عام دراسى جديد «بطعم الثورة»، سيكون شعار المدارس فى ربوع مصر ومختلف محافظاتها، اليوم، مع بداية عام سيكون مختلفا من كل اتجاه. فاللون «الثورى» يسود الحصص وطوابير الصباح فى المدارس، التى سينتظم فيها التلاميذ، كالعادة، لكن ربما يغيب عنها المعلمون أنفسهم، بحسب مدى استجابتهم لدعوات الإضراب عن العمل، التى دعت إليها عدة حركات وروابط المعلمين، بينما ما زالت مخازن المدارس خاوية من كم ضخم وغير مسبوق من الكتب الدراسية. مدير مديرية التربية والتعليم فى القاهرة سعيد عمارة، قال ل«التحرير» إن هناك «تعليمات مشددة من المحافظين، بأن يكون اليوم الأول فى الدراسة عن ثورة 25 يناير، حتى يتعرف الطلاب على أهداف ومبادئ الثورة، وما المطلوب منهم خلال المرحلة المقبلة، بالإضافة إلى شرح درس عن الولاء للوطن». وأضاف عمارة أن اليوم الأول «سيبدأ بوقفة حداد لمدة دقيقة، على أرواح شهداء ثورة 25 يناير، وقراءة الفاتحة والدعاء لهم، بالإضافة إلى كلمات توعية للطلاب عن أهداف ومبادئ الثورة». وفى آخر اليوم الدراسى الأول، سيتسلم الطلاب الكتب الدراسية، بحسب عمارة، من دون التقيد بالمصروفات الدراسية، وذلك نظرا لتأخر وصول الكتب إلى المدارس.
خبير التعليم والعميد السابق لكلية التربية بالإسكندرية الدكتور شبل بدران، انتقد خطة وزارة التربية والتعليم هذا العام قائلا «كيف تتحدث الوزارة عن الثورة ومبادئها دون أن تهتم بكثافة الفصول، والمقاعد التى يجلس عليها الطلاب، وصيانة المدارس التى ما زالت كما هى دون صيانة». وتابع «كيف يتحدث المدرسون عن مبادئ وإنجازات الثورة، بينما إدارتهم لا تعرفها».
وفى سياق متصل، توصلت «التحرير» إلى معلومات عن نقص غير مسبوق فى الكتب، رغم تعهدات الوزير بوصولها إلى المدارس، ما تكذبه مخازن المدارس، التى خلت من الكتب، خصوصا كتب التعليم الفنى التى لا تتجاوز 35% من احتياجات الطلاب، وشاهدت الطلاب الذين تدفقوا على إدارات توزيع الكتب، ولم يجدوا ما يستلموه.
رئيس لجنة التعليم السابق فى مجلس الشورى، فاروق إسماعيل، أشار إلى أن «نسبة الكتب الدراسية المتاحة حاليا، تُعتبر جريمة فى حق الطلاب، وتجبرهم على اللجوء إلى الدروس الخصوصية»، مشددا على ضرورة التحقيق مع جميع المسؤولين المقصرين عن تأخر وصول الكتب إلى الطلاب، فيما دعم رئيس لجنة التعليم فى مجلس الشعب السابق شريف عمر، احتمال أن تكون ظروف البلاد السبب الرئيسى فى تأخر وصولها، لوجود عجز فى بعض المواد المستخدمة فى الطباعة، كالورق وغيره.
وفى نفس السياق، ووسط دعوات روابط ونقابة المعلمين المستقلة بالإضراب العام فى المدارس، مع انطلاق العام الجديد، ورغم مراهنة النقابة المستقلة وروابط المعلمين، على نجاح الإضراب، أعلن وزير التعليم قيامه اليوم بجولة يتفقد خلالها انتظام أول يوم للدراسة. فيما شددت الوزارة على أن 47 ألف مدرسة حكومية وخاصة وتجريبية ودولية، تضم نحو 17 مليون طالب وطالبة، ستنتظم بها الدراسة بعيدا عن الإضراب.
وكيل نقابة المعلمين المستقلة أيمن البيلى، قال إن المعلمين سيتوجهون إلى مدارسهم، وسيوقعون فى كشوف الحضور، لكنهم لن يدخلوا الفصول، مشيرا إلى أنهم سيقدمون مطالبهم، وعلى رأسها إقالة الوزير، وفصل مكافأة الامتحان والكادر عن الحوافز، فيما أشار رئيس اللجنة النقابية لاتحاد معلمى مصر عبد الناصر إسماعيل، إلى تشكيل غرفة عمليات لمتابعة الإضراب، «تم الاتفاق على تنظيم مظاهرات، ومسيرات ليلية يوميا فى الميادين الشعبية» حسب قوله.