لا يعرف الهدوء أو الكلل.. السناتور الجمهوري عن ولاية كنتاكي، راند بول، الذي رفض زملائه في مجلس الشيوخ أكثر من مرة تعديلات ومشاريع قوانين تقدم بها لقطع المساعدات الخارجية الأمريكية لمصر، لأسباب مختلفة، لكنه مستمر في جهوده في الضغط من أجل منع تحويل مليارات الدولارات من أموال دافع الضرائب الأمريكي، يرى أن بلاده في أشد الحاجة لها، إلى حكومات يسيطر عليها الإسلاميون في الشرق الأوسط، يقول إنها تدفع بلدانها خارج المعسكر الأمريكي. بول أطلق، في أحدث جهوده، حملة إعلانية ضد النواب الديمقراطيين الذين صوتوا ضد تعديل تشريعي كان من شأنها قطع المساعدات الخارجية الأمريكية إلى ليبيا ومصر وباكستان. وأول من تستهدفهم الحملة هما السناتور الديمقراطي عن ولاية ويست فيرجينيا جو مانشين، وزميله عن ولاية فلوريدا، بيل نيكسون. ويقول الإعلان الذي مدته 60 ثانية «إنه بينما كان كانت السفارة الأمريكية في مصر تقتحم والعلم الأمريكي يتم إحراقه ويهتف المصريون الموت لأمريكا كان جو مانشين يصوت لاستمرار المساعدات الأمريكية لمصر من أموال دافعي الضرائب». ويضيف«في الوقت الذي يحرق المتطرفون الإسلاميون سفارتنا ويقتلون سفيرنا كان جو مانشين يصوت لصالح إرسال المزيد من أموال دافعي الضرائب إلى ليبيا». «ذا تشارلستون جازيت» قالت في تقرير لها عن الحملة الإعلانية إن السناتور بول لم يذكر في إعلانه أن التعديل الذي تقدم به لم يحصل سوى تأييد 8 أصوات فقط، بينما رفضه 81 من أعضاء الكونجرس بينهم 30 عضوا من الجمهوريين. وينتهي الإعلان بجملة «جو مانشين يعمل مع باراك اوباما لإرسال مليارات من أموال دافع الضرائب الأمريكي إلى دول يقوم المتطرفون فيها باقتحام سفاراتنا وإحراق علمنا وقتل بعثاتنا الدبلوماسية». من جهته، رد السناتور مانشين على الحملة الإعلانية ضده، بالقول «إن العديد من أعضاء مجلس الشيوخ يعتقدون أن التعديل الذي تقدم به السناتور بول، يمكن أن يكون حسن النية لكنه ينطوي على أخطاء شديدة». ويعتقد مانشين من أن قطع المساعدات الخارجية عن مصر وليبيا يمكن أن يتسبب ب تعريض حليفة أمريكا الأكبر في الشرق الأوسط، إسرائيل، للخطر. وذكرت الصحيفة أنه في يوم الثلاثاء أجرى السناتور ليندسي جراهام اتصالا هاتفيا مع السناتور مانشين تحدثا فيه عن الإعلان المثير للجدل. وقال جراهام «إن هناك جدل كثير حول المساعدات الأجنبية، لكن العلاقات الخارجية ليست قضية جمهورية أو ديمقراطية، بل هي قضية أمريكية..أنا أرغب كثيرا أن يكون لدينا رئيس جمهوري ومجلس شيوخ يسيطر عليه الجمهوريون، لكن حينما يكون الأمر متعلقا بالسياسة الخارجية أو شؤون الحرب، فأنا أعتقد أننا بحاجة لأن يكون هناك تعاون من الحزبين». وأضاف، «معظم الأمريكيين أنهكتهم الحرب، نحن محطمون، ديوننا وصلت 16 تريليون دولار، وإذا كان يمكننا الانسحاب من الشرق الأوسط وأن نكون في مأمن سوف أقوم بذلك. لكننا ليس لدينا خيار سهل». وقال جراهام، الذي سافر كثيرا إلى الشرق الأوسط، إن الولاياتالمتحدة لديها بالفعل معايير معمول بها والتي تمكنها، في ظروف معينة، من إنهاء المساعدات لدول مثل مصر وباكستان وليبيا – الدول التي يركز عليها الإعلان. كما يرى جراهام أن “تنظيم القاعدة وحركة طالبان والاسلاميين المتشددين لا تفضل شيئا أكثر من انسحاب الولاياتالمتحدة من المنطقة ” وركز على الأثر السلبي لقطع المساعدات الأمريكية. واضاف «اذا أوقفنا مساعداتنا لمصر في هذه المرحلة، يمكن أن يدمر هذا اتفاقية كامب ديفيد – وهو أسوأ شيء يمكننا القيام به لدولة إسرائيل هذه الحكومة الجديدة في مصر تعمل باستمرار كما أنه لا يمكننا إسقاط أكبر دولة في العالم العربي». أوضحت الصحيفة أن جمهوريين كثيرين عارضوا المشروع بشدة بمن فيهم القيادي جو ماكين وبوب كروكر، وقال ماكين«قطع المساعدات عن ليبيا يجعل أصدقائنا يتحولون إلى أعداء إرهابيين، ويدمر الأخلاقيات الأمريكية حول العالم، ويؤذي بشدة مصالحنا القومية». كما يعتقد كروكر أنه يجب أن تعاد تشكيل المساعدات الأجنبية بالطريقة التي تؤدي إلى مسؤولية أكبر ولكن تعديل بول ليس الحل، فإذا قام أحد الإرهابيين، في أي بلد من تلك التي تساعدها أمريكا، بالتعدي على إحدى سفاراتها أو قنصلياتها، فهذا التشريع يقضي بوقف المساعدات حتى إذا كانت هذه الدول تتعاون مع أمريكا وتعمل معها كحلفاء.