هذه رسالة من طالب بالفرقة الخامسة بكلية طب القاهرة: (يوم 10/9/2011 خرجت من الكلية الساعة الخامسة مساء وذهبت إلى الدقى أنا وصديق لى لأحضر بدلة يتم كيها، ثم ركبنا أتوبيسا متوجها إلى مكان سكنى بالسيدة زينب، وفى أثناء مرور الأتوبيس على كوبرى الجامعة، كانت الشرطة العسكرية تضرب بعض المتظاهرين بالشوم على جانبى الكوبرى، فقامت سيدة عمرها نحو الخمسين عاما تقريبا لا أعرفها، بالنظر من شباك الأتوبيس وصرخت فى الضباط والجنود قائلة: حرام عليكو يا مفتريين. وفى التو قام العشرات من الجنود وثلاثة ضباط من الشرطة العسكرية بصعود الأتوبيس واعتدوا عليها بالضرب وبالسباب بالدين وبالأم، وقام مواطن آخر مدنى كان راكبا خلفها بضربها أيضا، وقام بعض الركاب بنهرها وسبها. فقلت للعسكرى: دى برضو واحدة ست. فقام أكبر ضابط فيهم وكان على كتفه نسر ونجمتان بسب الدين لى وسبابى بالأم وقال للعساكر: نزلولى ابن.... الكلب ده. فقام العساكر بإنزالى من الأتوبيس وهم يضربوننى بالشوم، وانصرف الأتوبيس ومعه تلك السيدة وصديقى. وعلى جانب الكوبرى قام العشرات من الجنود والضباط بضربى بقسوة شديدة بالشوم والعصى الكهربائية، وقاموا بسبابى بالأم كثيرا، وكان الضباط يقولون لى: إنت تبع إيه يالاه؟ وقال لى ضابط اقلع هدومك يا ابن ال....، وقاموا بخلع الصندل منى وألقوه فى النيل، وقام أكبر ضابط فيهم بإلقاء البدلة التى كانت فى يدى أيضا فى النيل، وأخذ حقيبة كتبى، فقلت له أرجوك أنا عندى امتحان قريبا جدا ومحتاج الكتب، فقام بسبى وإلقائها فى النيل هى الأخرى. وخلال ذلك كله لم يتوقف الضرب والكهرباء والسباب من الجنود والضباط، وكنت واقعا على الأرض من شدة الألم فقال لى الضابط: والله نرميك من هنا وماحدش يعرفلك طريق جرة. وكنت أحاول أن أتكلم لكننى لم أستطع من شدة الضرب والكهرباء. كنت أريد أن أقول «إنى ضد الاعتداء على سفارة إسرائيل، وأنى أحب الجيش المصرى، وأنى تكلمت فى الأتوبيس لأنى وجدت اعتداء على واحدة ست»، ولكن لم يتركوا لى أى فرصة للكلام، فقط قلت أنا طالب فى قصر العينى. فقالوا لى اجرى من هنا يا ابن ال.... فجريت حافيا بصعوبة فالتقطتنى مجموعة من الجنود فى وسط الكوبرى وقاموا بسبابى وضربى بعنف فجريت، فقامت مجموعة ثالثة بضربى أيضا حتى آخر الكوبرى بلا أدنى قدر يذكر من الرحمة! فقام شاب أمام مسجد صلاح الدين بالمنيل بتسنيدى حتى توجهت حافيا إلى محل أحذية فى شارع المنيل حيث اشتريت شبشب. فتوجهت إلى قسم الجيزة لتحرير محضر بالواقعة، فاستهزأ بى ضابط كبير السن وقال لى مش هتاخد لا حق ولا باطل، وبعد طول انتظار قام ضابط أصغر بكتابة المحضر، وقال لى تابعه فى النيابة العسكرية س 28 بمدينة نصر، ورفض أن أصور المحضر وقال لى ممكن تصوره فقط فى النيابة العسكرية بمدينة نصر ولو رحت هناك هترجع محبوسا، وأخذ يهدد ويتوعدنى بما يمكن أن ألقاه ومن ضياع للمستقبل. وأخذت رقم المحضر وهو: 10 جنح عسكرية. فماذا أفعل؟). سبقنى زميلى العزيز أسامة غريب، ونشر هذه الرسالة المؤلمة، فماذا حدث بعد نشرها؟!