الأسبوع اللى فات كان حافلا جدًا لدرجة إنى ماكنتش عارفة أكتب عن إيه ولّا إيه. يوم الجمعة قلت هابقى أكتب عن إزالة بعض أكشاك الكتب القديمة فى شارع النبى دانيال فى إسكندرية على اعتبار أنها إشغالات، مع أنها مرخصة. أكشاك بتبيع كتب قديمة وأحيانًا نادرة، والأهم أنها بتبيع كتبًا دراسية مستعملة بتساهم فى تعليم آلاف من التلاميذ والطلبة غير القادرين على شراء كتب خارجية جديدة كل سنة. بس جه يوم الاتنين وقلت لا لا.. هاكتب بقى عن النادى الأهلى اللى كان أسر كتيرة فى مصر تتمنى يدخلوا أطفالهم يتدربوا فيه كرة قدم لعل وعسى يوصلوا لمنتخب مصر عشان يفخروا بيهم، مع أن الحقيقة أن الفخر المفروض يكون لأهالى الألتراس مش أهالى اللاعبين. يوم الثلاثاء بقى قلت كتب إيه وكورة إيه.. خلينا فى الفيلم المسىء للرسول (صلى الله عليه وسلم)، ونشوف إحنا ليه إدينا قيمة لفيلم لا يصح حتى إننا نسميه فيلم لأنه تافه وردىء وتجاهله هو أحسن رد عليه. وليه قدمنا لصانعيه هدفهم -زراعة الفتنة- على طبق من ألماظ مش من دهب حتى. ده غير طبعًا أحكام البراءة لقتلة الثوار، وقانون الطوارئ اللى طلع مذكور فى القرآن وإحنا مانعرفش، وغيرها من الأمور. طبعًا اكتئبت من كل الأحداث المتلاحقة دى. بس فى الآخر بقى قررت أكتب عن حاجة تانية خاااالص هى فى رأيى مضاد سحرى للاكتئاب.. أولادنا. المدارس هتبدأ وأولادنا هيبدؤوا يذاكروا المواد اللى إحنا عارفين إنها غالبًا بتأثّر بالسالب على مستوى ذكائهم. وعليه فكرت فى وسائل مساعدة قد تكون مفيدة. هاتكلم عن القاهرة لأنى قاهرية، لكن أعتقد أن اللى هاقوله ممكن تطبيقه فى عدة محافظات. مثلًا لو مجموعة أهالى أصدقاء أو قرايب أو جيران نظّموا خروجة لولادهم وودوهم المتحف المصرى، واشتركوا كلهم فى الاستعانة بمرشد سياحى من الشباب اللى بيبقوا واقفين على باب المتحف عشان يشرح للولاد التاريخ الفرعونى، أكيد هيستفيدوا كتير، ولما يدرسوا فصول التاريخ الفرعونى فى الكتب الدراسية هيكون عندهم خلفية عن اللى بيدرسوه وشافوا آثاره بعنيهم مش مجرد حشو مخ وخلاص. شرحه طبعًا بالنسبة للمتحف الإسلامى والقبطى وكل المتاحف. رحلة زى دى لو عدد الأسر كبير مش هتكون مكلّفة قوى لأنهم هيتقاسموا أجر المرشد، وفى نفس الوقت هيشغلوا الشباب اللى هناك. ده بالنسبة للتاريخ. طب وبالنسبة للفن. القاهرة القديمة مليانة بيوت بتعمل عروض فنية من التراث وبيعلنوا عنها فى الجرايد كمان، لكن غالبًا الجمهور من الشباب والكبار. نادرًا ما بيكون فيه أطفال، مع إن ولادنا ممكن يتفرّجوا على الأراجوز وخيال الضل والتنورة والتحطيب والراوى ع الربابة، وغيرها من الفنون اللى أصحابها بيحاولوا يحافظوا عليها من الاندثار لأنها بتعبر عن هويتنا. ممكن نساعدهم فى الاستمرار بإننا نروح نتفرج عليهم، زى ما بنروح جنينة الحيوانات والملاهى ممكن كمان نزور المتحف ونحضر عرض فنى. وإذا كان الظرف غير مواتى للنهوض بالتعليم فجأة، فعلى الأقل ممكن نحاول ننهض بثقافة أولادنا تدريجيًّا. ندّى ولادنا نص يوم إن شالله مرة فى الشهر.. هيستفيدوا وإحنا كمان هنستفيد.. على الأقل هنحارب الاكتئاب.