قال وكيل الأزهر الشريف، الدكتور عباس شومان، اليوم الأربعاء، إن الجهاد شرع في الإسلام لرد الاعتداء، واصفًا أعمال الجماعات الإرهابية بأنها إفساد في الأرض، ولا يحق لها إعلان الجهاد تحت أي مسمى كان إلا عن طريق القائم على أمر الدولة. وأدان شومان، خلال محاضرة نظمتها أكاديمية الشرطة، مزاعم الجماعات الإرهابية حول مفاهيم الخلافة والجهاد، التي يحاولون استغلال الشباب من خلالها، مؤكدًا أن هناك معالجات فقهية مختلفة حول مفهوم الخلافة، وأن بعض العلماء يرى أنها لا تصح في زماننا، وآخرون شددوا على عدم صحة أي نظام آخر غيرها، وعقب بأن كليهما على خطأ، لأن كل ما يتوافق عليه الناس من أنظمة الحكم هو صحيح في الشريعة الإسلامية ويأخذ حكم الخلافة. وتابع "ندرس لأبنائنا الطلاب في جامعة الأزهر الأحكام الفقهية، ونعلمهم أن هناك أصولاً ثابتة وأخرى متغيرة والمتغير أكثر من الثابت، وقضية الخلافة من الأمور المتغيرة"، مشيرًا إلى أن الخلفاء الأربعة تم اختيارهم بطرق مختلفة، ومن يتحدثون عن قضية الخلافة اليوم لا يعرفون شيئًا من الأحكام الفقهية في الشريعة الإسلامية. وحذر، في كلمته، الشباب من الانخداع بأفكار تلك الجماعات المارقة التي لا تعرف وطنًا ولا دينًا، مبيّنًا أن الأزهر الشريف يعمل بكل قوة وجهد من أجل مواجهة أفكار تلك الجماعات، وأنشأ مرصدًا إلكترونيًا لمتابعة كل ما تبثه تلك الجماعات من سموم، ويرد عليها بعدة لغات. وأفاد أن الأمة الإسلامية، والعربية تحديدًا، تعاني من ظهور جماعات هي في حقيقتها أذرع استعمارية مدعومة، تحاول استخدام الدين لأغراض خبيثة، والأزهر يقف لها بالمرصاد، ويفند فكرها بالدليل والحجة، معقبًا أن مصر مرت خلال الفترة الأخيرة بمرحلة عصيبة حمل فيها رجال الشرطة والجيش عبئًا ثقيلًا من أجل حماية الوطن، وتحملوا الكثير من الظلم والافتراء، ولولاهم لسقطت مصر والأمة العربية، وهذا لن يحدث، "فمصر بأزهرها وجيشها وشرطتها حراس أمناء على الأمة كلها، ولن يسمحوا لأي فكر متطرف أن يعوق مسيرتها".