نص الدستور على دعم الأطفال، غير أن القيمة الشهرية لأحقيتهم في الألبان لا تكفي دائما، لتأتي أزمة النقص الحاد بالصيدليات وتضع أولياء الأمور بين المطرقة والسندان، يبحثون عن منافذ السوق السوداء للبن المدعم جراء ارتفاع أسعار وندرة ألبان الشركات الخاصة. ورصدت "التحرير" المشاق التي يواجهها أولياء الأمور بالأقصر في طريقهم للعثور على علبة لبن مدعومة من السوق السوداء، أو اللجوء إلى الاستدانة لسد احتياجات أبنائهم من ألبان الشركات الخاصة نظرا لظروفهم المادية الصعبة. تقول ربة المنزل مروة عابدين إنها أنجبت طفلين "توأم" منذ 5 أشهر، ونظرا لظروفها الصحية، لم تتمكن من إرضاع ابنتها طبيعيا، مشيرا إلى انتظارها صرف ألبان مدعمة لطفليها بعد قيامها بعدة فحوص طبية بوحدة الرعاية الصحية. أما ياسين عبد الباسط 25 سنة، عامل أجري، قال إنه يشتري علبة الألبان من الصيدليات كل أربعة أيام لطفله 8 أشهر، ب55 جنيها، مشيرا إلى أن ظروفه المادية لا تساعده لعدم وجود دخل ثابت له. وأكملت صفاء محمد 28 سنة، ربة منزل، أن وزارة الصحة حددت أسعارا ثابتة للألبان المدعمة ب3 جنيهات لعلبة "بيوميل 1 أو لبتوملك أو نكتاليا". وأضافت صفاء أن كميات اللبن المدعم الموزع من الرعاية الصحية لا يكفي أسبوعا واحدًا، مما يدفعها لسد النقص بشراء الألبان المدعمة من الصيدليات بسعر يتراوح بين 17 إلى 30 جنيها، مشيرة إلى أن الحالة المادية لا تكفي فتضطر إلى التداين من شقيقاتها ووالديها لسد احتياجات ابنها الرضيع. والتقط عبادة محمد 37 سنة، طرف الحديث، قائلا إن غياب الرقابة السبب في حرمان الأطفال الرضع من الدعم، موضحا أن بعض المواطنين يجمعون ألبان الأطفال المدعمة، ويبيعونها إلى محلات صنع الحلويات. من جانبها أوضحت وكيل وزارة الصحة بالأقصر، الدكتورة ناهد محمد، أن كمية الألبان المدعمة للمحافظة ثابتة، ويتم توزيعها عن طريق مكاتب الرعاية الصحة، مشيرة إلى أن التوزيع يتم وسط إجراءات مشددة حرصا على وصول الألبان المدعمة لمستحقيها. وأضافت أن هناك شروطا لصرف الألبان المدعمة، تتضمن عدم قدرة الأم على الرضاعة طبيعيا، وأن لا يتعدى عمر الطفل 6 أشهر، لافتة إلى أن الأم تحصل على علبتين شهريا، بقيمة 3 جنيهات لكل علبة.