كغيرها من المناطق المهمشة في الإسكندرية، تعاني عزبة عبد المنعم رياض من نقص شديد في الخدمات، وافتقار لأبسط العوامل المهيأة لحياة آدمية، بدءًا من المواصلات، والصرف الصحي، وصولًا إلى المدارس والمستشفيات، ما جعل الأهالي يصفونها ب"المقبرة". العزبة، هي مجموعة من المساكن المقامة وسط الأراضي الزراعية، وتبعد عن أقرب طريق (طريق المطار)، 2.5 كيلو متر، ومن هنا تبدأ معاناة أهاليها الذين يضطرون إلى السير هذه المسافة على أقدامهم للوصول إلى الطريق. يقول محمد سالم، أحد الأهالي: "الطريق هو أحد أهم المشاكل التي تعاني منها العزبة، حيث نضطر إلى السير على الأقدام يوميًا للذهاب لأعمالنا وقضاء مصالحنا، متسائلًا: "هل المحافظة عاجزة عن توفير تكلفة إنشاء طريق أو كوبري لعبور السيارات؟". ويضيف: "عدم وجود طريق مرصوف حول العزبة إلى ما يشبه مقبرة كبيرة، فسيارات الإسعاف لا تستطيع الدخول إلينا وكذلك المطافئ، واندلع حريق بأحد المنازل بالعزبة منذ شهر تقريبًا، تسبب في وفاة 4 أشخاص من أسرة واحدة، وسيارات المطافىء لم تتمكن من الوصول بسبب الطريق". فيما يقول عادل مصيلحي، فلاح: "سبق وتقدمنا إلى المحافظة وقت تولي المحافظ طارق المهدي بطلب لإنشاء كوبري يربط طريق المطار بالعزبة وبالفعل وافقت المحافظة ووزارة الإسكان على الطلب، ولكنهم صدومنا عندما تم إخبارنا أن تكاليف انشاء الكوبري سنتحملها كأهالي بواقع 20 ألف جنيه لكل أسرة". ويعقب: "لو كل أسرة معاها 20 ألف كانت سابت العزبة ومشت.. إحنا آخرنا كل واحد يدفع 50 جنيه.. إحنا هنا غلابة قوي، والعيشة على القد". ولا تتوقف معاناة الأهالي بالعزبة على عدم وجود طريق يربطها بالمدينة، إذ لا توجد كذلك سوى مدرسة واحدة بالعزبة، وهو ما يعلق عليه صالح السيد، أحد الأهالي: "المحافظة تركتنا دون مدرسة حيث أصبح أغلب أبناء العزبة غير متعلمين، محدش هيقدر يرح مدرسة تبعد 5 كيلو عن هنا من غير طريق أو مواصلات.. الطريق أصلا خطر، وإحنا بنخاف على بناتنا وولادنا". وسبق أن تقدم أهالي العزبة إلى المحافظة بطلب مدرسة على قطعة أرض خالية مقابلة لمنطقة الغابة الترفيهية، ويقول أحدهم: "المشروع لم يكتمل بسبب طلب المحافظة أخذ موافقة هيئة أملاك الدولة، والتي أكدت أن الأرض مملوكة للمحافظة وأن الأخيرة هي الجهة الوحيدة المسئولة عن إصدار تصريح بالبناء.. وهو أمر محير وغريب، ولم نعرف له نهاية حتى الآن". عدم وجود شبكة صرف صحي، يعد سببًا آخر لمعاناة أهالي العزبة، إذ تصب مواسير الصرف بأحد المصارف القريبة من العزبة، ويوضح محمود راضي، أحد الأهالي: "المشكلة أنه عندما يأتي الشتاء، تغرق مياه المصرف المنازل والطرقات.. ياريت حد يبصلنا، إحنا فعلا عايشين في قبر كبير.. الرحمة حلوة برده".