فى اعتقادى أن وقائع مؤتمر شرم الشيخ قد حلّقت بالمصريين فى رِحاب سماء الفرحة، فرحة عارمة، طاغية، كنا نتوق إليها منذ أمد بعيد، فقد استقبلت المدينة السياحية الشهيرة مئة وعشرين دولة و887 شركة وأكثر من ألفى مستثمر، فى مشهد بهر العالم من حيث دفء الاستقبال، وروعة التنظيم، وتكذيب كل ادعاءات جماعة الإخوان وتابعيها، وقد زلزلهم ارتداد كل ما رددوه من أكاذيب - حول افتقاد الأمن تارة، والقسم بأغلظ الأيمان إن المؤتمر لن ينعقد تارة أخرى. وفى حالات التساهل والكرم الإخوانى المعهود، إن الحضور فى شرم الشيخ لن يتجاوز عشرة أفراد - إلى صدورهم المتفجرة بالغل والحقد على مصر وأبنائها.. وكالعادة، بدلا من التسليم بالواقع، كما فعل البعض من أصحاب نظرية الانقلاب ، أغمض الأعداء عيونهم، بعد عقولهم، وأخذوا يتصنعون القلق واللهفة على استقلال مصر وسيادتها بترويج افتراءات على شاكلة أن المؤتمر يسعى لبيع مصر.. وعندما لم تُجدِ هذه النظرية البلهاء العقيمة، حيث كان المواطنون يتابعون مباشرة وقائع المؤتمر، ويقرؤون الوجوه المستبشرة، الواثقة فى قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى أشاد الجميع برؤيته لمصر المستقبل، وكان كل حرف ينطق به يؤكد للقاصى والدانى أن مصر الجديدة تحترم كل التزاماتها، شرط أن يحترم الجميع إرادتها وسيادة قرارها.. وأننا مع التعاون مع كل مَن يريد الاستثمار، فى مجالات تخدم المصالح الوطنية، وتعيد المحروسة إلى مكانتها فى الوطن العربى وفى العالم.. لقد أيقن العالم بأسره أن السيسى يتمتع بشعبية ساحقة، وأنه يستمد قوته فى خوض الصعاب، من حب المصريين له وثقتهم فيه، وهو ما انعكس على ملامحه بوضوح، أحسن الكثيرون قراءته، ولم يكن الإخوان بين هؤلاء.. فكلنا نعرف أنهم استخدموا أحط الأسلحة، عبر قنواتهم ووسائل إعلامهم، فى تهديد الدول والجهات الأجنبية، لإثنائهم عن المشاركة فى المؤتمر، وفشلوا فشلا ذريعا بقدر النجاح الذى تحقق فى شرم الشيخ.. وإذ بهم ينتقلون إلى سلاح آخر، من أسلحتهم التى زودهم بها أعداء الوطن، وهو سلاح إشاعة اليأس.. انتهى المؤتمر منذ أيام، فماذا تغير فى حياتكم؟ أين هى المشروعات التى أعلنوا عنها؟.. ماذا سيعود على الفقراء من استثمارات كبريات الشركات العالمية؟.. إلى آخر كل ما من شأنه التشكيك فى جدوى المؤتمر، الذى انعقد رغم أيمانهم الغليظة بأن انعقاده ضرب من الخيال الانقلابى الجامح!!.. وكأن التعاقد على إنشاء محطة نووية لتوليد الكهرباء يعنى أن تبدأ المحطة فى العمل فور جفاف مداد القلم الذى وقّع به الطرفان.. وكأنهم يصرخون فى كل اتجاه: إياكم والفرحة يا مصريين... إن الفكر الإرهابى الظلامى يناصب الفرحة العداء، ويكره الشعور بالأمل والتفاؤل الذى عمّ القلوب بنتائج مؤتمر شرم الشيخ، ويعى المواطنون تماما أن ساعة العمل الثورى قد دقت، وأن اعتمادنا الأساسى سيكون ولا بد أن يكون على سواعدنا، التى تخصصت فى البناء والتى ستنتصر، بإذن الله، على معاول الهدم التى تتقزم يوما بعد يوم.. وأكيد ستعم الفرحة.