نشرت صحيفة الجارديان البريطانية، اليوم الخميس، مقال بعنوان "الآن تنكشف الحقيقة: كيف دعمت الولاياتالمتحدة صعود داعش في سورياوالعراق"، للكاتب سيوماس ميلن، قائلًا "إن جهود الدول الغربية غير مثمرة، وأن الجماعة الإرهابية الطائفية لن تهزم من قبل القوة ذاتها التي أحتضنتها من البداية". أمريكا دعمت صعود داعش في سورياوالعراق وأضاف "أن الحرب ضد الإرهاب، تلك الحملة التي لا تنتهي والتي تم إطلاقها منذ 14 عامًا من قبل الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، بدأ الحبل يلتف حول عنقها بتشويهات أكثر بشاعة". وأشار الكاتب إلى أن محاكمة رجل سويدي، متهم بالإرهاب في سوريا، في لندن الإثنين الماضي، فشلت بعد ما اتضح أن الاستخبارات البريطانية كانت تسلح الجماعات المتمردة المتهم بدعمها المدعي عليه، لافتًا إلى أن الإدعاء العام تجاهل القضية، على ما يبدو لتجنب إحراج الأجهزة الاستخباراتية، على حد قول الكاتب. وتابع "أن الدفاع قال آنذاك إن الاستمرار في المحاكمة سيكون إجراء جارح للعدالة، حيث توجد العديد من الأدلى التي تثبت أن الدولة البريطانية نفسها تقدم دعم هائل للمعارضة السورية المسلحة". كما لفت في سياق آخر أن المعارضة المسلحة لغزو واحتلال غير شرعي لا تشكل إرهاب أو قتل بموجب معظم التعريفات وتشمل اتفاقيات جنيف، مستطردًا "لكن أصبح الإرهاب الآن في عين الناظر بشكل مباشر". وأوضح أنه لا يوجد مكان يحدث فيه ذلك أكثر من الشرق الأوسط، حيث إرهابيي اليوم هم المحاربين ضد الطغيان في الغد، والحلفاء أعداء. ميلن تابع أنه في العام الماضي، عادت القوات الأمريكية والبريطانية وقوى غربية أخرى إلى العراق، بحجة تدمير تنظيم داعش الذي استولى على أراضي سورية وعراقية كثيرة لإقامة الخلافة الإسلامية، مضيفًا أن الحملة لا تسير بصورة جيدة، بالرغم من إصرار الأمريكيين على أنهم يحاولون تجنب الخسائر المدنية، ويدعون نجاحات هائلة. و أشار "ميلن" إلى تقرير استخباراتي أمريكي مصنف سريًا، كتب في أغسطس 2012، وكان يتكهن بشكل خارق للطبيعة ب"إمارة سلفية" في شرق سوريا و ولاية إسلامية تسيطر عليها القاعدة في سورياوالعراق، وفي تناقض بارز مع إدعاءات الغرب آنذاك، حددت الوثيقة الاستخباراتية القاعدة في العراق والسلفيين بأنهم "القوى الأساسية وراء التمرد في سوريا"، ونصت على أن "دول غربية وخليجية وتركيا" كانوا يدعمون جهود المعارضة للسيطرة على شرق سوريا. وبعد عام من الثورة السورية، لم تدعم الولاياتالمتحدة وحلفائها المعارضة وتسلحها فقط، بالرغم من أنها تعلم أن جماعات طائفية متطرفة تسيطر عليها، لكن أيضًا كانوا مستعدين لتأييد تأسيس "دول إسلامية" بعض الشئ - رغم "الخطر البالغ" على وحدة العراق - كعازل سني لإضعاف سوريا بحسب الكاتب. لكنه أوضح أن هذا لا يعني أن أمريكا شكلت داعش بالطبع، بالرغم من أن بعض حلفائها الخليجيين لعبوا دورًا في هذا، لكن لم يكن هناك قاعدة في العراق حتى غزتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا، وفقا للكاتب. وأضاف "الكاتب" أن الولاياتالمتحدة استغلت وجود داعش ضد قوى أخرى في المنطقة كجزء من محرك أوسع للحفاظ على السيطرة الغربية. واختتم مقاله بأن التدخلات العسكرية الغربية التي لا نهاية لها في الشرق الأوسط جلبت فقط الدمار والانقسام، مضيفًا أن شعوب المنطقة فقط هم من يمكنهم علاج هذا المرض، لا هؤلاء الذين احتضنوا الفيروس".