كتبت: إلهام محمد يعد مسجد سيدي العوام الأشهر بمدينة مرسى مطروح، والذي شهد زيارات عدة لرؤساء، دول وشخصيات سياسية شهيرة، وارتبط إنشاءه بحكايات قديمة، مازالت حتى الآن عالقة في أذهان أغلب أهالى المحافظة. وتلحظ حين تتجول بالقرب من الضريح، بعض الوافدين وهم يهمسون برجاء لتحقيق حلم أو طلب، بينما تجد آخر يقتطع قطعة قماش ملفوفة حول الضريح، بلونها الأخضر الزاهي، ليهديها لأحبائه ليتبركوا بها، وآخر يأخذ حفنة من تراب الضريح، لتبرك أيضًا. قصة الغريق أقيم المسجد لضريح شخص أطلق عليه الأهالي اسم "العوام"، ظنًا منهم أنه صاحب كرامات، ومن أولياء الله الصالحين، وتقول الرواية الشعبية أنه عثر على جثمانه طافيًا فوق مياه البحر، في عهد الملط فؤاد الأول، ولم يأكل جسده السمك، أو تتضرر ملامحه بمياه البحر المالحة . وعلى أثره، بنى فؤاد المهداوى، مدير الصحراء الغربية، لم يكن بعد تشكيل محافظتي مطروح والوادي الجديد، الضريح ومقام المسجد، ثمم شيدت شركة حسن علام المسجد على طراز معمارى فريد في النقوش والبناء . وتعددت القصص والحكايات حول حياة "العوام" فالبعض يقول إنه رجل تقي من المغرب، اسمه محمد العوام، مات وهو عائد من رحلة بحرية للحج، ورماه التيار على شواطئ مطروح، وعثر عليه الأهالي فدفنوه في قبر على نفس الشاطئ الذي خرج منه، ويحمل اسمه حتى الآن "شاطئ العوام". ولا تختلف رواية آخرين عن السابقة إلا في أنه يدعى، السيد العربي الأطرش، وأنه توفي أثناء العودة من الحج، وألقي بجثمان من المركب، وعثر عليه أهالي مطروح عبر "نور" قادهم إليه. احتفالات المولد وكانت تقام احتفالات لعدة أيام حول ضريح المسجد، في الجمعة الثالثة من شهر يوليو، لتستغرق 3 أيام، في ظل حرص القبائل على حضورالمولد، فتتوافد من شرق البلاد وغربها، مصطحبين نساءهم وأطفالهم الذين يتغنون بالمولد وببركة العوام، كما تنحر الذبائح لإطعام الفقراء. وضمن الأناشيد التي كانت تردد في المولد "ياسيدى العوام العالي لا تشمت فينا والي، ومشينا وجينا سالمين وحمدنا رب العالمين". وكان يشهد المولد كثر مناسبات الزواج وعقود القران، وكذلك حفلات الختان للفتيان فقط وتقام فيه مسابقات الفروسية والخيل بين القبائل وتوزع الحلوى والنقود المعدنية على الأطفال وبانتهاء المولد تشد كل الأسر رحالها إلى نجوعهم وديارهم على أمل اللقاء العام القادم بعد تكوين صداقات وعلاقات تزواج جديدة . وأخذت هذه العادات والظواهر والمعتقدات في الاندثار منذ ما يقرب من عشرين عامًا، لوجود تيارات إسلامية دعت إلى ترك تكل الأمور، بدعوى أنها تقود إلى الشرك بالله.