قال عبد الرحمن صقر، عضو مكتب تنفيذي سابق بحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، والمتحدث السابق بجبهة إصلاح الجماعة الاسلامية، إنَّ جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية لم تحدد لنفسها "وجهة"، موضحًا أنَّه ليس معروفًا إن كان هدفها العودة لقيادة الجماعة الإسلامية أو تريد توجيه النصح والإرشاد للقيادات الحالية. وأضاف صقر، في حوارٍ مع "التحرير"، أنَّ هناك مؤسسات ورجال أعمال يحاربون الرئيس عبد الفتاح السيسي ولا يريدون له ان يستكمل مسيرة الإصلاح التي بدأها. وإلى تفاصيل الحوار.. بدايةً، ما هي قراءتك للمشهد السياسي الحالي؟ ؟المشهد السياسى الموجود الان معقد لدرجة الغموض، ولا نعلم هل هذا مقصود من الرئاسة؟ أم أنَّ مؤسسات الدولة تحارب الرئاسة، ومشكلة مصر في رجال الاعمال وكذلك رجال الحزب الوطني وأظن أنَّ الرئيس يقع في صراع مع هؤلاء وهؤلاء وحل الأزمة لن يكون إلا بطريقتين إمَّا حل جذري مع الإسلام السياسي وأقصد هنا الإخوان ويؤدي هذا الحل إلى دخول الإخوان في العملية السياسة أو قطع عروق الإخوان بتطبيق حكم الإعدام على قيادات الجماعة. كما أنَّ مصر لا يوجد بها الآن حياة سياسية بل يوجد بها رجال أعمال ونخبة فاسدة سياسيًّا وإسلام سياسي فاشل. كيف ترى وضع الجماعة الاسلامية الآن؟ لا يوجد كيان حقيقي اسمه جماعة إسلامية بل يوجد مجموعات أول مجموعة هي مجموعة القيادات الحالية وتضم المنتفعين ثاني مجموعة هي مجموعة المنشقين وهي تضم تمرد الجماعة وثالث مجموعة جبهة إصلاح الجماعة ورابع مجموعة هي مجموعة الكتلة الصامتة في الجماعة وهي القواعد التي تنتظر من يسحق منا لكي تكون موجود مع الفائز. هل تنسحب الجماعة الإسلامية من تحالف دعم الشرعية؟ لا يوجد ما يسمى بتحالف دعم الشرعية هذا مجرد مسمى يستخدم للتعامل مع الغرب التحالف منذ نهاية يوم 25 يناير 2014 بعد أن أثبت فشل التحالف أمَّا موضوع الإعلان الرسمي بالخروج من التحالف لا أظن أنَّه عامل مهم لأن التحالف أصبح كيانًا لا تأثير له. هل سيؤثر القبض على عصام دربالة في الجماعة الإسلامية ؟ للأسف نعم لأن الجماعة الاسلامية تدار بعقل الفرد وليس عقل المؤسسة، الفكر المؤسسي ليس موجودًا داخل الحركة الإسلامية ومشكلة تيار الإسلام السياسي هو التمويل ومن يملك المال يملك القرار والتقديس للمشايخ وهناك حرب تدار على أي فرد حاول توجيه نقد لأي قيادى من الصف الأول وهذا أكبر دليل على لغة الإقصاء والفكر العفن الذي لا يقبل الحوار. هل انضم عدد من أعضاء الجماعة الإسلامية لتنظيم داعش في سوريا؟ نعم تم إرسال بعض الشباب المصري إلى الجهاد في سوريا ولكن ليس تحت راية تنظيم داعش بل تحت راية الجهاد وتحرير سوريا وكانت حركة الأنصار هي المسؤول الأول عن ذلك تحت قيادة الشيخ عاصم عبد الماجد. هل توافق على المصالحة مع الإخوان ولماذا ؟ المصالحة مع شباب الإخوان أؤيدها بل وأشجع الدولة وشباب الثورة على تقديم مباردات مع شباب الإخوان لأنهم لم يتلوث أي منهم بالدماء أو النفاق والكذب والتضليل وأتمنى من الجميع التواصل مع الشباب لأنهم يعملون بقصد خدمة الدين وعلى الجميع احتواء شباب الإخوان لأنهم الآن في وقتٍ يحتاج احتواء وعلى المؤسسات الدينية تأدية دورها في التوعية من فكر الصدام. هل كان هناك بيزنس بين حبيب العادلي وقيادات الجماعة الإسلامية؟ لا أعلم ولكن ما يقوله الجميع أنَّه هناك تفاوض حدث أو امتيازات بعد المبادارات الخاصة بوقف العنف ولكن ليس معي أي دليل على ذلك هو مجرد كلام مرسل من ينفق على الجماعة الإسلامية؟ حتى عام 2012 كان من ينفق على كيان الجماعة أبناء الجماعة في الخارج وبعد بداية عام 2013 بدأ تمويل الإخوان لكي تضمن أن الجماعة سوف يكون ولاؤها للإخوان وتمويل الجماعة الآن هو تمويل إخواني. كيف تري أداء الرئيس عبد الفتاح السيسي؟ المشكلة ليست في الرئيس الأزمة في البطانة الموجودة حوله وأطلب من الرئيس ألا يجعل الإعلام هو لغة رسائله لأنه الآن يفتح عدوات كبيرة في وجه الرئيس، ولنا على الرئيس أخذ الرأي والاستماع لمشاكلنا وأتمنى للرئيس فترة حكم تكتب في التاريخ بالفخر وليس بتاريخ مبارك ومرسي. كيف ترى الحرب على الحوثيين؟ كان لابد منها وكنت أتمنى أن ننقل الحرب في داخل إيران وليس خارجها وللأسف نجاح إيران في نقل معاركها مع العرب في قلب العرب وهذا يحسب للنظام الحاكم في إيران. حرب إيران والعراق في الثمانينات كانت درسًا قويًا لإيران جعلها تنقل الحرب إلى قلب العرب وللأسف كان نجاح لإيران وهي الآن في أربع عواصم عربية في لبنانوسوريا واليمن والعراق وأظن قريبًا ستكون في البحرين مليشيات إيرانية كيف ترى وضع حزب النور الآن؟ حزب النو مقرب جدًا من النظام الحاكم وهو أفضل حزب له شعبية وهيكلة كاملة ولابد من الاعتراف أن الحزب له دور كبير فى إدارة الصراع الديني وتوازن القوى السياسية في مصر. ما رأيك في الأحزاب السياسية؟ كرتونية فهناك عوامل قوة للأحزاب وهي تكمن في أربعة أشياء وهي عامل الشباب وعامل الأرضية في تحرك الشارع "العمل الجماهيري وعامل النقد والنصائح" وأنا أرى جميع الأحزاب ليس على استعداد النقد أو النصائح بل هي تطبل للنظام من أجل مكاسب سياسة وبرلمانية وعامل التنظيم لا أظن أن في حزب له هياكل تنظيم كاملة في الشارع المصري، أقصد بدايةً من النجع إلى القرية إلى المركز إلى المحافظة إلى الجمهورية وهذه العوامل غير موجودة لذلك هي أحزاب فارغة من المضمون هل مصر في حاجة لبرلمان؟ وهل يوجد نظام فى العالم يستغنى عن البرلمان إلا النظام الديكتاتوري، البرلمان له دور المراقبة والتشريع مصر دولة لسه في طريقه إلى الديمقراطية ولست دولة ديمقراطية. هل تعتقد أنَّ مصر بحاجة لتجديد الخطاب الديني؟ تجديد الخطاب الديني لا يعني تحريف النصوص الدينية المقدسة ولكنه يشمل الأفكار والجماعات المتطرفة وإذا كان تنقيت التراث من الإضافات والأحاديث الضعيفه فهو عمل يستحق من العلماء الاهتمام ونحترمهم على ذلك أمَّا لو كان المقصود منه تحريف معنى الجهاد فهذا عمل يخدم الكيانات المتطرفة مثل الجماعات الإرهابية ويخدم الكيان الصهيوني في الأساس. وتغيير النصوص الدينية المقدسة شيء لن يسمح بها المسلمون لأنها من أساس العقيدة والحفاظ على الهوية. هل توافق على منع السلفيين وغير الأزهريين من صعود المنابر وإلقاء الخطب؟ أظن تقنين الوضع أفضل من لغة الإقصاء، الآن نحن في مرحلة بناء ونهضة ولابد من تقدير الاشياء على أرض الواقع أفضل من حنجرية الكلام. هل سينضم منشقون جدد لجبهة إصلاح الجماعة الإسلامية؟ أولاً جبهة الإصلاح ليس لها طريق واضح إلى الآن فلا نعرف هل هي تريد العودة لإدارة الجماعة أمَّا أن تريد توجيه النصائح والنقد البناء والعودة للجماعة شيء لا أشجع قيادات الجبهة عليه الان.