مازالت معاناة أولياء الأمور الذين لديهم أطفال رضع يعانون معاناة شديدة من النقص الحاد في الألبان المدعمة في الصيدليات وعدم توافرها بصورة كافية تلبي احتياجات الأسر الفقيرة الذين لايقدرون علي شراء علبة اللبن الصناعي بسعرها الأساسي. فهذه مشكلة تؤرق مضاجع كثير من أولياء الأمور خوفا من عدم استطاعتهم علي الحصول علي اللبن المدعم لأبنائهم الرضع وخشية عليهم من الموت جوعا. وإذا كان هذا حال المواطنين فإن مدير إدارة الطفولة بالمحافظة يعترف بوجود عجز صارخ في اللبن المدعم, مؤكدا أنه تمت مخاطبة الجهات المعنية لسد العجز. عفاف راشد ربة منزل طالبت الحكومة والمسئولين بتوفير اللبن المدعم في الصيدليات المجاورة حيث تباع في السوق السوداء بأكثر من35 جنيها وهذا السعر يفوق طاقتي فأنا أرملة وأعمل بخدمة المنازل لتوفير القوت الضروري لأولادي. ويضيف وليد عبد الرحيم أعاني كثيرا في الحصول علي اللبن المدعم لنجلي الرضيع الذي يحتاج إلي بيوميل1 و لم اجده في الصيدليات المجاورة لجأت لأحد الاصدقاء فأحضر لي عبوتين من اللبن المدعم من احدي الوحدات الصحية بالمخالفة للقانون اضطر للجوء لهذه الطريقة لأن اللبن هو الغذاء الرئيسي لطفلي المحروم من الرضاعة الطبيعية. يقول محمد علي عامل : لدي طفلان توءم تربيا علي اللبن الصناعي وكثيرا ما اعاني من عدم وجود اللبن المدعم في الصيدليات فاني احتاج الي اكثر من5 علب كل شهر وانه في بعض الاحيان لا اجد اللبن المدعم الذي اشترية بسعر17.5 جنيه واضطر الي شرائه بالسعر الاساسي45 جنيها, فهذا فرق كبير بينهما في السعر وكثير من الأسر الفقيرة لا تقدر علي شراء اللبن بهذا السعر. وتقول هيام أحمد ربة منزل عجزت عن توفير اللبن المدعم لطفلتي البالغة4 أشهر فضيق ذات اليد كان سببا لتعرض ابنتي للحجز داخل المستشفي بسبب سوء تغذية من كثرة البحث عن اللبن المدعم واختفائه من الأسواق, واضطررت لاحضار لبن معلب أو اللبن البقري لابنتي حتي كادت تفقد حياتها بسبب سوء التغذية والتلبك المعوي. أما شيماء عبد التواب فقد رزقها الله بتوءم لم يتعديا5 أشهر فقالت إن صعوبة البحث عن اللبن المدعم الذي عادة ما يرتاح طفلها عليه جعلتها تلجأ الي مندوبي شركات الأدوية لتوفير كميات من اللبن. وتقول انجي محمود ربة منزل ان الله رزقني بتوءم وزوجي علي قد حاله فهو يعمل عاملا أجريا يوم شغال وعشرة لا ونصحني الطبيب باستعمال لبن الأطفال بجانب الرضاعة الطبيعيةلاشباع الاطفال وبما أننا اسرة فقيرة فكان أصحاب القلوب الرحيمة يساعدون في شراء اللبن لأطفال سواء كانالمدعم أو غير المدعم, ولكن الآن انقطعت تلك المساعدات بسبب حال البلد. وأشارت نجلاء فراج ربة منزل إلي أن ابنتها الرضيعة لا تأخذ كفايتها من الرضاعة بصورة طبيعية فنصحي الطيبب باستخدام اللبن الصناعي بجانب الرضاعة الطبيعية, واضافت انه بسبب عدم توافر اللبن المدعم في الصيدليات نضطر لشراء اللبن غير المدعم بسعره الحر الذي يصل ثمنه الي اكثر من45 جنيها, فنحن لا نحصل إلا علي علبتين في الشهر من اللبن المدعم من بعد التوصيات والتوسل للصيدليات فهذه تكلفة كبيرة علينا ولا ندري ماذا نفعل. وتقول فاتن فوزي ربة منزل إن لديها طفلين توءما وتبحث عن علبة لبن مدعمة منذ فترة ولم تجدها فتضطر لشرائها باسعار باهظة وان ارتفاع أسعارها يشكل عبئا علي أولياء الأمور المجبرين علي شرائه باي سعر حرصا علي صحة أطفالهم. وتضيف الفت عباس ربة منزل ان مشكلة النقص الحاد تشكل خطرا كبيرا علي الأطفال حديثي الولادة وأن معظم الصيادلة باتوا يخافون من شرائه خوفا من فساده حيث إن البعض بات يشتري كميات محدودة جدا وهو ما يؤكد أن هناك أزمة حادة ستشهدها الصيدليات خلال الفترة المقبلة. وقالت مديحة عبد العزيز ربة منزل : رزقني الله سبحانه وتعالي بطفل وحصلت بالكاد علي عدد من علب اللبن من احدي الصيدليات وعندما توجهت لشراء علب أخري فوجئت باختفاء هذه النوعية من الألبان واضطررت رغم ظروفي الاجتماعية الصعبة إلي شراء علبة اللبن بسعر45 جنيها, وأضافت أن هذا الأمر يشكل عبئا جديدا علي كاهل الأسرة حيث تضطر إلي شراء أكثر من6 علب شهرية مما يكلفها وزوجها مبالغ باهظة. وتضيف رحاب مصطفي موظفة أن اللبن المدعم غير متوافر ويوجد نقص حاد بجميع الأنواع مما دفعني الي شراء عبوة من الصيدلية بسعر50 جنيها, مشيرة الي ان هناك طلبا متزايدا من الأمهات لاستعمال الألبان الصناعية في الرضاعة لعدة أسباب منها إصابة الأمهات بالأنيميا ونقص الكالسيوم والاعتقاد بأن الرضاعة الطبيعية تعرض الأم للشيخوخة المبكرة بالإضافة إلي عدم وجود فترات متباعدة بين الحمل تؤدي إلي ضعف الرضاعة الطبيعية. ويقول حمدي علي: مفيش لبن مدعم في الصيدليات, وحتي لو في معرفة صيدلي, مش هيقدر يعطيك أكثر من علبة واحدة نظرا للنقص الحاد في اللبن ويطالب المسئولين بزيادة حصة المحافظة وتوريد الحصة بالكامل رحمة بأولياء الأمور. وتضيف رشا العارف موظفة اظل ابحث في الصيدليات عن علبة لبن لطفلتي عمرها9 أشهر بجميع الصيدليات الموجودة بطما وان الصيادلة يقومون بتوزيعه علي الاقارب ولا يتم صرفه الا بالواسطة فاضطر لشراء العلبة ب45 جنيها. ومن جانبه أوضح الدكتور هاني لطفي حامد مدير إدارة رعاية الأمومة والطفولة بسوهاج أن حصة المحافظة30000 ألف دعما كليا يصل الي المحافظة10000 آلاف فقط وأن الدعم الكلي يوزع علي مراكز صحة الأسرة وذلك بإشراف مديرية الصحة بالمحافظة. وأضاف انه تمت مخاطبة لكل الجهات المعنية بضرورة سد العجز حتي نتمكن من توفير اللبن المدعم للأطفال من أبناء المحافظة.