"عزيزي مواطن الأقصر.. انتبه من فضلك.. هنا إهمال قاتل"، هكذا بات الحال أمام مدينة إسنا، جنوبي المحافظة، أمام معاناة عاصفة، تتعلق بتلوث مياه الشرب، التي خلطها الإهمال بمياه الصرف الصحي. الكارثة لا تقتصر على الشرب فقط، لكن وصل الأمر إلى التخلص من مياه الصرف عبر ري الأراضي الزراعية، لإنتاج محاصيل غذائية محملة بالأوبئة والفيروسات. "التحرير" تلقي الضوء على ما يعاينه مواطنو إسنا من مأساة مياه الشرب, وما لحق بهم جرَّاء انتشار مرض الفشل الكلوي بين الأهالي والأطفال. محمد حسين، موظف، قال إنَّ مشكلة خلط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب، أمر يعد من إحدى المشكلات التي تعانيها مدينة إسنا منذ العديد من السنوات، إلا أنَّ الفترة الأخيرة شهدت تغير قليلًاً وأصبح الأمر لا يتوقف عند تفريغ مياه الصرف في الترع والمصارف، بل وصل إلى تفريغ المياه بالأراضي الزراعية، ما تسبب في انتشار الأمراض خاصة بين فئة الأطفال. عمر محمد، أوضح أّنَّ الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة كشفت عن تفشي أمراض الكبد بين الأهالي جرَّاء تناولهم مياه مسممة بالفيروسات، وغيرها من الأوبئة التي سوف يظهر آثارها علي المدى البعيد، وعلى الرغم من المناشدات القوية التي يصدرها الأهالي للاستغاثة مما يعانونه من مياه الشرب إلا أنَّ الأجهزة التنفيذية عجزت عن منع سائقي سيارات الكسح من التخلص من حمولة سياراتهم في الترع والأراضي الزراعية. عمرو حمادة، مواطن من مدينة إسنا، أشار إلى أنَّ السبب الرئيسي في لجوء سائقي سيارات الكسح للتخلص من مياه الصرف في الترع والمصارف، هو تقاعسهم عن الذهاب إلى المنطقة المخصصة للتخلص من مياه الصرف بالمنطقة الجبلية من إسنا، بحجة بعد المسافة، إلا أنَّ تقاعسهم هذا أدَّى إلى كارثة صحية وبيئة يروح ضحيتها المئات من المواطنين. الدكتور خلف الله أحمد عمر، مدير مستشفى إسنا المركزي، أكد أنَّ مدينة إسنا تعاني تفشي مرض الفشل الكلوي بطريقة غريبة، حيث أنَّ إجمالي أعداد الإصابة بإسنا فقط تشمل إجمالي الأعداد المصابة بكافة المناطق الأخرى بالمحافظة. "خلف الله" أوضح أنَّ المستشفى تواجه تلك الأعداد الضخمة عن طريق توفير 38 ماكينة غسيل كلوي، والاستعانة بستة أطباء للإشراف على عملية الغسيل الكلوي للمرضى، حيث أنَّ المستشفى تستقبل 179 حالة فشل كلوي من بينهم أطفال.