إلى متى سنظل طي النسيان؟ إلى متى يستمر الإهمال والتردي؟ هكذا تحث المواطنون في قريتي "قهلة الجبلة" و"كفر العرب" التابعتين لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، بعد أن استغاثوا كثيرًا بالمسؤولين لكن دون جدوى. ينذر المنظر بالفعل بكارثة حقيقية، إن لم تكن قد وقعت بالفعل فأهالي القرية يسبحون فوق مياه من الصرف الصحي شواطئها أكوام من القمامة يتخللها أعمدة إنارة متهالكة وعفي عليها الزمن ذات أسلاك عارية وسط الطرق العامة تعمل كمصيدة تقتل لكل من يقترب منها وهناك محول للكهرباء ينفجر كل شهر ويتم إصلاحه بالرغم من وجود اعتماد من قبل هيئة الكهرباء بمحول جديد لكنه علي الورق فحسب. كما توجد مدرسة مهدمة منذ أكثر من ثلاث سنوات أصبحت مرتعًا للحيوانات ومأوى للفاسدين، بالإضافة إلى السرقات المتكررة التي تلحق بالوحدة الصحية بالقريتين وعدم تقديم خدمة صحية تليق بحياة المواطنين الآدمية وهذا ما يؤكده الأهالي ل "بوابة التحرير". وقد التقت "التحرير" بالأهالي المتضريين فقال عبد المعين عبد العزيز شعبان، رئيس جمعية الشباب بالجبلة: إن إهمال وفساد المسئولين بالوحدة المحلية ومجلس المدينة وصل إلى درجة لا تحتمل، فرائحة القمامة باتت تزكم الأنوف وتنشر البعوض، مما يؤدي إلى تفشي الأمراض الخطيرة بالرغم من أن الوحدة المحلية بالعدلية تقوم بتحصيل مبلغ مالي من كل أسرة سنويًا نحو 36 جنيهًا قيمة رفع القمامة يوميًا بالقريتين ولكنها لا تفعل ذلك. وأكد شعبان، أن المسئولين في الوحدة المحلية يقومون بالضغط على الجمعيات الأهلية بالقرية لتسلم السيارة الخاصة بالقمامة بشرط توقيعهم محضر استلام يقرون فيه بأن السيارة بحالة جيدة برغم كونها متهالكة . ومن جانبه، قال عبد الحميد علي، إن مشكلة القمامة تلازمها مشكلة الصرف الصحي الذي دائمًا ما يتعطل عن العمل، ويؤدي هو الآخر إلى تفشي الأمراض الخطيرة. وأشار علي، إلى أن الدولة تقوم بإنشاء شبكة للصرف الصحي بالقريتين منذ 2009 لكنها متوقفة برغم الانتهاء من العمل بالشبكة وكذلك محطة الرفع الصحي دون سبب وجيه، مطالبًا الدولة بسرعة الانتهاء من هذا المشروع حتى لو بالصرف سلبًا في مصرف بالقرب من القريتين . ومن جهته، طالب خيري رشاد أحمد، الوحدة المحلية والكهرباء بإحلال وتجديد شبكة كهرباء القريتين فورًا، حيث تآكلت الأسلاك وتكسرت كشافات الإنارة الموجودة على جانبي الطريق العام، بالإضافة إلى سرعة تركيب كشك الكهرباء المصروف ل"الجبلة" منذ خمس سنوات على الورق فحسب، والانتهاء من إهدار المال العام الذي يبدده إصلاحات الكشك القديم والذي ينفجر بصفة مستمرة. وطالب أحمد بضرورة نقل بعض الأعمدة التي تقع وسط الطريق العام حفاظًا على حياة المواطنين .وبدوره، أوضح علي عبد المنعم محمد، أن وضع قرية الجبلة خطير للغاية بسبب انتشار القمامة وتفشي الأمراض بسبب الصرف الصحي المعطل دائمًا، وعدم الانتهاء من شبكة الصرف الجديدة. وأضاف علي، أن هيئة الأبنية التعليمة بالشرقية حولت مدرسة التعليم الأساسي إلى حظيرة للحيوانات وملجأ لمشردي القرية، حيث تم إزالة المدرسة منذ ثلاث سنوات، ولم تقم الهيئة ببنائها حتى الآن، مما يثقل كاهل طلابنا ويهدد العملية التعليمية بالكامل . فيما أشار محمد عبد البديع عبد السلام ، إلى تردي وسوء الخدمات الصحية التي تقدمها الوحدة الصحية بالمنطقة فالأطباء غير موجودين بالوحدة بصفة مستمرة، كما أن الوحدة تتعرض إلى سرقات متكررة لعدم وجود نوبتجية بها، متهمًا مجلس إدارتها بأنه وهمي علي الورق فقط. ومن جانبه، أعرب محمود شريف، عن استيائه الشديد لعدم رصف الطريق الرئيس بالقرية والمحاذي لترعة أم الألفي، مما يؤدي إلة إثقال كاهل المواطنين ويضطرهم إلى السير عبر قرية كفر العرب بزيادة في المسافة إلى قريتهم تبلغ نحو 2 كم. وأكد شريف، أنهم حاولوا الوصول إلى وكيل وزارة الطرق بالشرقية لكن دون جدوي.