ربما تكون المظاهرات التي اشتعلت احتجاجا على الفيلم المسيء للإسلام قد أثرت على وضع السياحة في مصر، لكن بدا وزير السياحة المصري واثقا من أن شعبيتها لدى السياح ستعود كسابق عهدها، وذلك في حوار له مع مجلة «ترافيل تريد جازيت» البريطانية. أعرب هشام زعزوع، وزير السياحة الجديد، للمجلة عن ثقته بأن أعداد الزوار ستعود لأعلى المستويات التي شهدتها مصر عام 2010 بحلول نهاية العام المقبل، مضيفا أن عدد السياح سيرتفع من 12 مليون حسب المتوقع في 2012 إلى حوالي 15 مليون في 2013. وتوقع الوزير الذي تولى منصبه الشهر الماضي إن التراجع الاقتصادي الأخير، الذي جاء في أعقاب الاحتجاجات ضد الفيلم المسئ للنبي محمد، لن يستمر، مضيفا أن تأثير المظاهرات الغاضبة كان سيئا، حيث قام بعض الأشخاص بإلغاء عطلاتهم على الفور عقب ما حدث. وأضاف: «لكنني لا أستطيع أن أتصور أن يكون لهذا الأمر أثر طويل المدى، فمصر ترحب بسياحها دائما ولم يكن زوارنا الأجانب مستهدفين في يوم أبدا فالأمور ستعود إلى طبيعتها خلال الشهور القادمة». لكن يبدو أن رأي «هشام زعزوع» لا يتشابه مع آراء جميع العاملين بالسياحة في مصر، حيث قال المرشد السياحي، عصام زيد لأسوشيتد برس: «تصبح الأمور الصغيرة كالجبال، نقول دائما إن مصر تمرض لكنها لا تموت أبدا فالتعافي هو الخيار على الدوام». ويقول المرشدون السياحيون في مصر إن الحجوزات السياحية معلقة في الغالب، لكنهم قلقون من تضاؤلها في مطلع العام المقبل، عندما يبدأ موسم الإجازات في الشهور المقبلة. وقالت «ترافيل تريد جازيت»، إن هذا الاضطراب نكسة أخرى للأرقام السياحية التي انخفضت في أنحاء من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا العام الماضي خلال الانتفاضات المعروفة باسم الربيع العربي، الذي شهد الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في فبراير 2011. أشارت المجلة أنه في إطار سعي الحكومة لتنشيط السياحة، أعادت افتتاح «معبد سيرابيوم» الكائن بمنطقة سقارة، واختتمت تقريرها عن السياحة في مصر، بأن عائدات السياحة المصرية تراجعت بنسبة 30% إلى 9 مليار دولار في عام 2011، ولكن وفقا للمجلة فقد وصل 167.100 سائح بريطاني إلى مصر في شهر أغسطس، أي بزيادة قدرها 9% في نفس الفترة من العام الماضي.