أظهر استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، لأمير دولة قطر تميم بن حمد، خلال فعاليات القمة العربية، حالة التناقض التي تعيشها بعض الأحزاب، التي هللت بمشاركة قطر في الدورة السادسة والعشرين، واعتبرت مشاركتها أحد أهم إنجازات القمة؛ في الوقت الذي كانت تدين الموقف القطري في السابق، وتطالب بقطع العلاقات المصرية القطرية. فحزب الوفد، على سبيل المثال، كان قد نظم وقفة احتجاجية في نوفمبر 2014، هاجم فيها السياسة القطرية، وطالب بفرض عزلة دولية على الدبلوماسية القطرية؛ وهو الذي قال سكرتيره العام، بهاء أبو شقة، أمس، في تصريحات صحفية: إن قطر تمثل جزءًا من جسد الأمة العربية. هاشم ربيع: أحزاب هشة.. ومرتبطة بالسلطة الخبير في الشؤون البرلمانية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عمرو هاشم ربيع، قال إن تغير موقف الأحزاب تجاه قطر من المطالبة بقطع العلاقات إلى اعتبار مشاركة قطر بالقمة العربية من أهم إنجازات القمة، يدل على أن فكر الأحزاب محدود، وأنها أحزاب هشة، لا تعبر عن رأي الشارع، ومرتبطة بالسلطة. وأضاف ربيع ل«ويكيليكس البرلمان»، أن التغيير في المواقف أمر محمود، ولكن الثبات على الموقف أو تغيره يكون وفقا لتغير في المعطيات على أرض الواقع، وموقف قطر ليس به أي تغيرات، وما زالت تدعم الإرهاب، ولا أعتقد أن سياسة مصر سيطرأ عليها تغير تجاهها حاليا". وتساءل ربيع: "هل الاستقبال بحفاوة أو الترحيب بالضيوف هو ما يدل علي تغير السياسات؟". إسماعيل: لا يؤخذ بآراء الأحزاب عند اتخاذ قرارات دولية أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية، قدري إسماعيل، قال إن إشادة الأحزاب بمشاركة قطر بالقمة العربية، بعد المطالبة بقطع العلاقات مع قطر قبل ذلك، يدل على أن هذه الأحزاب غير أصيلة وليس لها جذور سياسية أو أيدلوجية تتحرك وفقا لها. وأضاف إسماعيل، أن "بيانات الأحزاب هي مجرد تعليق على الأحداث الراهنة، ولا يُؤخذ بها عند اتخاذ قرارات دولية". وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الاسكندرية على أن الأحزاب لا وجود لها في الشارع، وأنها "تختزل دورها في تأييد أو معارضة وسط غياب رؤية حقيقية". العزباوي: دليل علي ضعف الأحزاب الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يسري العزباوي، إن الأحزاب لا تمتلك المقومات التي تجعلها تستوعب المواقف السياسية، وإشادتها بمشاركة أمير قطر بالقمة العربية يدل علي ضعف الأحزاب وغياب الرؤية السياسية لديها. وتابع العزباوي: لا توجد أي مؤشرات لمصالحة بين مصر وقطر، واستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي له مجرد مسألة بروتوكولية بالأساس، كما أن كلمة أمير قطر بالقمة كان بها مراوغة سياسية"، مستدركًا: "لهذا فالأحزاب لا تمتلك رؤية حقيقية للتأييد أو المعارضة".