«للثورة شعب يحميها».. وعلم الثورة هو العلم المصرى الذى استعاد مكانته فى الميدان.. لا أعلام سوداء ولا أعلام للقاعدة ولا أعلام تلك الدولة التى أرادت مؤخرا العبث بمصائرنا.. وحده العلم المصرى معلنًا أنه الرمز لتلك اللحظة الجليلة التى تكاد تؤسس لعبور ثان لاستعادة مصر. الثورة تعود للميدان، تحت العلم الصح، وبالرمز الصح والولاء الصح.. وكأنما يتعرف المرء على نفسه.. هذا هو العلم، هذا نحن.. وهذه بلدى.. عودة العلم المصرى إلى الميدان ليست مجرد عودة رمز.. لكن تعبير عن استعادة النفس.. استعادة مصر لتكون لكل المصريين.. هذا ما أراده المصريون بالثورة ومن الثورة فكيف «التوت» المسارات لنرى فى لحظة أعلامًا غريبة عنا فوق أرضنا؟ أول مرة نسمع عن «هدف ديمقراطى» يصلون إليه بوسائل استبدادية! رئيس ديوان رئيس الجمهورية معلنا أن الرئيس لن يتراجع «قيد أنملة» (لاحظ تعبير «قيد أنملة» العائد من غياهب الدهاليز) لن يتراجع قيد أنملة عن قراراته التى أقل ما يقال فيها أنها استبدادية، لأنها كانت بهدف ديمقراطى.. وإذا لم يتراجع الثائرون فى الميادين؟ (سؤال يوجه لرئيس الديوان من الإعلام) فيرد «لكل حادث.. حديث». واوعوا تفتكروا أن ده تهديد. السيد محمود غزلان المتحدث الرسمى باسم الجماعة، يصرح ل«بى بى سى» فى إصرار أقرب إلى الغطرسة بأن كل ما يجرى فى ميدان التحرير وفى ميادين مصر الأخرى من تظاهر ليس سوى «غمامة» سرعان ما سوف تنقشع خلال يومين ثلاثة، عندما تسأله ال«بى بى سى» وما قولك فى رد فعل القضاة والصحفيين والعمال و.. و..؟ يقول بمنتهى العنجهية هؤلاء لا علاقة لهم بالثورة.. هؤلاء طلاب سلطة، هم يريدون هدم الدولة. يعنى كل معارضى قرارات الرئيس مرسى.. طلاب سلطة ولا علاقة لهم بالثورة.. العشيرة وحدها هى صاحبة الثورة بل هى الثورة نفسها وعُمرهم ما كانوا عاوزين سلطة.. منتهى الديمقراطية. معارضو الرئىس مرسى، حسب السيد غزلان، يريدون هدم الدولة، إذن فالرئيس هو الدولة، كأنما لم يستوعبوا الدرس الذى لم يكد يمر عليه عامان.. يقولون نفس الكلام الذى سبق سقوط نظام تجذر لثلاثين عامًا. ومع ذلك اقتلعه الناس.. مطلوب من العالم أن يصدق ما يقولونه الرئيس يسعى للديمقراطية بقرارات استبدادية (كما عند رئيس ديوان رئيس الجمهورية) وملايين التحرير وباقى أنحاء مصر غمامة ومعارضة الفتات من قضاة وصحفيين وعمال (فهؤلاء طلاب سلطة) والله أكاد (أشكر الظروف) التى سرعت وعجلت ليكون كل شىء واضحًا وجليا، ويكون اللعب على المكشوف.. كثيرون كانوا يعتقدون أن وضوح الأمر سوف يستغرق بعض الوقت، لكن «الديمقراطية العشيرية» بانت بأسرع مما توقعنا. هذا أفضل بكثير.. أفضل من الاصطناع والالتواء والتخفى وراء حيل ما عادت تنطلى على المصريين.. أحدهم تعجب قال إنه أول مرة يرى طالبًا حصل على إجابات الأسئلة مع الأسئلة، وعندما دخل الامتحان جاوب غلط برضه.. ربما لأنه لم يذاكر حتى الأجوبة المركزة.. ناهيك بمذاكرة المنهج نفسه.. الرئيس مرسى لم يذاكر لا المنهج ولا الإجابات المركزة... ودخل امتحانا كانت نتيجته الملايين الذين رفعوا علم مصر.. الملايين الذين مهما تباينوا يجتمعون تحت علم مصر.. الرئيس عندما يخاطب أهله وعشيرته يستخدم عبارات أقرب للمبنى للمجهول ومن (قالوا له) عن المؤامرات التى تحاك من قانونيين ومن المحكمة الدستورية وعن المتربصين وعن الرئيس وعن... الرئيس ينسى أو نسى درس من سبقوه.. فلا هم كانوا الدولة ولا هم البلد.. والله المصريون إدراكهم أعلى بكثير يا سيادة الرئىس حتى لو سوق البعض هذا الإعلان الدستورى على أنه (انقلاب على انقلاب) كما كتب كبار فاتحين قوس (لو صحت المعلومات) أو كما حولوا الأمر إلى فتوى دينية كما فعل الشيخ يوسف القرضاوى فى بيان الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين مؤيدا إعلان الرئيس مرسى الدستورى، معتبرا إياه (خطوة استباقية) فى مواجهة المحكمة الدستورية التى كانت تريد الانقلاب على سلطة الرئيس.. ومؤكدا أن طاعة ولى الأمر المنتخب واجبة وفريضة قطعية. طب والله أنا أريد أن أتعلم كمواطنة ماذا أفعل إن اختلفت مع رئيس منتخب -حتى لو لم أنتخبه- كيف أختلف مع بشر مثلى دون أن أكون قد أتيت ما أحاسب عليه؟ وأختتم بسؤال للسيد نادر بكار المتحدث السابق باسم حزب النور (كيف تسمح لقلة من الأفراد والقوى السياسية لا تعبر عن الجماهير أن تهدم كل مؤسسات الدولة؟). وهذه القلة التى يقصدها السيد بكار هم الملايين الذين رفعوا علم مصر.. لاستعادة مصر.