في إمكانهم حشد مؤيديهم إلى مراكز الاقتراع. مضيفة أن الإسلاميين ناخبون مدربون يشبهون التصويت ب"نعم" بأنه لصالح الإسلام، والتصويت ب"لا" بأنه لصالح الفجور. أسوشيتد برس أضافت أن أصوات نصف المليون مصري في الخارج قد تعطي تلميحات حول الطريق الذي سيتجه نحوه الاستفتاء. متابعة أن المصريين في الخليج العربي معروفون بميلهم نحو الإسلاميين، في حين يعرف المصريين في أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا، ومن بينهم عدد كبير من المهاجرين الأقباط، بميلهم أكثر نحو الليبراليين. تابعت الوكالة أنه بما أن الجيش يبدي وجهة نظره في الأحداث الآن، ربما تواجه مصر مزيد من الانقسامات. وفي هذا الصدد نقلت عن حسام سويلم، المحلل العسكري التي قالت إنه قريب من القيادات العسكرية: "الجيش يغلي. الجيش لا يعيش بمنأى عن الشارع وما يحدث فيه. لدينا قضاة مضربون ومحكمة دستورية تحت الحصار". مضيفا: "لدينا قطاعات كبيرة من المصريين ترفض الاستفتاء ولدينا طرق كثيرة لتأجيله. لكن القيادة العنيدة تصر على المضي في العملية. كل ذلك ينعكس الآن على القوات المسلحة". أما صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فقالت إن الاستفتاء على الدستور الجديد أصبح اختبارا لديمقراطية البلاد الناشئة. كما علقت الصحيفة على الحكم على ألبير صابر بالسجن 3 سنوات بتهمة ازدراء الأديان، "ضربة شديدة" للمعارضة. وبخصوص تدخل الجيش في الجدال القائم بين المعارضة والإسلاميين، ذكر كثير من المصريين بسيطرة العكسر على الحكومة الانتقالية لعام ونصف العام، وبرغبة كبار الجنرالات في الاحتفاظ بدور سياسي من وراء كواليس الديمقراطية المصرية. من جانبها قالت صحيفة تليجراف البريطانية إن المعارضة المصرية أظهرت البادرة الأولى لحل وسط في الأزمة الراهنة، بإعلان أحزابها المشاركة في الاستفتاء هذا الأسبوع، والتصويت ب"لا". صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية قالت إن المراقبين الدوليين يتكهنون حول الدور الذي ٍيختار الجيش المصري لعبه في الأزمة السياسية المستمرة هذا الأسبوع ضمن اتفاق لحفظ الأمن خلال عملية الاستفتاء. شبكة صوت أمريكا نقلت عن دانيال كيرتزر، السفير الأمريكي السابق في مصر وأستاذ حاليا في جامعة برينستون، أن الجيش المصري راض عن حكم مرسي ومواد الدستور، طالما أنه يحمي سلطات الجيش ومكانته في المجتمع المصري. وأضافت الشبكة نقلا عن: "إذا كان الجيش راض بأن الدستور يحمي دوره، فاعتقد أن الجنرالات سيهمشون كثيرا القوى الأخرى داخل المجتمع فيما يتعلق بتحديد دور الإسلام والتساؤلات حول الحقوق المدنية وحماية حقوق الإنسان". أما صحيفة الجارديان البريطانية، فعلقت قائلة في مستهل تقريرها أمس إن "اتهام الاخوان المسلمين باستخدام التعذيب يظهر أن السلطة أبعدتهم كثيرا عن الثورة". وقالت الصحيفة البريطانية: "الصدامات التي حدثت في 5 ديسمبر وتعذيب أنصار الرئيس محمد مرسي للمعارضين في محيط قصر الاتحادية ألقت بظلالها بصورة كبيرة على مصداقية الإخوان وأبعدتهم بصورة كبيرة عن القوى الثورية التي ساعدت في الإطاحة بحسني مبارك". وقالت الجارديان إن واقعا مفزعا ظهر من خلال شهادة عدد من تعرضوا للتعذيب في الاتحادية، وأبرزهم الناشطة علا شهبا، التي قالت للصحيفة إن الشرطة كانت تشاهد وتتفرج عليها وهي تتعذب؛ حتى أن أحد الضباط سألها ساخرا "ترى أي منهم سينال منك أولا"، وكان آخرون يقولون لها من دفع لك كي تكوني هنا، وإلى أي سفارة ذهبتي كي تتلقي الأموال".