العاشرة صباح أمس، كان موعد زيارة الوفد الحقوقى والإعلامى، لسجن «مزرعة طرة»، لمتابعة الظروف والأحوال المعيشية لرجال نظام مبارك، المحبوسين هناك على ذمة قضايا قتل وفساد وإهدار المال العام، لكن الزيارة التى استغرقت أربع ساعات، لم ير الوفد خلالها إلا زنازين «فارغة» من نزلائها من أركان النظام البائد، الذين رفضوا تماما المقابلة، وقالوا «لو النيابة هتفتش، أهلا وسهلا.. غير ذلك لأ». فى مدخل السجن، طالع الوفد، «لافتة» طريفة، مكتوبا عليها «فى 25 يناير من عام 2004، تفضل السيد محمد حسنى مبارك رئيس الجمهورية، والسيد حبيب العادلى وزير الداخلية، والسيد محمود وجدى مساعد الوزير لمصلحة السجون، بافتتاح عنبرى الإعاشة رقم 1 و2 بسجن المزرعة». اليافطة عكست التاريخ نفسه، الذى سقط فيه «نظام مبارك» بعدها بسبع سنوات، وأثبتت مقولة إن «الأيام دول»، لكن الوفد عاد بخيبة أمل، إذ إنه بعد أن تفقد إجراءات التأمين، والمستشفى، والعنابر، بعد حصوله على «إذن» من النائب العام بزيارة السجن، فاجأهم العميد خالد فوزى، رئيس إدارة شؤون المسجونين فى سجن طرة، بقوله «المسجونون عندما علموا بقدوم الوفد، رفضوا تماما المقابلة، وقالوا: لو النيابة هتفتش أهلا وسهلا، غير ذلك لأ». الوفد ضم: حافظ أبو سعدة عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، والمحامى أمير سالم، والمحامين: أمين نصار، وأسعد هيكل، ونجيب جبرائيل. مصدر مسؤول فى السجن، قال للوفد إن نجلى الرئيس السابق، علاء وجمال، يقضيان أغلب وقتهما فى مسجد السجن، ولا أحد يزورهما. وأوضح المصدر أن حالتهما النفسية «ليست على ما يرام». الوفد دخل «عنبر 1»، المحبوس فيه كل من حبيب العادلى وأحمد المغربى وزهير جرانة، لكنه لم يجد أيا منهم فى زنزانته.. و«عنبر 2»، كان يفترض أن يكون فيه علاء وجمال مبارك، فى الغرفة رقم (4)، وكل من: أحمد نظيف، وفتحى سرور، وصفوت الشريف، وزكريا عزمى، وعاطف عبيد، وأنس الفقى، ويوسف والى، وأمين أباظة، وإبراهيم سليمان، وعهدى فضلى، وحسين مجاور. بالإضافة إلى كبار الضباط المتهمين بقتل المتظاهرين: إسماعيل الشاعر، وحسن عبد الرحمن، وأحمد رمزى، وعدلى فايد. لم يكن أمام الوفد إلا «البوفيه» ليتجه إليه مباشرة، وهناك كان رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق أسامة الشيخ، الذى قال إنه مطمئن لبراءته. وكان هناك أيضا رئيس هيئة التنمية الصناعية السابق عمرو عسل، المتهم بتسهيل حصول رجل الأعمال أحمد عز، زميله فى السجن، على «رخصة حديد» بالمخالفة للقانون. فى مستشفى «مزرعة ليمان طرة»، كان هناك مدير المستشفى، الذى قال للوفد إن غرفة العناية المركزة «غير مجهزة لاستقبال الرئيس السابق»، وأنها تحتاج إلى «جهاز تنفس صناعى، ودورة مياه، وأشياء أخرى طبية». انتهت الجولة وعاد الوفد من حيث أتى دون أن يرى رموز نظام مبارك ليكون بالفعل «شاهد ماشفش حاجة».