كتبت مرات عدة عن ضباطنا الأحرار المحبوسين ظلمًا فى سجون العسكر. ضباط «8 أبريل»، و«27 مايو»، و«20 نوفمبر»، ومستعد أن أكتب عنهم مرات كثيرة حتى يخرجوا من سجونهم، ويعودوا إلى بيوتهم معززين مكرمين، ويدخلوا إلى ثكناتهم العسكرية مرفوعى الهامة. فهؤلاء الضباط وطنيون مخلصون، وأبطال أحرار، ولا يصح أبدا أن يبقوا داخل السجون لمشاركتهم شعبهم الأبىّ فى أعظم ثورة له، وعلى الرئيس مرسى أن يتدخل شخصيا فى هذا الموضوع المهم، ولا يتركه حتى يتم الإفراج عنهم جميعا. لقد أصر المجلس العسكرى -طبقا لاتفاق ما- على حماية مبارك وعائلته حتى يوم 8 أبريل -جمعة المحاكمة والتطهير- عندما ثار الشعب، وتجلى إصراره على محاكمة المخلوع وأعوانه، وشارك بعض ضباط الجيش الأحرار فى هذه المليونية الحاشدة، عندئذ أدرك العسكر أن استمرارهم فى حماية المخلوع وأولاده سيؤدى إلى محاكمة المجلس العسكرى مع قائده المخلوع، ولذا ضحوا بمبارك وبعض أعوانه الفاسدين، على أمل أن يبقى نظام حكمه الفاسد مستمرا لأطول مدة ممكنة! وبالإضافة إلى هؤلاء الأسرى الأبطال، هناك معتقلون سياسيون، بعضهم من أيام الثورة، وآخرون تم اعتقالهم فى أحداث مختلفة، سُفكت فيها دماء المصريين، طوال مرحلة حكم المجلس العسكرى، فثمة معتقلون من التحرير، وفى أحداث السفارة الإسرائيلية، وفى مذبحة ماسبيرو، ومعارك شارع محمد محمود، ومجلس الوزراء، والعباسية، وهناك معتقلون فى شتى المحافظات، مثل معتقلى سيناء والسويس والإسكندرية وغيرهم! وثمة معتقلون مصريون داخل السجون السعودية وغيرها من الدول، وهؤلاء أيضا فى رقبة الرئيس مرسى، وعليه أن يعمل بكل جد وإخلاص حتى يحررهم من سجونهم الظالمة، وقد أعلن د.ياسر على، القائم بأعمال المتحدث الرسمى للرئاسة، أنهم حصلوا على قوائم بأسماء المعتقلين المصريين فى السعودية، وأنه جارٍ العمل على بحث حالة كل منهم. وهذا الملف لا يجب أن يُترك حتى يعودوا جميعا إلى بلادهم. إن معاناة أهالى المعتقلين المصريين لا حدود لها، وعلى الرئيس مرسى أن يتذكر حاله، وحال عائلته فى أثناء فترات اعتقاله، فهذا الرئيس الذى ذاق مرارة الظلم وقسوة السجون، يدرك أهمية تدخله شخصيا فى هذه الأمور المرتبطة بحقوق البشر وكرامتهم، فلا يجب أن يترك الأمر للروتين، ولا للإجراءات البيروقراطية، فنحن فى أعقاب ثورة قامت على الظلم والفساد وانتهاك حقوق الإنسان، ولذلك يجب أن تكون حقوق الإنسان وكرامته خطا أحمر فى مصر الحضارة والعزة والكرامة. أما المدنيون الذين تمت محاكمتهم محاكمات عسكرية، فهؤلاء تجب إعادة محاكمتهم أمام قاضيهم الطبيعى، ويجب أن يصدر الرئيس قرارا جمهوريا يمنع إحالة المدنيين إلى القضاء العسكرى. إننا على أبواب شهر كريم، وعلى كل مسؤول فى هذا البلد أن يعلم أن كل مظلوم فى سجن أو معتقل، معلق فى رقبته يوم القيامة، وذلك بداية من أصغر مسؤول وحتى الرئيس محمد مرسى شخصيا.