كتب - حمادة عبدالوهاب تجمع الأرمن من مختلف أنحاء العالم في عاصمة أرمينيا، يرفان، لإحياء الذكرى المئوية لمقتل مليون ونصف مليون أرميني في الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، ولكن تركيا تعارض هذا الوصف بشدة بدعوى أنه كان هناك قتلى من الجانبين خلال فترة عدم الاستقرار والحرب الأهلية، وأن عدد قتلى الأرمن لا يصلوا إلى نصف مليون، قائلة إن الكثير من المسلمين الأتراك ماتوا في اضطرابات الحرب. مراسم الذكرى طوبت "المرحلة الثالثة لعملية تقديس شخص متوفى" الكنيسة الأرمينية مليون ونصف شخصا يوم أمس، قالت إنهم قتلوا في المذابح وعمليات التهجير. وقالت إنها تريد الشهادة لمن قتلوا في سبيل دينهم وديارهم. ووضع المشاركون في المراسم اليوم الجمعة، الورود ووقفوا دقيقة حداد أمام النصب التذكاري للضحايا، في ضواحي العاصمة الأرمينية يرفان. وبعد مراسم وضع الورود، ألقى ساركسيان خطابا شكر فيه الحضور على تذكر الضحايا، وقال "لن ننسى شيئا". وبعد انتهاء المراسم، قرعت أجراس الكنائس الأرمينية حول العالم. مطالبة تركيا بالاعتراف وكرر الرئيس الأرميني سيرج سركسيان، دعواته بأن يتم الاعتراف بما حدث ك"إبادة عرقية"، وقال أن الضحايا تعرضوا "لفظائع لا يمكن وصفها"، في كلمة له خلال المراسم. مظاهرات حول العالم خرجت الاحتجاجات في أغلب المناطق التي بها أعداد كبيرة من الأرمن في الشرق الأوسط - من بيروت والقدس إلى طهران- لإحياء ذكرى مقتل أكثر من مليون شخص قبل مئة عام، كما شهدت كثير من غواصم العالم مظاهرات منددة بالمجازر التركية للأرمن ومطالبة بالاعتراف بها. مشاركة دولية شارك في الذكرى 65 دولة ومنظمة دولية، من بينهم رؤساء جمهورية، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي فرانسوا هولاند، ورؤساء قبرص وصربيا ورئيس اتحاد جمهورية البوسنة والهرسك، ورؤساء برلمانات اليونان وسوريا و 25 نائبا لرؤساء برلمانات من بينهم نائب رئيس البرلمان الأوروبي و10 وزراء من بينهم وزير الخزانة الأمريكي ووزير خارجية لبنان ووزير الهجرة الكندي ووزير الصحة الأماراتي، كما شارك فيها كبار رجال الدين المسيحي حول العالم وعلى رأسمهم البابا فرانسيس الأول، بابا الفاتيكان، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. لماذا لا تعترف تركيا ب"مذابح الأرمن"؟ وترفض تركيا حتى الآن الاعتراف بأن المجازر راح ضحيتها 1.5 مليون قتيل، بحسب الأرمن، كانت عملية تصفية ممنهجة نفذتها السلطنة العثمانية، كما ترفض وصفها ب"الإبادة". ويفسر مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، مصطفى اللباد، ذلك بقوله "في حال اعترفت تركيا بالمذابح سيكون لزاما عليها صرف تعويضات قد تفوق مائة مليار دولار"، مشيرا إلى التاريخ الطويل لإنكار الأتراك لمذابح الأرمن سواء قبل أو بعد إعلان الجمهورية التركية عام 1923. وأضاف اللباد ل"سكاي نيوز عربية" أن الكتلة الأرمينية الأساسية، التي تم ترحيلهم أو إبادتهم، كانت موجودة في شرق تركيا، وبعد خسارة تركيا في الحرب العالمية الأولى عام 1918 وقعت معاهدة مودروس ثم معاهدة سيفر التي أعطت الأرمن شبه حكم ذاتي في هذه المنطقة". وتابع اللباد "في حال اعترفت تركيا سيكون لزاما عليها صرف "تعويضات بالأراضي" في شرق تركيا للأرمن، إلى جانب التعويضات المادية، ومن الممكن في هذه الحالة أن يكون هناك تواصل بين حدود أرمينيا وبعض الأراضي التركية في الشمال الشرقي وفي الشرق، وهذا بالطبع سيهدد وحدة الأراضي التركية"، على حد قوله. الحادث واليوم هو الذكرى المئوية لبدء السلطات العثمانية في اعتقال المئات من المفكرين الأرمن في اسطنبول، يؤكد الأرمن أن هؤلاء الضحايا سقطوا في حملات قتل منهجية بين 1915 و1917. ويرى الكثير من الأرمينيين أن هذه كانت بداية السياسة العثمانية لطرد الأرمن، للشك في دعمهم لروسيا، عدوة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.