أقيمت مساء أمس، ندوة حول اتجاهات التمثيل في السينما الإفريقية خالد صالح نموذجاً، أدارها الناقد السينمائي طارق الشناوي وبحضور عدد من النجوم من بينهم المخرجة إنعام محمد على، والسيناريست محمد العدل، والمخرج خالد يوسف، والفنان صبري فواز، والفنان فتحي عبدالوهاب، والمخرج والممثل التونسي هشام رستم، والمخرج المسرحي هشام منصور، وبحضور عائلة الفنان الراحل خالد صالح، والدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق. كما شهدت الندوة توقيع كتاب خالد صالح في الأصل حلواني، والصادر ضمن مطبوعات الدورة الرابعة من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، وهو من تأليف الناقد السينمائي طارق الشناوي، والذي يتناول مسيرة خالد صالح الفنية في عدد من المقالات المفصلة عن كل دور جسده تاجر السعادة خلال مسيرته. تحدثت المخرجة إنعام محمد على عن تجربة أداء خالد صالح في مسلسل أم كلثوم ومشروع مسلسل طلعت حرب، والذي كان خالد صالح مرشحاً للعب دور البطولة فيه، قالت: "حينما أردت تقديم شخصيتي كامل ومأمون الشناوي بمسلسل أم كلثوم اقترح علي الفنان خالد الصاوي أن يقدم لي إثنان من الممثلين الجدد وقتها لأداء الشخصيتان، وبالفعل قدم لي خالد صالح و طارق عبدالعزيز، وكانت تلك المرة الأولى لصالح أمام الكاميرا، وفوجئت بحجم موهبته الكبيرة، لأنني في العادة ما أعيد المشهد أكثر من مرة حتى أحصل على ما أريد من الممثل، ولكن مع صالح لم أحتاج إلى إعادة المشهد مرة أخرى ولم أصدق إنها أول مرة له أمام الكاميرا". وأضافت: "بعد ذلك وحينما كنت أجهز لمشروع مسلسل طلعت حرب طلب مني خالد أن يقدم شخصية طلعت حرب، وبالفعل كان قادراً على تجسيد الشخصية في مرحلتها السنية الأكثر تناولاً في المسلسل بإقتدار من حيث الشكل و الأداء التمثيلي، وهو ما جعلني أتفق مع المؤلف على تعديلات في السيناريو، لأنني كنت أريد أن يقدم الدور ممثلاً في الثلاثينات يستطيع لعب دور طلعت حرب في مرحلة الشباب والكهولة، إلا أن حماس صالح وقدرته جعلاني أفكر فى الإستعانة بممثل آخر لتجسيد دور طلعت حرب شاباً، وبينما يقدم صالح المرحلة العمرية الأكثر تأثيراً من عمر طلعت حرب، إلا أن القدر لم يمهلنا وانتزع منا خالد صالح". ثم تحدث المخرج التونسي هشام رستم حول شهادته عن أداء خالد صالح التمثيلي، قائلاً: "عرفت خالد من مسرح الهناجر عام 1998، وخلالها قال لي مدير الورشة ان هذا الممثل سيذهب بعيداً وسيصبح نجماً، فهناك ممثلين يمتلكون ملكات دون غيره تدفعهم و تجعلهوم نجوم، وأبهرني في فيلمي عمارة يعقوبيان و هي فوضى". أما المخرج خالد يوسف، فقال: "من الصعب الحديث عن خالد بشكل محايد لأنه كإنسان أكبر بكثير من قيمة الفنان مهما بلغت عظمته، فعلى عكس المتوقع اختاره شاهين بنفسه لدور البطولة في فيلم هي فوضى، وسألني عنه فأحضرت له المشهد الذي قدمه في محامي خلع، وطلب مني إغلاق الصوت وشاهد المشهد صامت وقبلها سألني إذا كنت أعرف المشهد جيداً أم لا فأجبته نعم، وحينما شاهده بدون صوت وافق على الفور وقرر إعطاءه الدور، لأن خالد استطاع إيصال ما تريد الشخصية دون صوت". وأضاف يوسف: "في فيلم كف القمر أصر خالد على تخفيض أجره نصف مليون لمصاريف الإنتاج، وهو ما شجع باقي أفراد العمل على تخفيض أجورهم لصالح الإنتاج، وصورنا الفيلم في 6 أسابيع ونصف دون توقف، وخالد كان يعطى نموذج في الإصرار والمثابرة". وتابع: "أتذكر في فيلم هي فوضى كان خالد عليه أن يقوم بالجري مسافة طويلة في مشهد الختام وبالفعل أدي ذلك وقمنا بإعادة المشهد أكثر من مرة دون أن يتذمر أو ينبهني حتى أنه مريض بالقلب، وأنه خارج من عملية قلب مقتوح، وعقب إنتهاء التصوير أخبرني خالد أنه كان من الممكن أن يموت بسبب المشهد لأنه مريض قلب، وحينما حاولت مراعاة ذلك في فيلمي كف القمر رفض خالد ذلك وطلب مني تصوير المشهد كما أعددت له مسبقاً". وقال الفنان صبري فواز: "عرفت خالد من أيام مسرح الهناجر حيث كنا في بداية حياتنا سويا ودارت بنا الأيام وظللنا على صداقتنا و كنا مرايا فنية لبعض، وأتذكر حينما كان يقدم فيلم تيتو حدثته وقال لي إدعيلي يا صبري أنا هاجيب جون بالفيلم ده ، وبالفعل هذا ما حدث، وبعدها وأثناء تصويري فيلم دكان شحاتة، وجدت خالد يتصل بي ويقول لي سمعت انك هاتجيب جون في الفيلم ده مبروك ، ورغم صداقتنا الطويلة و الممتده إلا أن لقاء فني بيننا جاء في مسلسله فرعون". هشام منصور مخرج مسرحي، تحث عنه قائلاً "أعرف خالد صالح منذ عام 1980، حينما كنا في فريق مسرح حقوق ، خالد كان يأتي وحيداً يجلس في أخر كرسي بالمسرح لمدة اسبوعين، ورشحته للمخرج وقتها محمد عبدالحميد وأجرى له اختبار فأدى صالح قصيدة عودة الأنبياء لفاروق جويدة ، ومن يومها خالد بطل جميع مسرحيات كلية حقوق بلا استثناء".