نشر موقع إذاعة صوت أمريكا تقرير ورد فيه آراء بعض المحللين السياسيين عن الأزمة في مصر، فالبعض يرى أن جنرالات الجيش لديهم رغبة قليلة في الوقوف بجانب مرسي في الأزمة السياسية المتنامية بشأن الدستور المثيرة للجدل. لكنهم يقولون أيضا أن المؤسسة العسكرية المستقلة من غير المرجح أن تقف بجانب مرسي في طريقته بشأن استفتاء يوم السبت. اعتبر يزيد صايغ المحلل في شؤون السرق الأوسط في مركز كارنيجي لسلام أن بيان الجيش وضعه في الموقف كلاعب محايد في الأزمة السياسية. فقال" البيان أرسل إشارات قوية جدا لمرسي أن الجيش لن يكون بمثابة وكيل له أو حليف في خلافه السياسي مع المعارضة في مصر". وأضاف "الجيش أيضا يقول لن نسمح للرئيس بتمادي في فرض إرادته".
وقال صايغ أن الجيش اتخذ موقفا مماثلا في الثورة ضد مبارك، ورفض قمع المحتجين. وأوضح أن سبب آخر يجعله لا يريد مساعدة مرسي سياسيا وهو تجربتهم المضطربة في حكم مصر قبل أن تسليم السلطة في يونيو.
وأوضح أنه لم يكن الجيش ككل سعيدا بدوره السياسي على مدى العام ونصف العام بعد سقوط مبارك، ويعتقد أنه متردد جدا ليكون في نفس الموقف مرة أخرى.
وتابع الباحث في بروكنجز أن المؤسسة العسكرية في مصر أيضا لا تحتاج إلى الاعتماد على مرسي وجماعته لحماية دورها المميز في المجتمع، فأشار إلى أنه "بعيدا عن الثوار الشباب الذين قادوا الثورة عام 2011 ومحمد البرادعي، فإن معظم الأحزاب السياسية، من الليبراليين إلى السلفيين، يتفهمون بسعادة حفاظ الجيش على مكانته المميزة في الدستور".
واستمر قائلا إن مرسي طلب من الجيش الحفاظ على القانون والنظام لأنه أثبت أنه أكثر تعاونا معه من الشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى التي لا تزال تعمل من قبل المعينين من عهد مبارك. وأوضح أن "وزارة الداخلية غير متعاونة مع الرئيس الجديد"، وأضاف "أنهم هم الذين ساهموا لسنوات عديدة في بقاء الإخوان المسلمين خارج البرلمان وخارج المناصب الحكومية".
ذكر التقرير أن مسودة الدستور تحافظ إلى حد كبير على قدرة الجيش على إدارة ميزانيته الخاصة ومصالحه المالية.
ويرى دانييل كيرتزر، السفير الأميركي السابق لدى مصر من 1998 إلى 2001، هذه المواد هي أحد أسباب عدم رغبة الجيش في الوقوف مع المعارضة لإلغاء الاستفتاء. فقال "إذا اقتنعت المؤسسة العسكرية أن الدستور يحمي دورها، أعتقد أنه من شأنه أن يعطي المجال لقوى أخرى في المجتمع لتحديد دور الإسلام وقضايا الحقوق المدنية وحماية حقوق الإنسان". وقال كيرتزر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة برنستون أن المؤسسة العسكرية قد حرصت على البقاء بعيدا عن مرسي في الأشهر الأخيرة.
وأضاف معلقا "واحدة من أكثر الظواهر إثارة للاهتمام في الثورة المصرية هي أن مرسي، كأول رئيس مدني منتخب ، لم يواجه أي نوع من التحدي المحتمل من الجيش كما شهدت بلدان أخرى".
واختتم السفير الأمريكي بقوله إن علاقة الجيش المصري المعقدة مع مرسي لا تشير إلى أزمة قريبة، مضيفا "أعتقد أن هناك ربما شعور مختلط داخل المؤسسة العسكرية عن الرئيس تماما مثل القطاعات الأخرى في المجتمع".