لم يدرك، أو ربما أدرك، لست أدرى بالضبط، إلا أننى أميل أكثر إلى أنه لم يدرك أنه اختار الطريق الخاطئ وهو أن يصبح «نمرة» فى برنامج، أحدِّثكم عن المطرب الذى عرف القمة الغنائية قبل ربع قرن عندما كان يتنازعها مع عمرو دياب، وبينما عمرو انطلق ولا يزال فإن محمد فؤاد هبط ولا يزال. فى العام الماضى شاهدناه فى برنامج المقالب «فؤش فى المعسكر» كان يريد أن يقلّد رامز جلال فى برنامجه «رامز قرش البحر» فصار بعدها اسمه الحركى «فؤاد كرش البحر». أظنها مرة، أقصد كنت أظنها مرة، بعد أن أخذ جزاءه «تالت ومتلّت» من النقد والسخرية عبر «الميديا» كلها حتى فوجئت قبل أيام، أنه ضيف أول حلقة من برنامج «مذيع العرب» وهو يقدم «إفيه» يتقمص دور مذيع ألثغ فى حرف السين، ويعطى ظهره للجنة التحكيم، المكونة من ليلى علوى وطونى خليفة ومنى أبو حمزة، الحكاية -كما ترى- برمّتها مفتعَلة. أرى محمد فؤاد منذ ثورة 25 يناير وهو مهزوز، عندما ظهر فى التليفزيون المصرى فى الأيام الأولى من الثورة وهو يبكى معلنًا تأييده لمبارك وأنه رئيسه مدى الحياة وأبوه الروحى حتى لما بعد الحياة، ووجَّه رسالة إلى الشباب الثائر بالعودة فورا إلى منازلهم، ولم يكتفِ بهذا القدر بل هددهم بأنه سوف يُقْدم على الانتحار لو لم يعودوا خلال ساعات إلى بيوتهم، ولم ينفِّذ وعده، وأنا بالطبع سعيد بأنه لم يرتكب هذه الحماقة، إلا أنه لم يوضح لأحد لماذا تراجع، هل لأنه اكتشف أن الانتحار محرَّم دينيًّا أم لأنه اكتشف أن الشباب على حق؟! لا يزال موقف فؤاد غامضًا من الثورة حتى الآن، وهو مثل أغلب نجومنا موقفهم هو مصلحتهم، ولكن هل يعرف بالضبط أين تكمن مصلحته؟ الحقيقة أن حالة اللا توازن الفنى التى يعيشها فؤاد لها بُعدها التاريخى فى عام 1997 وبالتحديد شهر أغسطس، عندما عُرض فيلم «إسماعيلية رايح جاى» كان هو البطل وهو الاسم الذى من أجله تم المشروع السينمائى، والإيرادات وصلت إلى 15 مليون جنيه، والتى كانت تعنى فى ذلك الزمان أنها تجاوزت ضعف ما كان يحققه عادل إمام، إلا أن شركات الإنتاج بدلا من أن تتجه إلى محمد فؤاد توجهوا إلى محمد هنيدى ثم إلى جيل نجوم الكوميديا الراحل علاء ولى الدين ومحمد سعد وأحمد حلمى وهانى رمزى. بينما فؤاد الذى كان يعتبر نفسه سينمائيا بمثابة عبد الحليم حافظ، وهنيدى بديل عبد السلام النابلسى، لم يتصور لحظة واحدة أن السينمائيين سوف يتوجهون إلى النابلسى، وتعددت بعدها الإخفاقات السينمائية لفؤاد، ثم انتقل إلى الدراما التليفزيونية واستمرت الهزائم توأمه ولصيقة به، ولم يعد يفكر إلا فى أن يحصل على قضمة من أى شىء.. تقديم برنامج أو ضيف فى برنامج أو مجرد «نمرة» فى برنامج!