كتب: محمد حمدي وأمل مجدى وتهامي البنداري معظمهم فوجئ بقرار العفو قبل تنفيذه بساعات لم يشمل قرار العفو الرئاسى 195 شابا لم يتم الإفراج عنهم، من بينهم طفل أصيب بروماتيزم ألزمه الجلوس على كرسى متحرك، وطبيب أضرب عن الطعام لمدة 400 يوم، وآخر كانت تهمته «تيشيرت» مدون عليه عبارة «وطن بلا تعذيب»، وفتاة خرجت للمطالبة بالإفراج عن شقيقها. وكان قطاع مصلحة السجون بوزارة الداخلية نفذ مساء أمس الأول الأربعاء قرار العفو الصادر من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، بحق 165 شابا من بين المحكوم عليهم فى قضايا تظاهر وشغب، وذلك بعد وصول نص القرار إلى اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية. واعتلت الفرحة وجوه المعفو عنهم فى أثناء توجههم لركوب ميكروباص وزارة الداخلية من أمام سجن الاستقبال بإشراف العميد أحمد عبد الرازق، مأمور السجن، والتقوا بوسائل الإعلام أمام البوابة الرئيسية بمصلحة السجون، بينما بدت صحتهم جيدة، وكان أول ما فعله المعفو عنهم هو السجود لله، وتصادف مرور سيدة عجوز مع أبنائها أمام السجن، فأطلقت الزغاريد، وعند سؤالها عن سبب فرحتها قالت «دول زى ولادى ولازم أفرحلهم عشان يحسوا إن فى حد جنبهم». «ويكيليكس البرلمان» كانت حريصة على استقبال المعفو عنهم فى أثناء خروحهم من منطقة طرة، من بينهم محمد أحمد لاشين، 20 سنة، من محافظة سوهاج، الذى بدأ حديثه بحمد الله، مؤكدا أنه كان محبوسًا فى قضية أحداث شغب المبنى الإدارى بجامعة الأزهر، وحكم عليه بالسجن لمدة سنة. وقال محمد إنه يريد أن يرسل رسالة يطمئن بها أسرته، التى لا تعرف شيئا عن قرار العفو عنه، قائلا «سيبونى أروح لأهلى عشان لسه مايعرفوش حاجة»، مشيرا إلى أنه حاول أكثر من مرة عن طريق محاميه عقب القبض عليه أن يشرح لجهات التحقيق عدم تورطه فى أعمال عنف أو تخريب، إلا أن أحدا لم يسمعه. من جانبه، قال عبد الله خالد، 24 سنة، من محافظة القاهرة، إنه خريج كلية الإعلام جامعة 6 أكتوبر، والتحق بالعمل مصورا بشبكة «يقين» الإخبارية، حتى ألقى القبض عليه فى أحداث اشتباكات جامعة الأزهر، التى دارت بين طلاب وآخرين أمام حرم المدينة الجامعية الملاصق لسور الجامعة. واكتفى عبد الله فى حديثه بالتوضيح أنه صدر ضده حكم بمعاقبته لمدة سنة، حتى أخبروه صباح أمس بقرار العفو الصادر عنه من رئاسة الجمهورية، موضحا أنه ترك العمل كمراسل ومصور للشبكة. أما عبد الفتاح جمعة من محافظة كفر الشيخ، فأشار إلى أنه حكم عليه بالسجن المشدد لمدة سنة أيضا فى قضية شغب الأزهر خلال عام 2014، وقضى فترة السجن فى منطقة سجون وادى النطرون، إلا أنه نفذ قرار العفو عنه من منطقة طرة، لكنه أكد مثل باقى زملائه أن أسرته لا تعرف شيئا عن هذا القرار حتى هذه الساعة. الجدير بالذكر أن قرار العفو ضم محكوما عليه واحدا هو معتز محمود منصور، الصادر بحقه حكم بالحبس عامين فى القضية المعروفة إعلاميا ب«متظاهرى الاتحادية»، التى تضم فى لائحة اتهامها كلا من الناشطتين البارزتين سناء سيف، ويارا سلام، وكان من المقرر أن تنتهى فترة عقوبته فى 12 يونيو من عام 2016، وشمل كذلك قرار العفو 44 متهما، جميعهم صدرت ضدهم أحكام بالسجن 3 سنوات، وكانت ستنتهى فترة عقوبتهم فى 16 أغسطس 2016.