على عكس المتوقع سيطر المؤيدين لرئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي على مشهد التظاهرات في محافظة الإسكندرية، عقب أداء صلاة الجمعة مباشرة، بينما ظهر المؤيدين للتظاهرات التي دعا إليها محمد أبو حامد رئيس حزب «حياة المصريين» وعضو مجلس الشعب المنحل لإسقاط جماعة الاخوان المسلمين والتنديد بقرارات رئيس الجمهورية على استحياء، انتظاراً لبدء اعتصامهم أمام المنطقة الشمالية العسكرية عقب صلاة العصر. وتظاهر المئات من المؤيدين لمرسي أمام ساحة مسجد القائد إبراهيم بمحطة الرمل بالإسكندرية، رداً على تظاهر نحو 20 فرداً من أنصار «أبو حامد» منددين بقرارات مرسي وضد جماعة الإخوان المسلمين، فيما قاموا برفع لافتات كتبوا عليها «انجازات مرسي .. تكميم أفواه .. حبس صحفيين .. كبت الحريات»، مشيرين إلى أن مرسي سينتهك أساليب قمعية جديدة مثل النظام البائد وهو الأمر الذي أثار استياء الأغلبية المؤيدة لمرسي مما أدى إلى مشاحنات. وأسفرت الاتهامات التي وجهها المؤيدين للمعارضين عن اتهمهم وصفهم ب «جهل الأحداث والمعلومات» مشيرين إلى ان مرسي أصدر قراراً بإلغاء الحبس الاحتياطي في جرائم النشر فيما خاطبوهم «انتم كده حافظين مش فاهمين»، فيما انطلقت مسيرة تضم نحو 200 شخص من المنتمين لحزب النور يرتدون زي مكتوب عليه شعارات لتنتمي لحزب النور مرددين هتافات «مرسي .. الله أكبر»، «في حب مصر .. لا للتخريب»، «كلنا مرسي»، بينما فسر الكثير من الرافضين للتظاهرات عدم مشاركتهم في تلك الدعوى إلى أن محافظة الإسكندرية على وعي كبير بالأمور وأنهم لن يكونوا حجر يقذف به رئيس الجمهورية وأنهم سيمنحونه فرصته كاملة لاستكمال برنامجه الأولى خلال ال100 يوم الأولى تبدأ بعدها الحساب وأنهم سيقومون بتقويمه اذا أخطأ مطالبين بمنحه الفرصة كاملة. في الوقت نفسه شهدت مقرات جماعة الاخوان المسلمين فى محافظة الاسكندرية تواجد مكثف من جانب شباب الجماعة دفاعاً عن مقراتهم، حيث امتلأت المقرات البالغ عددها نحو 50 مقراً بعشرات الشباب من المنتمين للحزب والجماعة متوعدين من يقترب منهم، معلنين عدم رفضهم لمن يريد التظاهر على أن يكون ذلك بالطرق السلمية. وأدى عشرات الشباب صلاة الجمعة داخل مقراتهم حيث افترشوا سجاجيد الصلاة، فيما انقسم الشباب إلى نصفين يقوم بحراسة المقرات من الخارج والنصف الأخر من الداخل، بينما أصدرت الجماعة بياناً أكدت فيه على مواصلة العمل بشكل طبيعي داخل تلك المقرات وعدم توقفها. في الوقت نفسه تجمعت أعداد قليلة أمام مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية في سيدي جابر، من الرافضين لجماعة الاخوان المسلمين دون حمل لافتات أو ترديد هتافات انتظاراً لوصول باقي المتظاهرين المؤيدين للدعوة. وأصدرت الهيئة التنسيقية للقوى الوطنية بالإسكندرية الذي يضم نحو 30 حزباً وحركة بياناً تم توزيعه على المواطنين اكدوا فيه على رفضهم لدعوات 24 أغسطس لما اعتبرته استمرار لفاعليات الثورة المضادة وخروج عن الشرعية التي ارتضاها المصريون من خلال انتخابات حرة نزيهة، ومحاولة لإثارة الفتنة في الشارع المصري في مرحلة حرجة من تاريخ مصر. وذكر «البيان» إن من يدعو إلى هذه المظاهرات هم نفس الفئات التي تسعى إلى زعزعة أمن البلاد في المرحلة الأخيرة مدعومين بفلول النظام السابق وبأعداء الحرية والديمقراطية، ومشعلي نيران الفتنة والذين باتوا معلومين لكل المصريين. وأشار البيان إلى أن «الدعوات لهذه المظاهرات فارغة المعنى والمضمون، بل وتهدف إلى شق الصف الوطني الذي قد تجمَّع خلف أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد يبذل كل الجهد لكي يضع البلاد على الطريق الصحيح للتأصيل لدولة العدل والحريات والديمقراطية، وكلنا شهود على قراراته وأفعاله، وكلنا مراقبون للتغييرات الجذرية والواضحة في آليات عمل الحكومة والمسؤولين علي أرض الواقع». ومن جانبه حذر الدكتور مدحت الحداد – المسؤول الإداري لجماعة الاخوان المسلمين في الإسكندرية – من محاولات الاعتداء على مقرات الجماعة وحزبها السياسي، قائلاً: «سنتصدى لتلك الدعوى بكل حزم، وسنرحب بمن يأتي للتظاهر ضدنا ومن يحاول اعتداء علينا سينال جزاءه». وقال «الحداد»: اتخذنا العديد من الإجراءات لتأمين المقرات وقمنا بإبلاغ أجهزة الأمن ممثلة في وزارة الداخلية ومديرية أمن الاسكندرية و تم الحشد أمام مقراتنا للدفاع عنها، مع تعليق كاميرات لمراقبة من يتعدى عليها وتسليمه للشرطة. وأكد «الحداد» عزوف الشعب عن المشاركة في تلك الدعوى وأنها لن تجد صدى كبير خاصة بعد قرار الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية احالة قيادات المجلس العسكري للتقاعد، مشيراً إلى انها كانت تجد لديهم سقف للاهتمام بها، مستبعداً وقوع اشتباكات.