تمر اليوم الأربعاء، الذكرى الخمسين على رحيل الملك فاروق، آخر من حكم مصر من الأسرة العلوية، بعدها تحولت مصر من ملكية إلى جمهورية، عقب ثورة 1952، وغادرها إلى إيطاليا، إلا أنه في نهاية المطاف دُفن في ترابها. استمر حكم فاروق، 16 عامًا، إلى أن أرغمته ثورة 23 يوليو 1952 على التنازل عن العرش لإبنه الطفل أحمد فؤاد والذي كان عمره حينها ستة أشهر. وسيقف التاريخ طويلًا أمام مقولة الملك فاروق، حين أخبره الضباط الأحرار، أنه لن يعد الحاكم المرغوب فيه، حينما رد عليهم "إن نقطة دم مصرية أغلى عندي من كل عروش الدنيا والرحيل فورًا أهون على قلبي من سفك دماء مصرية حفاظًا على منصبي". وفى تمام الساعة السادسة والعشرون دقيقة مساء يوم 26 يوليو 1952 غادر الملك فاروق مصر على ظهر اليخت الملكي المحروسة، وآدى الضباط التحية العسكرية وأطلقت المدفعية 21 طلقة لتحية الملك فاروق عند وداعه. وكان في وداعه اللواء محمد نجيب، وأعضاء حركة الضباط الأحرار، الذين قرروا الاكتفاء بعزله ونفيه من مصر، بينما أراد بعضهم محاكمته و إعدامه كما فعلت ثورات أخرى مع ملوكها. توفى الملك فاروق ليلة 18 مارس 1965، في الساعة الواحدة والنصف صباحًا، بعد تناوله لعشاء دسم في مطعم ايل دي فرانس الشهير بروما، وقيل أنه اغتيل بسم الاكوانتين (بأسلوب كوب عصير الجوافة). وأكل الملك فاروق في تلك الليلة، دستة من المحار وجراد البحر، وشريحتين من لحم العجل مع بطاطس محمرة وكمية كبيرة من الكعك المحشو بالمربي والفاكهة، شعر بعدها بضيق في تنفس واحمرار في الوجه ووضع يده في حلقه، وحملته سيارة الإسعاف إلى المستشفى وقرر الأطباء الإيطاليين بأن رجلًا بدينًا مثله يعاني ضغط الدم المرتفع وضيق الشرايين لابد أن يقتله الطعام. بينما روت اعتماد خورشيد في مذكراتها اعتراف صلاح نصر لها بتخطيطه لعمليه القتل، ولكن لم تتم تحقيقات رسميه في ذلك، ورفضت أسرة الملك تشريح جثته مؤكدة أنه مات من التخمة. إلا أن الملك أحمد فؤاد الثاني، آخر ملوك مصر، قال إن والده الملك فاروق مات مقتولًا، ودفن سرًا ليلًا في مصر، بعد تدخل الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود ملك السعودية لدي السلطة المصرية. الملك فاروق.. ليس "زير نساء".. ويكره رائحة "الخمر" عُرف عن الملك فاروق، بين المصريين، بكثرة علاقاته ونزواته العاطفية، إلا أن الملكة فريدة، قالت إن الملك فاروق كان أبيض القلب، حنونًا للغاية، بريئا كطفل، ولم يكن زير نساء يحيط نفسه بالعشيقات والفنانات كما أفاضت القصص الصحفية في ذلك، ولا يشرب الخمر على عكس كل ما كتب عنه، فقد كان يكره رائحتها. الملك فاروق كان يحب لعب "القمار" كان الملك فاروق شغوفًا بلعب القمار، ومن وقائعه النادرة أنه ظل يلعب في نادي السيارات في الاسكندرية ليلة العيد حتى أدركه الوقت، فما كان منه إلا أن غادر المائدة الخضراء رأسًا إلى المسجد لأداء صلاة العيد. وقال الفنان عمر الشريف، إنه رأى الملك فاروق، آخر ملوك مصر، عندما كان صغيرًا في منزلهم بالقاهرة، حيث كان يلعب القمار مع والدته التي كانت تخسر كثيرًا أمام الملك وأنّ لعبها مع الملك أفقد والدته الكثير من الأموال والأشياء التي كانوا يمتلكونها. الملك فاروق.. يهوي جمع "الطوابع" جاء في مذكرات السفير البريطاني اللورد ''كيلرن، أن الملك فاروق أحد هواة جمع الطوابع، وكان يقول أن لديه مجموعة فريدة من العملات والأوراق النقدية التي لا نظير لها في العالم. الملك فاروق.. عاشق للطعام نظرًا لحبه للطعام، عُرف بين المصريين ما يسمى بسلطة الملك فاروق، وكانت عبارة عن حمام زغاليل، وخس، وخيار، وجزر، وطمام. وكان الملك فاروق يحب تناول "شوربة الحمام"، كانت تُصنع من ضرب 20 جوز حمام في الخلاط بعد سلقها وتصفية الشوربة لتكون كوبًا واحدًا فقط يشربه الملك، أما الشوربة التي كانت لا تفارق مائدة القصر هي "شوربة الجاموس" كانوا يعدونها من حوالي 50 إلى 60 كليو من لحم الجاموس. الملك فاروق.. يحب السماع للقرأن الكريم كان الملك فاروق يحب الاستماع الاستماع إلى آيات القرأن الكريم. وتوجد عدة صور، للملك فاروق، ممسكًا بسبحة، وهو يستمع لتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل أثناء إحياء ليالي شهر رمضان. وكذلك صورًا للملك فاروق، وهو يستمع للشيخين مصطفى إسماعيل وأبو العينين شعيشع، بدعوة من القصر الملكي لقرائة القرآن فى إحدى المناسبات الدينية.