"وجعلنا من الماء كل شىء حى" هكذا قال الله عز وجل فى كتابه الكريم.. فمن الماء تبدأ الحياة، فميزها الله بأن لا يكون لها لون، أوطعم أورائحة، إلا أن السواد لون المياه بمركز أشمون فى محافظة المنوفية، ليغيم الأسود على حياة الأهالى الذين يتناولون هذه المياه الملوثة، والتى تسبب فى إصابة المئات من أهالى المركز، الذى يعد أحد أكبر مراكز المحافظة، حيث يضم 54 قرية فرعية و150 كفرًا ونجعًا، بالتيفود والفشل الكلوى والكبد. ولجأ الأهالى لمصادر بديلة لمياه الشرب من الجمعية الشرعية ومياه الجوامع، التى قامت بتركيب فلاتر خاصة بهم عن طريق الجهود الذاتية لأهالى المركز، وذلك لتنقتها من الشوائب، إلا أن الزحام دفع عدد منهم للجوء إلى "الدليفرى" لتوصيل المياه المفلترة للمنازل مقابل مبلغ مالى عن كل "جركن" حسب سعته فى الحصول على المياه. وتشكو زينب محمد، أحد أهالى المركز، من تلوث المياه وتقول أن المياه مليئة بالشوائب ولا تصلح للشرب، وعند ترك كوب من المياه قليلاً ترى الشوائب مترسبة في القاع بشكل يجعلنا لا نعتمد عليها في الشرب نهائياً، فضلاً عن رائحتها الكريهة، لذلك تقوم بملء جراكن مياه من مشروع الجمعية الشرعية للشرب. مؤكده على أنه فى حالة عدم قدرتها للذهاب للجمعية تقول بالإعتماد على خدمة "الديلفرى"، التى يقدمها أحد أصحاب التروسيكلات مقابل مبلغ مالى يتراوح ما بين 5 إلى 10 جنيهات. ويقول عصام شخبه أحد الأهالى، أن تلوث المياه تسبب فى إصابة أغلبنا بفشل كلوى وكبدي، بسبب السم القاتل الذى يصل إلى منازلنا على هيئة مياه ولا يحرك المسؤولون ساكنًا لحل هذه المشكلة، مؤكدًا قيام عدد من الأهالى بشراء المياه المعدنية لأطفالهم خوفًا عليهم من الأمراض التي تحملها خطوط المياه. فيما استنكر بلال جرن، منسق حركة صوت البلد بأشمون، تلوث المياه بالمركز، وأكد قيام الحركة بتقديم العديد من الشكاوى للمسؤولين، وعلى رأسها الدكتور هشام عبدالباسط محافظ المنوفية، والذى وعد بلقاء مع شباب الحركة، لبحث مشاكلهم وعلى رأسها مشكله مياه الشرب.