مر 28 عامًا على رحيل الفنانة الإيطالية الرائعة «داليدا»، التي ولدت وتربت وعاشت فى مصر، وقدمت خلال مشوارها الغنائي الذى امتد ل30 عامًا، نحو 500 أغنية، ب10 لغات مختلفة، منها الفرنسية والعربية واليونانية والعبرية والإنجليزية والألمانية. ولدت داليدا في 17 يناير عام 1933، واسمها الحقيقى "يولاند"، في حي شبرا بالقاهرة، لوالدين إيطاليين الأصل مولودين بمصر، إذ هاجر أجدادها إليها باحثين عن رزقهم، كما كان حال الكثير من الأجانب في بداية القرن العشرين، بدافع الفقر والهروب من الحروب في بلدانهم آنذاك، حين كانت مصر بلدًا آمنًا ومزدهرًا اقتصاديًّا. كانت داليدا تحب التمثيل كثيرًا، قبل أن تلتقى بأحد مدربي الموسيقى الفرنسيين، الذي أقنعها بالغناء وصرف النظر عن التمثيل، وأعطاها عددًا من دروس الصوت، وبدأت بالغناء في الكباريهات الفرنسية. وقدمت داليدا أكثر من 500 أغنية بلغات متعددة، وحصلت على العديد من الألقاب والأوسمة، وكرمها الجنرال الفرنسي ديجول بإعطائها لقب "The Medaille de la Presidence de la Republique"؛ بسبب أدائها الرائع وصوتها المميز. وبعد وفاتها كرمتها الحكومة الفرنسية بأن وضعت صورتها على طابع البريد، وأقيم لها تمثال بحجمها الطبيعي على قبرها في عام 2001، وما زال الكثيرون يرددون أغانيها بشغف. احتلت داليدا لوائح أفضل عشر أغنيات حول العالم من كندا إلى اليابان، ومن مصر إلى الأرجنتين، وفي عام 1978 كانت داليدا من أوائل الذين صوروا أغانيهم بطريقة الفيديو كليب بفرنسا، قدمت داليدا 12 فيلمًا سينمائيًّا، كان من بينها "سيجارة وكاس" مع سامية جمال، و"اليوم السادس" مع يوسف شاهين. ابنة عمة داليدا وصديقتها، قررت منذ سنوات قليلة أن تكتب وتنشر تفاصيل جديدة عن حياة داليدا الخاصة، كان أهمها علاقاتها العاطفية، قبل انتحارها يوم 3 مايو عام 1987 فى باريس، تاركة رسالتها "بأن الحياة لم تعد جميلة". لقاء نادر مع داليدا عام 1985 فرغم شهرة داليدا وثروتها، إلا أن حياتها الخاصة كانت أشبه بمسرحية ماساوية منذ بداية زواجها حتى نهايتها. تزوجت داليدا من أول رجل أحبته، وهو "Lucien Morisse"، لكنهما انفصلا بعد زواج استمر لأشهر قليلة، رغم أن حبهما كان حديث المجتمع في ذاك الوقت، إذ كان كل منهما يصرح للآخرين بأنه متيم بالآخر ولا يمكنه أن يعيش بدونه لأنه حب حياته، وكان سبب الانفصال هو أن داليدا عثرت على حبها الحقيقي. وكان الرجل الذي تركت داليدا زوجها من أجله هو الرسام "Jean Sobieski"، والذي تزوج من امراة أخرى عقب سنوات قليلة، وتوفي زوج داليدا الأول "لوسيان" بعد أن أطلق النار على نفسه لفشله في زواجه الثاني، ومحاولاته للرجوع لحبه الأول. وفى عام 1967 دخل العشق إلى قلب داليدا مرة أخرى، عندما التقت بشاب إيطالي يدعى "Luigi Tenco"، وكان مغنيًا في بداية طريقه، ودعمته داليدا ليصبح نجمًا، لكن الفشل طرق بابه بعد مشاركته بمهرجان سان ريمو عام 1967، فانتحر بمسدسه في أحد الفنادق، والمؤسف اأن داليدا كانت أول من رأى جثته عندما ذهبت لمواساته على عدم نيله التقدير في المهرجان الذي شاركا فيه، وعندما تمكنت من نسيان الماضي، أحبت رجلًا في فترة السبعينات، ولكنه هو الآخر توفي منتحرًا. وقبل انتحارها بعام، قدمت داليدا فيلم "اليوم السادس" من إخراج الراحل يوسف شاهين، وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا بفضل مشاركتها به. وتوفيت داليدا عام 1987، منتحرة بعد تناولها جرعة زائدة من الأقراص المهدئة، وتركت رسالة تقول: "سامحوني.. الحياة لم تعد تحتمل"، ودفنت في مقابر المشاهير "Cimetiere de Montmartre" بباريس، وتم صنع تمثال لها على القبر بالحجم الطبيعي، وهو يعتبر إحدى أكثر الأعمال المنحوتة تميزًا في المقابر المشاهير.