أثار الظهور المفاجئ لكل من علاء وجمال مبارك في عزاء والدة الكاتب الصحفي مصطفى بكري، الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول عودة نجل الرئيس الأسبق إلى المشهد السياسي، والظهور في هذا التوقيت، رغم استمرار حملات الهجوم على آل مبارك، وتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن إعادة النظام السابق أو العودة إلى الوراء. وكشف مصدر مقرب من جمال مبارك ل"ويكيليكس البرلمان"، أن عودة نجل مبارك، للسياسة في الوقت الحالي "أمر مستحيل"، على الرغم من ضغوط بعض النواب السابقين بالحزب الوطني المنحل، وقياداته، ومطالبتهم له بتأسيس حزب جديد باسم "مبارك"، إلا أنه رفض تمامًا. ونقل المصدر عن جمال، قوله إن "العزاء واجب اجتماعي ولا علاقة له بأي عمل سياسي"، وأن ما أثار هذه الضجة أنه الظهور الأول لنجلي مبارك منذ خروجه من السلطة، وأنهما مثل أي مواطن يملكان حق التحرك في إطار القانون. وأشار المصدر، إلى أنه منذ خروج جمال من السجن، وهناك مئات المكالمات التي تطالبه بالعودة للعمل السياسي، وسط محاولات بعض أعضاء الوطني السابقين إلى إثبات وجود شعبية كبيرة لأسرة مبارك، وهو ما رفضه جمال وعلاء مبارك. وتابع المصدر، أن علاء وجمال لا مصدر دخل لهما حاليًا إلا معاش الرئيس الأسبق، وبعض الأعمال الصغيرة، ولهذا يفكران في إيجاد العمل المناسب، لأن كلاهما له أسرة، ويجب الإنفاق عليها، حتى تنتهي القضايا المنظورة بشكل نهائي، بجانب مرض مبارك، وحرص علاء وجمال على التواجد مع الرئيس الأسبق في مستشفى المعادي بشكل شبه يومي، وهو ما يعني أنهما لا يفكران في العودة في التوقيت الحالي للعمل العام أو السياسي. وأضافت المصادر أن ظهور علاء وجمال في هذا التوقيت هدفه ليس سياسيًا، ولكن لكسب التعاطف، خاصة أن "بكري" كان من المهاجمين لمبارك بضراوة خلال ثورة 25 يناير، وأن ابتسام علاء وجمال جاء بعد الاستقبال الكبير من بعض الحاضرين في العزاء، وهو ما رفع من روحهما المعنوية بشكل كبير، إضافة إلى أن حب الظهور الاعلامي والعام طغا على نجلي مبارك خلال سنوات طويلة من الأضواء، وهو ما يشجعهما على الظهور بشكل أكبر في مرات قادمة تبدأ بمناسبات اجتماعية ثم قد تطور إلى مناسبات عامة. وشددت المصادر أن الشائعات أساسها المخاوف من عودة جمال مبارك، وترتيبات عودته إلى صدارة المشهد السياسي، والدفع به في الانتخابات الرئاسية في 2018، وهو أمر غير صحيح، رغم أن القانون لا يمنع ذلك، إضافة إلى شائعات أخرى أبرزها أن جماعة الإخوان المسلمين ستدعم عودة جمال للتخلص من رئاسة عبد الفتاح السيسي. وقال نواب سابقين في الحزب الوطني المنحل، إن هناك تزايد في التواصل بين أحمد عز وجمال مبارك، واتصالات مستمرة في انتظار ما يسفر عنه المشهد السياسي، رغم أن علاء وجمال فضلا الابتعاد في الفترة الحالية، مع التركيز بشكل مكثف في انتخابات المحليات، وهى الأهم في هذه المرحلة، لتحقيق خطط جمال مبارك في اللامركزية، وهو ما يعني أن رجل الأعمال أحمد عز وجمال مبارك، يمكن ان يلعبا مجددا دور صانع الاحداث من وراء الكواليس، وان ذلك سيكون بعيدا عن السلطة ولكن بعد ان يتم اخذ الموافقة من بعض الجهات. ويتواصل مع علاء وحمال مبارك، عدد من السياسين السابقين بالحزب الوطني، أبرزهم صفوت الشريف وزكريا عزمي، وعدد من رجال الأعمال والفنانين والرياضيين، إضافة لبعض نواب الحزب الوطني السابقين، وأن علاء وجمال وكذلك والدهما يؤيدون أن يكون لنواب الحزب الوطني "تحالف" للمستقلين في المجلس القادم ليؤكدوا أن الحزب الوطني لديه القدرة حتى بعد الخروج من السلطة، وأن الاتهامات التي وجهت لعز وجمال لم تكن صحيحة، ولكن ذلك دون غضب أو صدام مع السلطة الحالية بل العمل على دعمها. وأشارت مصادر، إلى أن العقبة الكبرى أمام جمال وعلاء هو رفض النظام الحالي لظهورهما أو عودتهما للمناسبات العامة أو العمل السياسي، وأن نجلي مبارك حريصون على عدم الصدام مع السلطة بأي شكل وأنهما أعلما "الأمن" بقيامهما بتقديم واجب العزاء في والدة مصطفى بكري، لكن في المقابل لم يتم دعوة علاء وجمال باعتبار أنهما نجلي رئيس سابق في أي مناسبة عامة، وأن هذا بسبب القضايا والاتهامات للنظام الحالي بإعادة نظام مبارك. ويطمح علاء وجمال في الظهور العام، مع فترة من الزمن والحصول على أحكام براءة نهائية، علمًا بأنهما ليس لديهما النية للسفر خارج مصر، خاصة أن وفاة مبارك في المستقبل قد تخلق تعاطفًا غير مسبوق مع نجليه.