يحملون حقائب المسافرين، من أجل بضعة جنيهات، كانت كفيلة بأن يحييوا حياة كريمة في الماضي، لكنها لم تعد تسد جوعًا في الحاضر الذي أصبحت "الهموم" فيه أكثر ثقلًا وعددًا من "الشنط"، هكذا هو الوضع بالنسبة ل"الشيالين" بمحطة قطار الإسكندرية. فاردًا زراعيه، وممسكًا بعربة حمل الحقائب، يتحدث جمال السيد، 66 عامًا، ل«التحرير»: "شغال في مهنة شيل الشنط للمسافرين دي بقالي أكثر من 25 سنة، ملامحي بقت حافظة المحطة، أكتر من بيتي.. الأول الدنيا كانت بسيطة والرزق القليل كان بيقضي، دلوقت الهموم والغلى بقى أكبر وأتقل من الشنط". لا يوجد لحاملي الحقائب بمحطة مصر في الإسكندرية كيان يدافع عنهم، إذ يقول جمال السيد: "إحنا عددنا 22 واحد، فعلًا معانا كارنيه من هيئة السكة الحديد، لكن مش بناخد رواتب شهرية.. أكل عيشنا واقف على الفلوس اللي بناخدها من الزبون". حامد توفيق، 55 عامًا، "شيال" آخر، يعاني من قلة الدخل اليومي: "باشتغل من 26 سنة في المحطة، وكل اللي بيدخلي في اليوم مش بيعدي 40 جنيه.. زمان كانت لينا ملابس موحدة، وأحذية، بس الهيئة منعت الكلام ده من فترة طويلة". ويضيف: "الهيئة طلعت لينا كارنيهات علشان لو فيه مسافر ضاعت منه شنطة، يجيبونا يحققوا معانا.. طبعًا إحنا لا فيه نقابة بتدافع عننا، ولا مرتب شهري بناخده، ولا تأمين أو معاشات.. كل اللي عايزينه حد يراعي حالنا، خصوصًا إن معظم الركاب معدش فى قلبهم رحمة". كل ما يتمناه "الشيال"، جابر أحمد، 65 عامًا، أن تتدخل الحكومة وأن تلقى نظرة عليهم، لتوفير مرتب شهري، ونظام تأميني مناسب، "ولو الحكومة مش فاضية لينا، فياريت الرئيس عبد الفتاح السيسي الرجل الجدع اللي انتخبناه يعرف إن وضعنا صعب، ومحتاجين حقنا اللي بنعرق علشانه ومفيش مسئول راضي يديه لنا لحد دلوقت سواء وزير نقل أو رئيس هيئة".