قال فؤاد الدواليبي، أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية، إنَّ "الجماعة انزلقت إلى هاوية قد تودي بها بسبب تحالفها مع جماعة الإخوان، رغم أنَّ هذه القيادات كانت ترى أنَّ منهج الجماعة الإسلامية مختلف تمامًا عن الإخوان". وأضاف الدواليبي، في حوارٍ مع "التحرير": "الجماعة الإسلامية لم ولن تنسحب من تحالف دعم الشرعية لأنَّ قرار الانسحاب بيد القيادة داخل السجون ومن مصلحتهم عدم الانسحاب بل المساومة عليه وهذا تقدير خاطئ جدًا". والآن إلى نص الحوار: كيف ترى أوضاع الجماعة الإسلامية الآن؟ الجماعة الإسلامية الآن في موقف لا تحسد عليه، فقد انزلقت الجماعة إلى هاوية شديدة خاصة بتحالفها مع الإخوان، فمن الغريب أنَّ القيادة الحالية للجماعة الاسلامية هي التي كانت تؤصل للخلاف مع الإخوان وكانوا يقولون أنه خلاف فكري حركي وعقائدي ولا يجوز الاجتماع معهم يومًا. ومن الغريب أيضًا أنَّ قيادة الجماعة الإسلامية أخذت قرار التحالف مع جماعة الإخوان دون أخذ رأي الجمعية العمومية ولكن أبلغوهم بعد أخذ القرارثم بعد ذلك يطلبون رأي الجمعية العمومية للانسحاب من التحالف فهذا تناقض شديد وتشدد في غير موضع أدَّى في النهاية بالقبض على الشيخ عصام دربالة وما كنا نود أن تصل الأمور إلى هذا الحد ثم كان الأمل في القيادة الحالية بالانسحاب من التحالف خاصة وهو رأي السواد الأعظم من أبناء الجماعة كما أنَّه كان رأي مشايخ الجماعة الحاليين قبل القبض على الشيخ عصام، ومع ذلك حينما وصل القرار بأيديهم لم يأخذوه مما يدل على أن القيادة مازالت بأيدي من في السجون. هل ستنسحب الجماعة الإسلامية مما يسمى تحالف دعم الشرعية؟ الجماعة الإسلامية لم ولن تنسحب من تحالف دعم الشرعية لأنَّ قرار الانسحاب بيد القيادة داخل السجون ومن مصلحتهم عدم الانسحاب بل المساومة عليه وهذا تقدير خاطئ جدًا لأنَّنا من خلال خبراتنا السابقة في التفاهم مع الدولة أنَّ الدولة لا تستجيب لسياسة لي الذراع هل كان هناك بيزنس بين قيادات الجماعة الإسلامية وحبيب العادلي؟ يعلم القاصي والداني أنَّه لم يكن هناك أي نوع من أنواع البيزنس بين وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وبين الجماعة الإسلامية فمبادرتنا لوقف العنف كانت من طرف واحد وهي الجماعة الإسلامية ثم تجاوبت معها الداخلية لتحقيق أكبر المكاسب للدولة وللمصلحة العليا للبلاد. من ينفق علي الجماعة الإسلامية الآن؟ أظن أنَّ الجماعة الإسلامية تمر الآن بضائقة مادية خاصة بعد فتور العلاقة الفترة الأخيرة بالإخوان وأيضًا بعد فشل أردوغان في انتخابات تركيا. كيف ترى أداء الرئيس عبدالفتاح السيسي؟ أرى أنَّ الرئيس السيسي يكتسب أرضية دولية في حربه على الإرهاب أمَّا على المستوى الداخلي فهو حقَّق نجاحات أمنية ملحوظة لكن الوضع الاقتصادي فهو غير مرضٍ بالنسبة للرجل البسيط الفقير. فالغلاء يطحن الفقير طحنا فيجب أن ينظر إليهم أكثر من ذلك وكذلك إلى الشباب الذي يعلق عليه آمالاً كثيرة. كيف ترى الحرب على الحوثيين في اليمن؟ الحوثيون صناعة أمريكية إيرانية وكان لا بد من مواجهتها على أي حال والحد من نفوزها وامتدادها. كيف ترى وضع حزب النور الآن؟ حزب النور استفاد من الموقف العام الذي مرت به البلاد قبل وأثناء وبعد اعتصام رابعة حصل على استفادة شرعية، فهو وجد من الصواب أن ينحاز إلى الغالبية دون أن يكون طرفًا أو سببًا عن إراقة أي دماء فقد اختاروا الأكثر صوابًا من حيث الشرع، أمَّا فرص نجاح الحزب في الانتخابات فقد تأثرت كثيرًا بالحالة العامة التي خلفتها جماعة الإخوان خلفها جرَّاء سياساتها الخاطئة ففرصته القادمة لا تتجاوز 10%. وماذا عن الأحزاب السياسية الأخرى؟ الأحزاب السياسية في مصر ليس لها تواجد حقيقي على الأرض فيما يمس صالح المواطن العادي والذي يؤثر تأثيرًا مباشرًا على الصندوق. هل مصر في حاجة لوجود برلمان؟ لا شك أنَّ مصر في حاجة ماسة إلى الاستقرار الداخلي والخارجي، وهذا لن يأتي إلا باستكمال كل سلطاتها التشريعية والقضائية والتنفيذية وإلا سيكون هناك خلل كبير ونقص في التشريعات التي تمس الاقتصاد والاستثمار وهم عصب أي دولة. وكيف ترى تجديد الخطاب الديني؟ تجديد الخطاب الديني ليس معناه إلغاء نصوص من الكتاب والسنة كما أراد بعض المغرضين فهمه وتأويله لكلام الرئيس عبد الفتاح السيسي بل هو تغيير في المفاهيم الخاطئة لدى البعض وليس تجديد الخطاب الديني بانتهاز الفرصة للهجوم على علماء الأمة الذين تلقتهم الأمة بالقبول، ولا يعني تجديد الخطاب الديني أن نتخلى عن ثوابت الشريعة ولكن تجديد الخطاب الديني بشرح وسطية الاسلام فلا إفراط ولا تفريط ولا غلو ولا تقصير. هل توافق على منع غير الأزهريين من صعود منابر المساجد؟ أرفض منع غير الأزهريين من الخطابة، لكن لا مانع من تنظيم هذه المسألة عن طريق مؤسسات الدولة المعنية بهذا كالأزهر والأوقاف وأن تكون هناك معايير ثابتة يتم اختيار الخطيب على أساسها من غير أن تتدخل المحسوبية والوساطة وأن تكون هناك متابعة للخطباء وتقييمهم. هل سينضم منشقون جدد لجبهة إصلاح الجماعة الإسلامية؟ جبهة الإصلاح لا تضم منشقين، ولو كانت تضم منشقين عن الجماعة لأصبح في جبهة الإصلاح أكثر من نصف الجماعة ولكن الجبهة تضم مصلحين أصحاب رؤى مستقبلية وأصحاب تجارب وخبرات.