كتب- أحمد هاشم الجماعة غيرت قياداتها وجددت دمائها بكوادر شابة عمرو فراج مدير شبكة رصد أقر بمسؤولية الجماعة عن تدمير أبراج الكهرباء تأييد الإخوان الواضح للعنف سيعزز دعم شعبية السيسي قال زميل معهد واشنطن، الكاتب إريك تراجر، إن شباب الإخوان في المنفى تمردوا على القادة الأكبر سنًا في الجماعة، ودعوا إلى تبني تكتيكات ثورية وعنيفة للتعجيل بزعزعة استقرار الحكومة في مصر ولكنهم يصعدون معركة من غير المرجح أن يفوزوا بها. وفي تقرير نشرته مجلة "فورين آفيرز" الأمريكية، بعنوان "جماعة الإخوان المسلمون تجري عملية شد وجه"، أضاف أنه خلال أسابيع الفوضى التي أعقبت الإطاحة بمرسي في يوليو 2013، فر العديد من أعضاء الجماعة إلى تركيا، ومنهم عمرو فراج (28 عامًا) الذي يدير بوابة "رصد" الإخبارية، حيث شكلوا لجنة في إسطنبول لإعادة توطينهم، أملًا في الحفاظ على التنظيم حتى يتمكن من العودة إلى السلطة في مصر، بعد أن وعدت الجماعة أعضائها بأنه سيحدث في وقت قريب جدًا. كما شكَلت جماعة الإخوان أيضًا "مكتبًا للمصريين في الخارج"، ليساعد على مركز عملها في المنفى والاستعداد لصراع أكثر عنفًا ضد نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يواصل قمع الجماعة بشدة. ووفقًا ل"تراجر"، مع مرور الوقت، وتزايد شدة القمع في مصر ضد الجماعة (قتل وسجن الآلاف وحكم على مرسي بالإعدام)، ونفاد الصبر إزاء وتيرة التقدم، انشق أعضاء المنظمة الأصغر سنًا عن الكبار. وأشار إلى أن تلك الكوادر الشابة وبينهم فراج حمَلوا القادة مسؤولية "سوء تحليل" الوضع السياسي الذي أدى إلى الإطاحة بمرسي ثم بسوء إدارة فترة ما بعد مرسي، علاوة على أنهم رفضوا أيضًا دعواتهم لصراع صبور وطويل الأمد ضد الحكومة، ودعوا بدلًا من ذلك لتكتيكات ثورية وعنيفة لزعزعة استقرار الحكومة عاجلًا وليس آجلًا. وأوضح أن "فراج" وغيره من شباب الإخوان في المنفى تمردوا ضد القادة الأكبر سنًا في الجماعة، مُحملين إياهم مسؤولية "سوء تحليل" الوضع السياسي الذي أدى إلى الإطاحة بمرسي، وكذلك سوء إدارة فترة ما بعد مرسي، علاوة على أنهم رفضوا أيضًا دعوات قادتهم لصراع صبور وطويل الأمد ضد الحكومة المدعومة من الجيش المصري، ودعوا بدلًا من ذلك لتكتيكات ثورية وعنيفة لزعزعة استقرار الحكومة عاجلًا وليس آجلًا. كما فقد قادة الإخوان أيضًا السيطرة على أعضائها الشباب في مصر، الذين شنوا تمردا غير ظاهر لتقويض الاقتصاد المصري وإسقاط نظام الحكم الحالي، لكن هذه التصدعات داخل الجماعة خفتت في الأشهر الأخيرة، حيث فاز الجناح الثوري الشاب، للإخوان الذي يمثله فراج بالانتخابات الداخلية للمنظمة، التي عقدت في فبراير الماضي، بحسب "تراجر". وفقًا للقيادي الإخواني أحمد عبد الرحمن، غيرت المنظمة 65%من قادتها السابقين، و90% من القادة الجدد من جيل الشباب. وبحسب تراجر، قال "فراج" خلال مقابلة في أكتوبر 2014 في إسطنبول، عندما سئل عن أنشطة الإخوان مسلم في مصر: "هناك أشياء نحن لا يسمح للحديث عنها، مثل العمليات المجهولة التي يتحدث الإعلام المصري عنها مثل قطع الطرقات وإسقاط أبراج الكهرباء"، وهذه هي المرة الأولى التي يعترف أي عضو علانية بمسؤولية الجماعة عن الهجمات على شبكة الكهرباء في مصر. وتوقع "الكاتب" أن الموقف الثوري الجديد للجماعة سيسفر عن اثنين من الآثار المترتبة عليه، أولًا، لكي تحقق ثورتها ضد حكومة السيسي، تتبنى المنظمة العنف بشكل واضح، سيما على حساباتها في وسائل الإعلام الاجتماعي، وهو ما يظهر في نشر أجنحة تابعة لها مؤخرًا صورًا على فيسبوك تظهر أعمالها، من إطارات سيارات محترقة، عرقلة مسارات قطار، وهجوم متعمد على محول كهرباء. ومضى قائلًا: "من المؤكد أن استخدام الإخوان للعنف ليس جديدًا، فخلال رئاسة مرسي، استهدفت الأخوان بشكل متكرر وعذبوا المتظاهرين المناهضين لمرسي". أما الأثر الثاني، للمنحى العنيف لجماعة الإخوان، بحسب تراجر، هو أنها ربما تدخل في شراكة مع الحركات الثورية الأخرى ضد حكومة السيسي، حيث قال مرشد الإخوان محمد جابر لشبكة "مكملين" الموالية للإخوان ومقرها في إسطنبول، إن المنظمة "تسعى إلى استخدام كل الخبرات داخل وخارج الإخوان لتحقيق أهدافها في هذه المرحلة"، وتسعى إلى "اصطفاف ثوري كامل" مع كل القوى السياسية التي تسعى لإنهاء الحكم العسكري في مصر. و ارتأى أنه على الرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين معروفة بأنها حركة انعزالية لا تثق في الغرباء، فإن دعوتها المفاجئة من أجل التعاون على نطاق واسع ضد نظام السيسي تعكس تراجع تأثيرها داخل مصر، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الطبيعة القوية لحملة القمع التي شنتها الحكومة ضد التنظيم، فضلًا عن تقلص شعبيتها نظرًا لفشلها في حكومة مرسي. ووفقًا لتقديرات جماعة الإخوان نفسها، فإن 70% من الأنشطة المضادة للنظام في مصر ينفذها مهاجمون من خارج الجماعة، والتنظيم يخشى على ما يبدو أن يتراجع نفوذه حتى بين المصريين الذين يعارضون الحكومة الحالية. ولفت إلى أن جماعة الإخوان تحاول أيضًا استعادة السيطرة على كوادرها على الأرض، وكثير منهم فقدوا الاتصال مع قادتها المسجونين وتحولوا إلى حركات معارضة غير إخوانية. وبين أنه في الوقت نفسه، يعمل "مكتب المصريون في الخارج" التابع للجماعة لتعزيز علاقاتها مع المعارضين المنفيين الآخرين، وهكذا تقلد قادة الإخوان أعلى المناصب الرسمية داخل "المجلس الثوري المصري"، وهو تحالف من الجماعات التي ترفض الإطاحة بمرسي، وانتخبوا مؤخرًا اثنين من غير أعضاء الإخوان، زميلة معهد "تشاتام هاوس" السابق" الدكتورة مها عزام، والقاضي السابق وليد شرابي - رئيسًا ونائب رئيس، على التوالي. وفي الأسابيع الأخيرة، أرسل المجلس وفدًا إلى آسيا، لحث رابطة دول جنوب شرق آسيا على مقاطعة مصر كما دعا ماليزيا لاستخدام مقعدها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للضغط على القاهرة، وبالتالي يوفر المجلس مظلة أوسع يمكن للجماعة من خلالها أن تواصل جهود الضغط الدولية السابقة ضد حكومة السيسي. واستطرد قائلًا "إن تبني قيادة الإخوان المسلمين الشابة أساليب ثورية قد ينجح في إعادة دمج كوادرها الشابة، الذين يعتبرون إلى حد كبير أن العنف مخالف شرعيًا، ويعتقدون أن الإخوان يجب أن تعمل مع الحركات المعارضة الأخرى في هذه الجهود.. ولكنها لن تساعد جماعة الإخوان في تحقيق الهدف النهائي المتمثل في العودة إلى السلطة في مصر.. على حد تعبيره واختتم "تأييد الإخوان الواضح للعنف والشراكة مع الحركات المتطرفة الأخرى سيزيد من نفور الشعب المصري بشكل أكبر ويعزز دعم شعبية السيسي، وهذا يعني أن فراج وزملائه الشباب يُصعدون معركة من غير المرجح أن يفوزوا بها".