لم يستمع أحد إلى شكاوى المعلمين المنتدبين من المحافظات لأعمال تصحيح امتحانات الدبلومات الفنية من "الاستراحات غير الآدمية" التي يقيمون فيها خلال فترة الامتحانات و"أعمال التصحيح " في ظل معاناة من نقص حاد فى الخدمات. "التحرير" رصدت شكوى معلمو التعليم الفني، بعد حالة الغضب التي سيطرت عليهم، نتيجة لعدم آدمية الاستراحات، حيث اشتكى عدد من المعلمين المشاركين في أعمال مراقبة امتحانات الدبلومات الفنية، من استراحات التعليم الفني التي وصفوها ب"أنها لا تصلح للاستخدام الآدمي". ودشّن مجموعة منهم عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، عدد من الصفحات نشروا عليها صورًا من استراحات منطقتي الفيوم والسويس، لتوضح مدى إهمال وزارة التربية والتعليم في اختيار استراحات لهولاء المراقبين، الذين يأتون من محافظات مختلفة. أوضح خالد الخضري، رئيس اتحاد معلمي مصر، أن "وزير التربية والتعليم يتحمّل القدر الأكبر مما يحدث من كل ما نرى من اعتداءات شبه يومية وضرب وأخيرًا اغتصاب معلمة"، مشيرًا إلى أن "الوزارة في واد آخر غير الحقيقة وتعتمد على تقارير مغلوطة وكاذبة ولا تعايش الواقع". وتحدى رئيس اتحاد معلمي مصر، الوزير أو أحد مستشاريه أن يذهبوا بنفسهم إلى هذه الاستراحات ليروا كم الإهمال والمهانة لمربي الأجيال -حسب تعبيره-، لافتًا أن "الاستراحات بهذا الشكل تجعل من يسكن فيها يطلب الرشاوى والمآكل من الطلبة نظير تسهيل عمليات الغش، انتقامًا من الوزارة التي تقصد إذلال وإهانة المعلمين". وأشار إلى أن "النقابة شريك أصيل لهذه المهزلة بسكوتها إرضاءً للوزير وسعيًا للحفاظ على المنصب"، لافتًا "لسنا أقل من أي موظف في الدولة، ونطالب فورًا باستراحات القضاء والشرطة تفتح لنا لكي نقوم بعملنا على أحسن وجه". وعقّب حسين إبراهيم الأمين العام لنقابة المعلمين المستقلة، "ليس هناك أي جديد فهذه هي طريقة تعامل وزارة التربية والتعليم مع المعلمين دائمًا وفي جميع المواقف"، لافتًا "أن الوزارة لا تُوفر للمعلم أدنى قدر من الاحترام لآدميته بل أنها تتفنن في طرق إذلاله والحط من كرامته، كما تتوعد من يتخلف عن الامتحانات بأشد أنواع العقاب الإداري رغم أنها تضعه في مجموعة من الظروف غير الآدمية". وحمّل الأمين العام لنقابة المعلمين المستقلة المسئولية للمعلمين الذين يقبلون هذا الوضع المهين، مطالبهم برفض هذا الوضع ورفض الاستمرار في أعمال الامتحانات بمجرد معرفتهم بأن هذه هي الأماكن التي وفرتها لهم الوزارة، موضحًا أن الواقع مخالف تمامًا للتصريحات الوردية للوزارة. أما سمير الغريب، عضو مؤسس لتيار استقلال المعلمين، فوصف استراحات معلمي التعليم الفني ب"سجن أبو زعبل"، مؤكدًا على أنها لا تليق بمكانة وهبة المعلم، فكيف للمعلم الذي يقف طوال اليوم على رجليه من أجل مراقبة الامتحانات أن ينام على "مرتبة"، مناشدًا وزير التعليم الفني بتوفير استراحات تليق بمدرسين مصر، معتبرًا أن هذه الاستراحات إهانه في حق المعلمين. من جانبه أكد الدكتور محمد يوسف وزير التعليم الفني، أن بعض الملاحظين اشتكوا من بعض الاستراحات في عدد من المحافظات، مشيرًا إلى أنه جار العمل على حلها والتعرف على بعض التزاماتها وإرسالها مباشرة إلى الملاحظين. وأشار الوزير، الذي تفقد أمس السبت مدرسة القاهرة الفنية التابعة لإدارة مصر القديمة، للاطمئنان على سير وانتظام امتحانات الدبلومات الفنية، أن الامتحانات تسير بشكل منتظم، وأنه اطمأن على سهولة الامتحان، ووصول أوراق الأسئلة في موعدها، مؤكدًا على عدم تلقيه أو تلقي غرفة العمليات بالوزارة أي شكوى بخصوص الامتحان. في سياق متصل، أعلن أيمن البيلي، المنسق العام لجبهة تحرير المعلمين، أن الجبهة قرّرت تشكيل غرفة عمليات لمتابعة أعمال الامتحانات للشهادة الثانوية في جميع القطاعات على مستوى الجمهورية، لرصد أي تجاوزات بحق المعلمين أو حالات الغش وتسريب الأسئلة والإجابات. وأوضح البيلي أن الغرفة ستكون معنية برصد تنفيذ التعليمات الوزارية الخاصة بالعمل داخل لجان الامتحانات، بالإضافة إلى أي تجاوزات داخل اللجان سواء أعمال الغش الجماعي أو الفردي، أو محاولات تسريب الأسئلة.