من أعلى المناطق في العالم التي تنتشر فيها ثقافة الثأر والممارسات الثأرية منطقة الصعيد، حيث تندلع المعارك هناك على أتفه الأسباب، ليخرج السلاح معلنًا رأيه الدموي، وتنمو المشكلات التي يغذيها الفقر والجهل والتهميش بالإضافة إلى ثقافة ضاربة في أعماق التاريخ تتصل إلى الموروث العربي وتحديدًا النزعة القبلية، وهي الثقافة التي لا ينجو من أسرها أمي أو متعلم، ولعل هذه الظاهرة كاشفة إلى أبعد الحدود عن غياب دولة القانون، التي احتلت مكانها الثقافة القبلية وممارسات الترضية التي لا تنهي المشكلة إلا لتبدأ من جديد. نار الثأر فقد لقي فلاح أمس الأحد مصرعه أثناء تواجده بالحقل بقرية البدرمان التابعة لمركز دير مواس جنوب محافظة المنيا، على يد موظف ووالده، وذلك أخذًا بالثأر منه. حيث لا تعرف تلك الخصومات الطريق إلى القضاء إلا عندما يذهب القاتل إلى الشرطة معلنًا أنه أخذ ثأره، وسرعان ما يتم الصلح حتى لا تتسع دائرة القتل التي رسختها وفرة غير طبيعية للسلاح في الصعيد. وعلى سبيل التعويض عن غياب القانون تشرف القيادات الأمنية على إنهاء تلك الخصومات، كما يملأ الأزهر المساحة الفارغة الناتجة عن غياب دولة القانون والمجتمع المدني معتمدًا على ثقافة تقليدية مهيمنة تجتمع فيها تشابكات الدين والقبيلة، وليس من الغريب أن يكون هناك لجنتين للمصالحة واحدة في وزراة الداخلية والأخرى بالأزهر. إنهاء الخصومات الثأرية فتحت رعاية شيخ الأزهر الشريف، أحمد الطيب، أناب فضيلة عباس شومان وكيل الأزهر ورئيس "لجنة المصالحات" بالأزهر، الشيخ محمد زكي رزق، أمين عام اللجنة العليا للدعوة بمشيخة الأزهر ومقرر "لجنة المصالحات" بالأزهر، في إنهاء الخصومة الثأرية بين آل الشراقوة وآل الزعيري بنجع ريان بمركز جرجا، بمحافظة سوهاج. وحضر الصلح القيادات الأمنية والتنفيذية والشعبية وأقسم الطرفان على أن يكون الصلح نهائيًا وجديًا على إنهاء النزاع القائم بينهما، وذلك بعد قبول الكفن الذي سيقدم من عائلة المتهمين بقتل المجني عليه. وكان جريمة بشعة قد حدثت في هذا السياق حيث قُتل معتصم عبدالحميد عبداللطيف 19 عامًا طالب، إثر إصابته بطلق ناري بالرأس، وترتب على ذلك حبس المتهم بقتله احتياطيًا على ذمة القضية، وأسفرت الجهود الأمنية عن احتواء تلك الخصومة والعمل على تهدئة الموقف بين الطرفين ومنع حدوث وقائع أخرى، وذلك من خلال فتح قنوات اتصال بين العائلتين، وكذلك مشاركة لجنة المصالحات بالمديرية وكبار العائلات والمؤثرين بالمنطقة. وتم عقد جلسة صلح في تلك الخصومة وإعلانه وتوثيقه بحضور أولياء الدم، بالإضافة إلى لجنة الصلح ورجال الإدارة ونحو 200 شخص من كبار العائلات بالمنطقة والمناطق المجاورة، وتعيين الخدمات الأمنية اللازمة لملاحظة الحالة أثناء وحتى انتهاء الجلسة العرفية وانصراف الحاضرين. ودفعت عائلة القاتل مبلغ 250 ألف جنيه لأهل المجني عليه على سبيل الدية، وقدم والد المتهم الكفن لوالد المجني عليه وقبله منه إيذانًا بإنهاء الخصومة والتصالح. المُصحف ينهي الخصومة أنهت الأجهزة الأمنية بمحافظة سوهاج، بالتنسيق مع "لجنة المصالحات"، خصومة ثأرية بين عائلتي "حمد الله والرضوانة"، بناحية قرية روافع القصير التابعة لمركز سوهاج. وأقسم الطرفان على "المصحف" بأن يكون الصلح بينهما جديًا ونهائيًا، للنزاع القائم بينهما. ترجع الخصومة الثأرية إلى مقتل أحمد صفوت عز العرب، 25 عامًا سائق ينتمي لعائلة "حمد الله". الثأر فوق القيم ينسى الآخذ بالثأر كل القيم الإنسانية ولا يذكر إلا معايرة الناس له و إلحاح المرأة الصعيدية، الذي لا تهدأ إلا بإسالة الدماء مقابل الدماء وتتشح بالسواد طالما قتل أحد أقاربها، وكثيرًا ما يكون ضحايا الثأر لا علاقة له بالأمر ولكن مجرد قرابتهم من من قاتل كفيل بقتلهم على سبيل الانتقام. فقد قام 3 من مركز البلينا بسوهاج بقتل طالبة بقتل ميرفت عبد الناصر، طالبة، إثر إصابتها بعدة طلقات نارية، وعُثر على جثتها ملقاة على الطريق العام، بسبب خصومة ثأرية