بالصور.. استراحات معلمي التعليم الفني.. لا ترقى للاستخدام الآدمي

مراقبو التعليم الفني يلجئون لديسكات الفصول ومراتب متهالكة انتهى عمرها الافتراضى للنوم فوقها.. والمطبخ بدون أدوات
التعليم : جهزنا 800 استراحة لمقدرى الثانوية العامة.. والتحرير ترافق مدير تعليم الجيزة وتتفقد الاستراحات
التعليم الفنى ابن البطة السودة.. فدائمًا ما تولى وزارة التربية والتعليم اهتمامها الكامل بأعمال امتحانات الثانوية العامة للخروج بها على أعلى مستوًى من حيث تأمين اللجان الامتحانية وتجهيز أفضل الاستراحات للمعلمين المشاركين بها؛ بهدف إراحتهم فى أعمال التصحيح، وتجعل الوزارة التعليم الفنى فى ذيل اهتمامتها وهو الأمر الذى انعكس على نظرة المجتمع السيئة للتعليم الفنى قبل المعلمين أنفسهم.
بالرغم من قرب بدء أعمال امتحانات الدبلومات الفنية، فإن شكاوى المعلمين المنتدبين من المحافظات لأعمال مراقبة وتصحيح امتحانات الدبلومات الفنية بدأ صداها يدوى هذا العام، بسبب عدم اهتمام الوزارة بتوفير سبل الراحة لهم، فالاستراحات المعدة لاستقبالهم غير آدمية وتعانى من نقص شديد فى الخدمات اللازمة ولا تلبى أبسط احتياجات المراقبين والمصححين، وهو ما ينعكس على أدائهم فى عملية تصحيح الامتحانات والمراقبة، ويتسبب فى إرهاقهم جسديًّا ونفسيًّا.
«التحرير» رصدت شكاوى معلمى التعليم الفنى فى عدد من المحافظات، وخصوصًا معلمى السويس وسفاجا، الذين صرحوا بأن تجهيز تلك الاستراحات غير آدمى، فعند الدخول إلى المدرسة نجد أن مرمى ملعب المدرسة ونوافذ الأبواب تحولوا إلى منشر خاص لملابس المعلمين، وعند الدخول إلى الفصول المجهزة كاستراحة للمصححين الذى يقضى بعضهم ربع يوم فى عملية المراقبة، ويقضى بعضهم نصف اليوم فى أعمال التصحيح ولا يعرفون طعم النوم ليلاً نتيجة لعدم وجود أسِرَّة مجهزة لهم، واضطرواإلى استخدام التِّخَت المخصصة للطلاب الموجودة بالفصول وبعضها ديسكات مكسورة كبديل عن الأسِرَّة، من خلال وضع تلك الديسكات بجانب بعضها البعض حتى يستطيعوا النوم فوقها، فيما يضطر البعض الآخر من المعلمين للنوم على الأرض التى قد تكون أهون عليه من النوم فوق ديسكات مكسورة تتسبب فى إرهاق جسده، وافترش بعض المعلمين بعض المراتب التى وضعتها مديرية التربية والتعليم بالسويس للمعلمين داخل الفصول على أسِرَّة حديدية تشبه أسِرَّة السجون، وأكدوا أن هذه الأسرة لا تصلح للاستخدام الآدمى، فضلاً عن أن تلك الفصول التى تحولت إلى غرف معيشة للمعلمين سواء المراقبين أو المصححين يوجد بها دولاب خشبى غير صالح للاستخدام الآدمى، واضطر المعلمون إلى دق المسامير بالحائط وتعليق ملابسهم عليها بالفصل.
إضافة إلى ذلك اشتكى معلمى التعليم الفنى من نقص وسائل التهوية «المراوح» واشتكوا أيضًا من الناموس والقطط، فضلاً عن انتشار الحشرات والباعوض والفئران التى تجتاح تلك الفصول الخاوية من النوافذ، ويضطر المعلمون إلى وضع مفارش كستائر على تلك النوافذ الخشبية الخالية من الزجاج لتقيهم من الناموس ليلاً، ولم يختلف المشهد الفصول المتحولة لمعيشة المعلمين عن المطبخ الذى أعده المعلمين، حيث خلى تمامًا من أى من أداوت الطبخ التى تمكن المعلمين من إعداد الطعام والشراب، واضطر المعلمون للجوء أيضًا لاستعمال ديسكات الفصول كمائدة لهم لإعداد الطعام.
حسين إبراهيم، الأمين المساعد لنقابة المعلمين المستقلة، انتقد تصريحات وزارة التعليم التى صرحت منذ أيام قليلة بتجهيز استراحات المعلمين بما يليق بهم، موجهًا تساؤلات لوزير التربية والتعليم الدكتور محمود أبو النصر، هل يا سيادة الوزير تعلم أن مراقبى لجان دبلومات التعليم الفنى يقيمون فى أماكن لا تليق ببنى الإنسان؟ هل تعلم أنهم يفترشون الأرض أو ديسكات الطلاب وفوقها مراتب انتهى عمرها الافتراضى منذ عشرات السنين، فضلاً عن أنهم يسكنون فى فصول دراسية فى الدورالرابع؛ ولا توجد دورات مياه إلا فى الدور الأرضى، وعليهم إن أرادو قضاء حاجاتهم أو حتى أن يشربو كوبًا من الماء فى هذا الجو شديد الحرارة أن يهبطو الأدوار الأربعة، واصفًا ذلك بالمذلة والإهانة لمعلمى التعليم الفنى وواعتبر أن مسؤولى الوزارة بالتعليم الفنى لا يهتمون بالتعليم الفنى رغم أنه يعد قاطرة الإنتاج فى مصر.
فى سياق متصل، انتهت الوزارة من تجهيز ما يقرب من 800 استراحة على مستوى الجمهورية للملاحظين والمراقبين ومقدرى الدرجات فى امتحانات الثانوية العامة.. هذا ما أكده جمال عبد العال المتحدث الرسمى بوزارة التربية والتعليم، لافتًا إلى أنه تم الانتهاء من فرش الاستراحات وتوفير سراير وفرش جديد، وقال إنه تم توفير ثلاجة بكل استراحة وسجاد للأراضى وتم صيانة النوافذ والأبواب ودورات المياه.
«التحرير» قامت بجولة للوقوف على انتهاء الاستعدادات الخاصة بتجهيز الاستراحات والتأكد من جاهزيتها لاستقبال المعلمين الوافدين من المحافظات المختلفة للعمل فى امتحانات الثانوية العامة، تحديدًا فى محافظة الجيزة حيث يوجد 67 استراحة تم تجهيزها بالكامل لاستقبال المعلمين والمعلمات الوافدين من المحافظات، وتفقدنا مع مدير مديرية التربية والتعليم بالجيزة «هشام السنجرى» عددًا من الاستراحات داخل المدارس وشاهدنا جاهزيتها من فرش وصيانة وتهوية وكافة المستلزمات وسبل الراحة للمعلمين, وأكد السنجرى أن هناك 67 استراحة فى 20 إدارة تعليمية على مستوى المحافظة، منهم 44 استراحة للرجال و23 للسيدات، كما شاهدنا التأمين حول المطبعة السرية الموجودة بكل محافظة، والتى يخرج منها أوراق الأسئلة فجر كل يوم، لتنطلق فى طريقها إلى الإدارات التعليمية ثم المدارس قبل بدء اللجان ب30 دقيقة فقط.
وفى القاهرة هناك 96 استراحة منهم 64 للرجال و32 استراحة للسيدات هذا ما أكده الدكتور محمد سلامة مدير مديرية التربية والتعليم بالقاهرة، لافتًا إلى أنه تم الانتهاء من تجهيز الاستراحات وتوفير سبل الراحة بها.
فيما شدد الدكتور محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم على مديرى المديريات بالمحافظات ضرورة منح كافة الوسائل والإمكانيات الموجودة بالمدارس إلى الاستراحات، حتى تتوافر سبل الراحة باستراحات معلمو الثانوية العامة.
وطالب محمد سعد رئيس عام امتحانات الثانوية العامة مشرفى الاستراحات بضرورة التواصل مع مشرفى المواد الدراسية لمعرفة عدد المصححين ومقدرى الدرجات والمراقبين فى كل مادة حتى يوفروا لهم أماكن بالاستراحات.