تعرفه ربات البيوت وأصحاب المطاعم، يحمل أدوات عمله ليجوب الطرقات معلنًا عن حرفته "سن السكينة سن المقص". 30 عامًا قضاها صاحب ال 55 عامًا، في شوارع وأزقة محافظة الأقصر، سعيًا وراء رزقه، حتى صار عن جدارة أقدم سنان سكاكين في الأقصر. "لم أسع يومًا لتعلم حرفة سن السكاكين".. يروي "عم أحمد"، الذي يقيم بقرية الأقالته، ل"التحرير"، أسباب اندثار تلك الحرفة، وأهم ما واجهه في رحلته، ولماذا يرفض أبناء الجيل الحالي تعلمها واشتغالها؟ "تعلمت تلك الحرفة عن طريق الصدفة، عن طريق مشاهدة حداد يقوم بسن السكاكين، فعرض علي أن يعلمني كيف أفعل ذلك دون أن أتعرض للخطر فوافقت، وأجبرت على ممارستها طوال 30 عامًا، غم رفض عائلتي". وأكمل: "بالفعل بدأت في تعمل الحرفة وادخرت المال من أجل شراء أدواتها المكونة من محرك صغير الحجم يعمل بالكهرباء وملحق به حجر لسن السكاكين عليه، وبدأت بالتجول في الطرقات، ونظرًا لكوني الوحيد الذي يعمل بتلك الحرفة في المدينة بأكملها، وجدت إقبالًا كبيرًا من ربات البيوت وأصحاب المطاعم، وبمرور الوقت بات الجميع يعرف عم أحمد سنان السكاكين". وشكا صاحب ال 55 عامًا من كبر سنه: "كبر السن أصابني بالضعف، فلم أعد أقدر على العمل كما كنت، وهذا ما أثر علي دخل أسرتي التي تضم خمسة أبناء عاطلين عن العمل بسبب كساد السياحة". "سن السكاكين من الحرف التي تندثر من محافظة الأقصر، نظرًا لانصراف الشباب عن تعلمها، لاعتبارهم إياها حرفة لا تليق بهم"، قال عم أحمد الذي ناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالنظر إلى حاله والرأفة به، بتعيين أحد أبنائه في وظيفة حكومية، كي يجد من يعيله بعد كبر سنه.