(1) «وإلا فالبقاء للأقوى.. وفقط يمكنكم أن تحموا ثورتكم بهذه الطريقة».. هكذا يقول نائب الرئيس فى مؤتمره الذى كان غطاء وخدعة لحرب الإخوان على المعتصمين أمام الاتحادية.. يعلنها النائب والقاضى المستقل سابقا «هتافاتكم تجاوزت السقف المسموح».. أى سقف يا نائب الديكتاتور؟ ومن حدده أصلا؟.. تبت يد من يقول إن هناك سقفا ومن يحدده. مكى.. رجل الإخوان أو المبرراتى الجديد -حوار مع التليفزيون وآخر مع جريدة رسمية ثم مؤتمر صحفى- لا يرى مشكلة إطلاقا فى أن يتحدث للصحفيين ثلاث ساعات -كم أكد لهم فى بداية المؤتمر- فى الوقت الذى يعتدى فيه رجال شبيح الشرق الأوسط الجديد محمد مرسى على المتظاهرين السلميين. مرسى هو بشار الأسد.. مرسى الذى يقول إنه يؤيد الثورة السورية -ولم يفعل شيئا لتأييدها- يفعل فى شعبه كما يفعل الشبيح الأكبر بشار فى حلب ودمشق وغيرها من المدن. (2) لم تنس تيارات الإسلام السياسى بالكامل عنفها السابق، وفور أن وجدت نفسها بحاجة إلى الحديد والنار، سريعا سريعا بدأت تتصرف وكأنها خارجة لتوها من معسكرات التدريب. فى الأحداث السياسية بدءا من «جمعة كشف الحساب» حتى ما حدث أمام «الاتحادية» أظهر بشكل مباشر أن هذه التيارات تتبنى العنف كحل أساسى لجميع مشكلاتها السياسية مع الآخرين.. داعمين أنفسهم بالفكرة التى تخدعهم بها قيادتهم «إن الله معهم فى هذا»، ومن ثم هم يكبرون فى أثناء الاعتداء على الفتيات واقتلاع خيام المتظاهرين، وطبعا للأسف هم فى السلطة الآن، أى تدعمهم مؤسسات الدولة (إن كانت فيها مؤسسات). (3) يقول صديقى الذى سيتزوج اليوم -بالمناسبة مكان الحفل يبعد قليلا عن قصر الاتحادية-، فى فصل «دور الغباء فى نجاح الثورة» من كتابه «الغباء السياسى»: «كان طبيعيا أن تسير الفترة الانتقالية على نفس درب مبارك، فالإنكار للحقيقة والعناد مع الرأى العام والانعزال والبطء فى اتخاذ القرار وكأن شيئا لم يحدث، وكأن الثورة لم تقم».. ونضيف على ما قاله «محمد توفيق» أن تصرفات مرسى وعناده واستعانته بميليشيات جماعته لقمع رافضى سياساته تؤكد أننا نمر بمرحلة -وإن كانت مشاهدها ركيكة وكارثية ومؤذية- قد نخرج منها ونحن تخلصنا من الاستقطاب الدينى الذى تمارسه تيارات الإسلام السياسى. (4) فكرة أن نصف من يتم الاعتداء عليهم بأنهم معارضون للإخوان أو الإعلان أو الاستفتاء، سيئة، لأنه لا يوجد أصلا سياسة للإخوان حتى نختلف عليها.. أن تكون معارضا أو مؤيدا، فهذا يستلزم وجود خط معين يسير عليه الحاكم، فيلتف حوله البعض بينما يعارضه آخرون.. لكن هنا فى موقف الإعلان الدستورى ودستور الإخوان الذى أعدته الجماعة بمساعدة خلاياها النائمة ممثلة فى محمد الصاوى وغيره.. تأكد أنك برفضك لهذه السياسات لست معارضا، بل أنت شخص معه كل الحق ويرفض كل الباطل الذى تمارسه الإخوان بمساعدة ممثلها محمد مرسى.