في خطاب سياسة خارجية مهم يعتزم المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية، ميت رومني، أن يكشف بوضوح عن أبرز جوانب سياسته الخارجية، في حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، حيث يسعى لأن يؤكد للجماهير الأمريكية أنه هو القادر على أن يعيد هيبة بلادهم على الصعيد العالمي، وتصوير الرئيس باراك أوباما على أنه زعيم ضعيف تسبب في تقليص نفوذ الولاياتالمتحدة في العالم، وبخاصة في الشرق الأوسط. يسعى رومني في خطابه الذي يلقيه من المعهد العسكري في فرجينيا وهو جامعة عسكرية في شرق البلاد، لإعادة مخالب الصقور إلى السياسة الخارجية الأمريكية، وهو يرى أن إدارة أوباما تسببت ب«تمييع» النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، وهو ما تسبب في تصاعد التطرف في هذه المنطقة المهمة من العالم. وفي حال انتخابه رئيسا سيعمد رومني بحسب مقتطفات من خطابه نشرتها الصحافة الأمريكية إلى تشديد العقوبات على ايران لمنعها من تطوير قدرات نووية عسكرية، كما سيربط المساعدة المالية لمصر باحترام معاهدة السلام مع اسرائيل، وسيزيد موازنة الدفاع الأمريكية، كما سيزود المعارضة السورية بأسلحة يجعلها قادرة على التفوق عسكريا في مواجهة قوات الرئيس بشار الأسد، وهذا يأتي خلافا للسياسة الأمريكية الحالية المعلنة. سيؤكد رومني كذلك على التزامه بحل دولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك خلافا لموقفه الرافض لمثل هذا الحل، الذي كان أعلنه في مؤتمر لجمع التبرعات في مايو الماضي. بعض هذه المواقف من جانب رومني ربما لا تكون جديدة، لكن خيار إعلانها من خلال توجهه الى مكان له طابع رمزي، يظهر ثقة فريق رومني بأن الرئيس ضعيف في هذه الملفات. ومع هذا الخطاب الذي اعلن عنه منذ عدة ايام، سيعمل ميت رومني على اثبات نقاط قوته في حال انتخابه رئيسا في مجال السياسة الخارجية والدفاع وهو نطاق يؤيد فيه غالبية الأمريكين باراك اوباما. ويتوقع أن يقول رومني في خطابه إن «الهجمات على أمريكا الشهر الماضي يجب الا تعتبر اعمالا معزولة» في اشارة الى الهجمات على السفارات الامريكية في العالم العربي ردا على الفيلم المسيء للاسلام الذي بث على الانترنت. وجاء في مقتطفات الخطاب ايضا أن الهجمات «تظهر الصراع الاوسع نطاقا الذي تشهده كل منطقة الشرق الاوسط، المنطقة التي تعيش اكبر تغيرات لها منذ قرن، ومحاور هذا الصراع تمر بوضوح عبر بنغازي». وبعدما ندد باستراتيجية «الامل» التي يعتمدها باراك اوباما، اكد رومني بحسب نص خطابه انه يرغب في «تغيير المسار في الشرق الاوسط». وقال «لا يمكننا دعم اصدقائنا وهزيمة أعدائنا في الشرق الاوسط عندما لا تكون أقوالنا متبوعا بأعمال، وإذا كانت استراتيجيتنا لا تبدو بمثابة شراكة بل عدم تحرك» ويدعو لأن تستخدم الولاياتالمتحدة نفوذها بحكمة وهيبة ومن دون فخر زائف، لكن بحزم وفعالية. في المقابل، فإن فريق حملة أوباما عبر عن تمنياته في التطرق الى مواضيع السياسة الخارجية، وقالت الناطقة باسم حملة الديموقراطيين «ليز سميث» في بيان نشر الاحد «فلتبدأ المعركة». وقالت «ان الرئيس اوباما قضى على قيادة القاعدة، وانهى بطريقة مسؤولة الحرب في العراق وهو على وشك اعادة جنودنا من افغانستان وهو يحارب ضد خداع الصين».