اتهم الحزب «الديموقراطي الكردستاني» الإيراني نظيره «العمال الكردستاني» بزعامة عبد الله أوجلان ب «الخيانة» في أعقاب اندلاع مواجهات مسلحة بين الطرفين، شمال شرقي محافظة أربيل العراقية، فيما أعلن الحزب التركي أن نظيره الإيراني، يسعى إلى الانتشار في نطاق نفوذه لأغراض «مبّيتة». وذكرت وكالة (باسنيوز) الكردية، إن مسلحي حزب العمال التركي هم من بدأوا القتال وشن الهجوم على بيشمركة الديمقراطي الإيراني المحاصرين. وأفاد مصدر أمني كردي، بأن «عنصرين من الديموقراطي قتلا عندما تعرضت ثكنتهم لهجوم من مسلّحي «العمال» في منطقة كيلشين، شمال شرقي أربيل قرب الحدود مع إيران، بعد فرض حصار دام أسبوعين». وأعلن «الديموقراطي» في بيان أمس «بعد محاولات عدة للتفاوض مع قيادة حزب العمال وحل الإشكالات تجنباً للدخول في مواجهة، لكن الأخير أمر قواته بالهجوم وأطلقوا النار على بيشمركة حزبنا، وفرضت علينا المواجهة». في المقابل، قال عضو العلاقات في «قوات الدفاع الشعبي» الجناح العسكري لحزب «العمال» دمهات عكيد في بيان له، «نعلن عدم رغبتنا في نشوب أي خلاف مع الديمقراطي، والذي طلب منا السماح لمسلحيه باستخدام مناطق نفوذنا للعبور باتجاه كردستان الشرقية (المناطق الكردية الإيرانية)، ووافقنا على ذلك. وأوضح أن «بيشمركة الديموقراطي اعتدوا في أكثر من مناسبة على سكان المنطقة وانتزعوا منهم الأموال بالقوة، وكانوا يتقاضون منهم الضرائب، ونحن حذّرناهم من هذه الأفعال، والخروج من المنطقة». ومن جانبه قال مسعود البارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، أدين بشدة القتال والاضطرابات التي وقعت بين حزب العمال الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني في المناطق الحدودية بين إقليم كوردستان وإيران، ونطالب الجانبين بالاعتراف ببعضهما البعض وألا يعمقا المشاكل أكثر، وألا يصبحا سببا في انتشار وتفشي الاضطرابات في ما بينهما، وأن يعالجا مشاكلها عبر الحوار والتفاهم. وأضاف البارزاني، أن الاقتتال الأخوي يشمل جميع الجهات، ولن ينتصر فيه أحد، لا على الصعيد الحزبي ولا على الصعيد القومي، لا توجد أي مصلحة في الاضطرابات والاقتتال الاخوي. وأصدرت أحزاب كردية بيانات إدانة، ودعت إلى وقف القتال، محذّرة من نشوب أزمة بين القوى الكردية في الجانبين الإيراني والتركي. وتسمح السلطات في إقليم كردستان العراق للقوى والأحزاب السياسية الكردية في كل من سورية وتركيا وإيران بممارسة نشاطاتها السياسية وفتح المقرات التنظيمية، شرط عدم شنّ هجمات مسلحة ضد أنظمة تلك الدول انطلاقاً من أراضي الإقليم.